يقيم في المملكة منذ العام 1977.. «آية قرآنية» تغيّر مسيرة حياة قس أمريكي في السعودية
عندما اعتنق مساعد القس الأمريكي ريتشارد مورتيل، الديانة الإسلامية قبل نحو نصف قرن، لم يكن يدري أن تأثير الآية القرآنية التي دفعته لذلك القرار، سيلازمه طوال حياته، ويحدث فيها تغييرات غير متوقعة.
ولفت الأكاديمي الأمريكي مورتيل، اليوم الأربعاء، أنظار متابعيه في حسابه بموقع “إكس” بتغيير النبذة التعريفية بصاحب الحساب، وكتب معرفًا عن نفسه باللغة العربية التي يتقنها “مواطن سعودي فخور بوطنه”.
وقررت السعودية منح جنسيتها لمورتيل الذي يقيم في المملكة منذ العام 1977، ضمن توجه المملكة خلال السنوات القليلة الماضية لاستقطاب الخبراء والمفكرين في مختلف المجالات.
وبدأت حكاية مورتيل مع الإسلام والعالم العربي في سبعينيات القرن الماضي، عندما قادت الظروف مساعد القس في الكنيسة الكاثوليكية، لدراسة اللغة العربية في جامعة “مينيسوتا” الأمريكية، عن طريق الصدفة.
وهناك طلب منه أستاذه، ترجمة آيات قرآنية قصيرة، ضمن خطة التعليم، وبينها آية “قل هو الله أحد” من سورة “الإخلاص”، لتنتهي مهمة الترجمة تلك، باعتناقه الإسلام بعد سنوات قضاها في تعلم اللغة العربية، والبحث في الكتب الإسلامية، ومناقشة رجال الدين الكاثوليك في الكنسية.
وانتهت رحلة مورتيل في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1974 وهو بعمر 22 عامًا فقط، إذ توجه للعالم العربي حاملًا بكالوريوس باللغة العربية، وتاركًا أحلامه في التحول لرجل دين مسيحي في الكنيسية برتبة قس، وبدراسة الطب البشري في جامعة “مينيسوتا”.
وفي القاهرة، درس اللغة العربية طوال عام كامل، ثم الماجستير في التاريخ الإسلامي بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة، ثم الدكتوراه بالتخصص والجامعة ذاتهما.
وانتقل مورتيل في العام 1977 إلى السعودية، وهناك استقر به الحال في العمل بالجامعات السعودية، وعمل منذ ذلك الحين عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ويمتلك مورتيل في رصيده، كثيرًا من الإنجازات العلمية، شملت تأليف عدد من البحوث العلمية والكتب والدراسات في التاريخ، بجانب تحقيقات ومراجعات تاريخية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن منح الجنسية للدكتور ريتشارد مورتيل، “تأكيدًا على الدور المهم الذي أداه ويؤديه في إثراء التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية، من خلال أبحاثه ومساهماته في توثيق التاريخ الإسلامي وتعزيز الفهم العلمي للتراث”.
ويشغل مورتيل حاليًّا، منصب رئيس تحرير النسخة الإنجليزية من مجلة “دارة الملك عبد العزيز” الثقافية.
ويبدأ مورتيل حديثه عن مسيرة حياته التي يُسأل عنها كثيرًا في المجالس وبين طلابه وفي اللقاءات الإعلامية، بالإشارة لتلك الآية القرآنية.
وعندما اختار طالب الجامعة المبتدئ، اللغة العربية لإعجابه بشكل حروفها، لتكون مقرر لغة أجنبية إلزامي بجانب تخصصه الجامعي في الكيمياء تمهيدًا لدراسة الطب البشري، قبل أن يتخلى عن كل تلك الأحلام، ويدرس اللغة العربية وينتهي به الحال سعودي الجنسية واللهجة.