توافقت حكومات العالم خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (Cop 30) في البرازيل، السبت، على تسوية بشأن اتفاق من شأنه تعزيز التمويل للدول الفقيرة التي تواجه الاحتباس الحراري، لكن دون أي إشارة إلى الوقود الأحفوري.
وسَعت الدول من خلال هذا التوافق إلى تأكيد أهمية معالجة آثار تغير المناخ عالمياً، حتى بعد أن رفضت الولايات المتحدة، أكبر مصدر تاريخي للانبعاثات في العالم، إرسال وفد رسمي.
وبعد التوصل إلى الاتفاق، أقر رئيس المؤتمر أندريه كوريا دو لاجو بصعوبة المحادثات. وقال: “نعلم أن بعضكم كان لديه طموحات أكبر تجاه بعض القضايا المطروحة”.
وكان الاتحاد الأوروبي أكبر رافض لصياغة النص الذي تجنب الإشارة إلى الوقود الأحفوري. وقال مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي فوبكه هوكسترا للصحافيين قبل إقرار الاتفاق “يجب أن ندعمه؛ لأنه على الأقل يسير في الاتجاه الصحيح”.
دفعة تمويلية
يطلق “اتفاق بيليم” مبادرة طوعية لتسريع العمل المناخي لمساعدة الدول على الوفاء بتعهداتها الحالية لخفض الانبعاثات، ويدعو الدول الغنية إلى زيادة حجم الأموال التي تقدمها لمساعدة الدول النامية على التكيف مع آثار ظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2035 بما لا يقل عن ثلاثة أمثال.
وأكد العلماء أن الالتزامات الوطنية الحالية بخفض الانبعاثات قد خفضت الاحترار المتوقع بشكل كبير، لكنها ليست كافية لمنع تجاوز حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، وهو المستوى الذي يُنذر بآثار لتغير المناخ أشد سوءاً.
وفي غضون ذلك، أكدت دول نامية حاجتها الماسة إلى أموال للتكيف مع تلك الآثار التي بدأت بالفعل، ومنها ارتفاع منسوب مياه البحار وتفاقم موجات الحر والجفاف والفيضانات والعواصف.
وقال المستشار الخاص لرئيس بنك التنمية للبلدان الأميركية أفيناش بيرسود، وهو جهة إقراض متعددة الأطراف تركز على أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، إن تركيز الاتفاق على التمويل أمر بالغ الأهمية في ظل تزايد آثار المناخ.
وأضاف بيرسود: “لكنني أخشى أن العالم لا يزال يفتقر إلى منح سريعة الإصدار للدول النامية التي تتعامل بالفعل مع خسائر وأضرار. هذا الهدف مُلِح بقدر ما هو صعب”.
نص منفصل حول الوقود الأحفوري
أدت الخلافات بشأن الوقود الأحفوري إلى تأجيل المحادثات إلى ما بعد الموعد النهائي المفترض الجمعة، ما أدى إلى مفاوضات استمرت طوال الليل قبل التوصل إلى حل وسط.
وقال رئيس المؤتمر إن رئاسة المؤتمر ستنشر نصاً منفصلاً حول الوقود الأحفوري وحماية الغابات، لن يكون متضمناً في اتفاق COP 30 الرسمي، نظراً لعدم وجود توافق في الآراء حول هاتين القضيتين في محادثات المناخ العالمية.
وتابع: “أعلم أن معظمكم متعب. لكن بصفتي رئيساً لهذا المؤتمر، من واجبي أن أشيد ببعض المناقشات المهمة للغاية التي جرت في بيليم، والتي يجب أن تستمر خلال الرئاسة البرازيلية، حتى انعقاد مؤتمر COP القادم، حتى لو لم تنعكس في هذا النص الذي وافقنا عليه للتو”.
ووفقاً لنص الاتفاق، فإنه يطلق أيضاً عملية للهيئات المناخية لمراجعة كيفية مواءمة التجارة الدولية مع العمل المناخي، وسط مخاوف من أن تزايد الحواجز التجارية يحد من اعتماد التكنولوجيا النظيفة.
