ما زالت الأبراج الشاهقة محطّ اهتمام بالنسبة إلى ملايين الأشخاص حول العالم، ونتيجة لذلك غدا التساؤل عن كم يستغرق بناء برج ناطحة سحاب في مقدمة الاستفسارات المطروحة بعد مشاهدة إحداها. كما يمكن ان يسألك أحدهم هم ماذا تعرف عن برج المملكة أو برج خليفة أو أي برج آخر.
بجميع الأحوال، يحتاج المهندس المسؤول عن المشروع إلى جدول زمنيّ صارم من أجل رسم المخطط الهندسيّ وتحويله إلى أعجوبة معمارية موجودة فعلياً على أرض الواقع.
لذلك قررنا اليوم أن نتعمّق في توضيح المراحل المختلفة التي تكون مسؤولة عن نجاح بناء الناطحة مهما كان موقعها بالعالم، كما سنشير إلى المدة الزمنية الخاصة بكل مرحلة وبعض النصائح الموصى بها من الخبراء.
كم يستغرق بناء برج ناطحة سحاب
تشترك الأبراج العالمية في عدد كبير من المراحل وتختلف في بعضها الآخر حسب خصوصية التشييد، ولهذا إليك المعلومات الوافية حول الجداول الزمنية لناطحات السحاب:
مرحلة ما قبل البناء:
هي الخطوة الأولى في رحلة إنشاء ناطحة سحاب في مكان ما. يشرف عليها من البداية مهندس معماري خبير بهدف وضع مخطط متكامل من حيث هيكل الخارج والمحتوى الداخلي، كما تصنف ضمن أبرز المراحل التي ينبغي توخي الحذر فيها حفاظاً على سلامة المبنى.
يحتاج الفريق الهندسيّ ضمن هذه المرحلة إلى مدة تتراوح بين 5 إلى 18 شهر للانتهاء، وتنقسم إلى رسم التصميمات والإنشاء لدراسات الجدوى، بالإضافة إلى التأكد من سلامة التربة وبعدها الحصول على قرارات الموافقة والتصريح من جميع السلطات الحكومية.
مرحلة تحضير الموقع
تستغرق مرحلة تحضير الموقع ما لا يقلّ عن 7 أشهر من العمل المستمرّ، وكما تشير بعض الشركات بالدول العربية إلى إمكانية امتدادها حتى 15 شهراً بسبب اعتبارات كثيرة مرتبطة بموقع البناء عادةً الذي قد يحتوي على حطام وصخور قاسية.
الأهم من ذلك كله أن تُنفذ أعمال الأساس باحترافية عالية من خلال إقامة قاعدة ثابتة وقادرة على حماية الناطحة من كافة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والعواصف القوية، وتضم حالياً صب الخرسانة والحفر العميق في باطن الأرض وغيرها.
مرحلة البناء الإنشائي
تشهد هذه المرحلة بناء الطوابق الخاصة بالبرج تدريجياً انطلاقاً من الأسفل إلى الأعلى، ولا تتجاوز مدة العمل أكثر من 3 أعوام، وتشتمل على خطوات عديدة أبرزها إعداد الهياكل الخرسانية بشكل مثالي.
علاوة على ذلك، ينطلق العاملون أولاً إلى وضع الأسطح الأفقية والعوارض المزودة بالحديد والسلالم تحت إشراف متخصصين، وبعد ذلك يحين وقت إنشاء الجدار الساتر المكوّن إما من مواد الزجاج أو المعادن أو المواد المركبة.
تركيب كافة الخدمات
تتضمن ناطحة السحاب في كثير من الأحيان طوابق متنوعة
بين محال ومطاعم ومنصات مراقبة خارجية وغير ذلك، هذا يعني الحاجة إلى عدد ضخم من التركيبات الميكانيكية وذلك بالتزامن مع تمديد الأسلاك الكهربائية وتجهيز السباكة.
ولا يمكن الفراغ من هذه التجهيزات المتنوعة إلا بعد مرور 6 أشهر، قد تقفز المدة إلى عام كامل وفق عدد الطوابق وأنواع الأشياء المطلوبة والتدقيق على معايير السلامة والتنسيقات اللازمة للتكييف والتدفئة.
التشطيبات في الداخل
في غضون 6 أشهر فقط يمكن أن يصبح البرج جاهزاً للافتتاح بعد انتهاء التجهيزات الداخلية بشكل كامل، لكن بأوقات أخرى قد يستلزم المبنى مدة أطول قد تتجاوز 18 شهراً. كما تتطلب هذه المرحلة الاستعانة بعمال جُدد في تخصصات مختلفة.
أما عن الأمور المتداولة فهي مزيج بين تركيب الزجاج على كل النوافذ ودهن الجدران بالألوان المناسبة وتوزيع قواطع الإنارة بطريقة ملائمة لمكان الأسلاك، بالإضافة إلى تزويد المكان بالمصابيح ذات الجودة العالية وكذلك الأرضيات بالبلاط على اختلاف أنواعه.
5 نصائح لتقليل مدة بناء البرج
- يتّجه المهندسون الماهرون إلى التخطيط الفعّال لكل جوانب عملية التشييد ابتداءً من التصميم المعماري ومروراً بجدولة مواعيد التصاريح لاختصار الوقت.
- المسارعة إلى اعتماد تقنيات جديدة بهدف تحسين الإنتاجية وجعلها أكثر جدوى، على سبيل المثال نقترح التفتيش عن مفهوم BIM.
- الاعتماد الكليّ على فريق عمل متعاون وخبير وقادر على تحمُّل الضغط بسبب صعوبة بناء الناطحات.
- تأمين موارد البناء الكافية بالتزامن مع توفير كميات إضافية من المعدات الثقيلة للتخفيف من حالات التأخير الناجمة عن النقص أو الأعطال.
- اتّباع مبدأ مسارات العمل الموازية للتخفيض من كم يستغرق بناء برج ناطحة سحاب وذلك من خلال توزيع المهام على مجموعات متنوعة تحت إشراف أشخاص محترفين في مجال العمران.
