من يحكم تركيا غدا؟ الراديكالي البراجماتي أم العلوي وريث أتاتورك | اِعرف السيرة الذاتية لـ أردوغان وأوغلو

“من يحكم تركيا غدا؟” هذا هو السؤال الذي يشغل العالم أجمع، خلال الـ24 ساعة القادمة، مع بدء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية غدا، وهنا أصبح الخيار واضحا، إما أن يكون حاكم تركيا في صباح بعد غد الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يصفه المراقبون بـ الراديكالي والبراجماتي والإصلاحي، أو أن يكون كمال كليتشدار أوغلو وهو العلوي ووريث أتاتورك والمؤيد لبشار، وهنا نرسم بروفايل لكلا الشخصين اللذين يحظيان باهتمام العالم أجمع غدًا.
أوغلو .. العلوي وريث أتاتورك ومؤيد بشار
“سآتي لكم بالرفاه والربيع”، هكذا يعد كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب “الشعب الجمهوري” الناخبين الأتراك قبل الانتخابات الرئاسية غدا، من خلفه تظهر المعارضة ممثلة بالطاولة السداسية “موحدة” ليكون مرشحها المنافس الأبرز في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السباق المرتقب، وتلك هي محطات حياته وسياساته.
- كمال كليتشدار أوغلو، هو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض.
- وُلد يوم 17 ديسمبر 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونغلي شرقي الأناضول، فهو البالغ من العمر 74 عامًا.
- عائلته تنتمي للطائفة العلوية.
- هو الرابع بين أبناء العائلة السبعة، وأب لابنتين.
- أكمل مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس ولايته، ثم التحق بمدرسة إيلازيج التجارية الثانوية فأنهاها بمرتبة الشرف عام 1967.
- انتقل للدراسة الجامعية في العاصمة فدخل أكاديمية أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية التي تخرج فيها 1971.
- عمل في مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية بدءا من 1992، وتولى مسؤولية إدارتها العامة بين عامي 1997 و1999.
- بدأ نشاطه السياسي عام 2002 بانضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري، الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لسياسة وفكر مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
- خاض انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر 2002 ثم في أغسطس 2007، وفاز بعضوية البرلمان في الدائرة الثانية في إسطنبول.
- ترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قدير توباش.
- في العام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا للحزب بعد استقالة سلفه دينيز بايكال.
- شارك الحزب بقيادته مع حزب الحركة القومية المعارض في ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو للمنافسة بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في أغسطس 2014 للمرة الأولى بطريقة التصويت المباشر، لكنه خسر أمام المرشح القوي لحزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
- أعيد انتخاب كليجدار عام 2014 رئيسا لحزب الشعب فقاده إلى الانتخابات البرلمانية في يونيو 2015، وفي إعادتها في نوفمبر الموالي، ونال الحزب المركز الثاني في الجولتين، كما أعيد فيهما انتخاب رئيسه لعضوية البرلمان.
- معروف عنه معارضته الشديدة لرئيس الدولة رجب طيب أردوغان وسياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأيضا يعارض الأكراد وحقوقهم، وهو من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك.
- يعارض بقوة سياسات حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، الخارجية لا سيما في موضوع الانفتاح على الشرق الأوسط والعالم العربي.
- يعارض التدخل التركي في شؤون سوريا، كما انتقد قطع العلاقات مع إسرائيل لأنها بحسب رأيه تَضُرُّ بتركيا.
- من أكثر داعمي النظام السوري، وهو ما يرده مراقبون لخلفيته الطائفية العلوية الشيعية وكون حزبه محسوبا عموما على هذه الطائفة، كما تجمعه علاقة قوية بنظام الحكم في العراق وإيران.
- له أيضاً علاقات مع بعض الجنرالات الأتراك المُدانين بقضية محاولة الانقلاب على حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا.
- حين محاولة انقلاب 2016، لإسقاط نظام الحكم والاستيلاء على السلطة, وقف كليجدار ضد الانقلاب وانتقد المشاركين فيه رغم كونه يقود أكبر حزب معارض للنظام الحاكم, وفي صبيحة اليوم التالي للمحاولة، كان حاضرا بين زملائه في البرلمان لإعلان وقوفهم إلى جانب الشرعية الديمقراطية.
- رغم معارضته للحكومة وانتقاده المتكرر لسياسات رئيس البلاد أردوغان، فإن كليجدار لبى دعوة وجهها إليه الأخير للقائه في القصر الجمهوري يوم 25 يوليو 2016، وهو اللقاء الذي اعتبر تحولا مركزيا في العلاقات الوطنية التركية.
- في يوم 6 مارس 2023 أعلن تحالف المعارضة التركي المعروف باسم “الطاولة السداسية” أن كمال كليجدار هو مرشحه للانتخابات الرئاسية لمنافسة زعيم حزب العدالة والتنمية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
- وضع برنامجًا يحمل عنوان “تركيا الغد” ويقع في 240 صفحة ويتضمن ما يزيد عن 2300 هدفًا، يتفق على أهداف عامة متعلقة بالنظام السياسي والدستوري للبلاد؛ أبرزها العودة إلى النظام البرلماني إلى جانب تحديد ولاية الرئيس وجعل دوره فخريًا.
- اللافت أن صور أتاتورك تُرفَع في اللقاءات الانتخابية المؤيدة لكليتشدار أوغلو، فيما تحمل ملصقات المرشح شعار: “مرحبًا أنا كمال أنا آت!”.
- يحاول كليتشدار أوغلو، الذي يحظى بدعم غير مباشر من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الترويج لإمكانية فوزه في الانتخابات والعمل على تغيير نظام الحكم وإصلاح المشكلات الاقتصادية.
أردوغان وثلاثة وجوه .. راديكالي ومصلح وبراجماتي
ينظر منتقدو الرئيس التركي إليه على أنه حاكم مستبد، يعمل بتصميم على توسيع سلطته كزعيم، ويقوم بالتشهير بالخصوم كإرهابيين ووضعهم في السجن. لكن صورة رئيس الوزراء المنتخب حديثاً آنذاك كانت مختلفة تماماً
في العام 2003 كان يعتبر رجب طيب أردوغان من المصلحين وممن يعلق عليهم الآمال في العمل لصالح للبلاد، ومباشرة بعد فوزه في الانتخابات، بدأ بتقريب بلاده إلى الاتحاد الأوروبي؛ إذ حارب الفساد، وألغى عقوبة الإعدام، وعزز الحقوق المدنية للأكراد، ولكن على مدار الـ20 عاما تغيرت الكثير من السياسات، حتى وصفه الكثير من المحللين بأنه الرئيس الراديكالي والإصلاحي والبرجماتي .. وتلك محطات مشواره..
- ولد رجب طيب أردوغان في 26 فبراير1954 بمدينة إسطنبول، لكنّ أصوله تنحدر من مدينة ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.
- درس أردوغان الابتدائية في مدرسة قاسم باشا وتخرج فيها عام 1965، ثمّ درس في ثانوية إسطنبول للأئمة والخطباء وتخرّج فيها عام 1973.
- حصل على شهادة ثانوية أيوب بعد اجتياز امتحانات المواد الإضافية، ثم التحق أردوغان بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة مرمرة، وتخرج فيها عام 1981.
- بدأ رجب طيب أردوغان يتولى دورًا بارزًا في المنظمة الطلابية للاتحاد الوطني للطلبة الأتراك والمنظمات الشبابية، ففي سنة 1976 انتُخِب رئيسًا للمنظمة الشبابية لحزب السلامة الوطني بمنطقة بايوغلو التابعة لمدينة إسطنبول، وفي السنة نفسها صار رئيسًا للمنظمة الشبابية في مدينة إسطنبول، وبقى في هذين المنصبين وغيرهما إلى عام 1980.
- عندما حُلّت الأحزاب السياسية في 12 سبتمبر من السنة نفسها عمل مستشارًا وإداريًّا رفيعًا في القطاع الخاص.
- عاد رجب طيب أردوغان إلى الحياة السياسية بقوّة مع تأسيس حزب الرفاه عام 1983، وأصبح رئيس الحزب في فرع بايوغلو بإسطنبول عام 1984، ثمّ رئيسًا للحزب في مدينة إسطنبول، وعضوًا في اللجنة الإدارية للقرارات المركزية لحزب الرفاه عام 1985.
- انتُخِب رجب طيب أردوغان رئيسًا لبلدية إسطنبول المدينة الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في 27 مارس 1994، وكانت تلك الخطوة الانطلاقة الأقوى له في الحياة السياسية، خصوصا لما حققه من انجازات إصلاحية.
- وفي 12 ديسمبر 1997 حُكِم على رجب طيب أردوغان بالسجن بسبب قطعة شعرية أنشدها في أثناء إلقائه خطابًا أمام الجماهير في مدينة سيرت، وفُصِل من رئاسة بلدية إسطنبول المدينة الكبرى، رغم أن الشعر الذي قرأه ورد في كتاب صادر عن إحدى المؤسسات الحكومية، وأوصت وزارة التربية الوطنية التركية المعلمين به.
- بعد خروجه من السجن الذي حُبس فيه 4 أشهر، قرّر مع أصدقائه تأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 أغسطس 2001 نتيجة إصرار الرأي العام والتطورات الديمقراطية في البلاد، واختير رئيسًا للحزب من اللجنة التأسيسية.
- تمكّن حزبه من الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2002، بنيل ثلثي مقاعد البرلمان، وهذا جعله مؤهلًا لتشكيل الحكومة بمفرده.
- في 15 مارس 2003 تولّى رجب طيب أردوغان منصب رئاسة الوزراء.
- التطورات الإيجابية التي أحدثها في البلاد، جعلت بعض المراقبين الأجانب والزعماء الغربيين يصفونها بـ”الثورة الصامتة”.
- حقّق رجب طيب أردوغان، بصفته رئيسًا لحزب العدالة والتنمية، فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 22 يوليو 2007، وقام بتشكيل الحكومة الستين للجمهورية التركية.
- جدّد انتصاره بزيادة أصوات حزبه في انتخابات 12 يونيو 2011 وتمكن من تشكيل الحكومة الحادية والستين.
- وفي يوم الأحد الموافق 10 أغسطس 2014 انتخب الشعب التركي رجب طيب أردوغان رئيسًا للجمهورية التركية؛ فصار الرئيس الثاني عشر في تاريخ تركيا.
- عقب اعتماد التعديل الدستوري في استفتاء الـ 16 أبريل 2017 وتمهيد الطريق لإمكانية انتماء رئيس الجمهورية إلى حزب سياسي، أعيد انتخاب رجب طيب أردوغان في المؤتمر الاستثنائي الثالث الذي عقد بتاريخ 21 مايو 2017 ، رئيسًا لحزب العدالة والتنمية الذي يعد أحد مؤسسيه.
- انتخب رئيسًا للجمهورية مجددًا بنسبة 52.59% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد الموافق لـ 24 يونيو 2018.
- اتسم مشوار أردوغان السياسي بالعديد من التقلبات، فقد تبنى في بدايته دور المصلح، لينتقل بعدها إلى اعتماد لهجة أكثر تشدداً، حتى وصف بأنه زعيم راديكالي، ومع قرب الانتخابات الرئاسية وشعوره بالخطر، غير من سياسته بطبيعة براجماتية على حد وصف معارضية.
المصدر: صدى البلد