Gmail تختبر إنشاء بريد إلكتروني “مؤقت” لحماية الخصوصية
تعمل شركة جوجل على تعزيز حماية خصوصية مستخدمي Gmail عبر ميزة جديدة قيد التطوير تُعرف باسم “البريد الإلكتروني المحمي” (Shielded Email).
وكشف باحثون تقنيون عن هذه الميزة من خلال تحليلهم لملفات APK الخاص بإصدار حديث من “خدمات جوجل بلاي” Google Play Services، إذ ظهرت مؤشرات قوية على وجود نظام يتيح للمستخدمين إنشاء عناوين بريد إلكتروني تُستخدم أثناء التسجيل في التطبيقات والخدمات، تكون بديلة لاستخدام عنوان البريد الإلكتروني الأصلي للمستخدم، وفق موقع Android Authority.
وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل المخاطر الناتجة عن مشاركة البريد الإلكتروني الأساسي في المنصات المختلفة، ما يحد من الرسائل غير المرغوب فيها ويحمي المستخدمين من محاولات التتبع والاختراق.
وتعتمد الميزة على إنشاء عناوين بريد إلكتروني مؤقتة تُعيد توجيه الرسائل الواردة إلى الحساب الرئيسي للمستخدم.
وفي حالة واجه المستخدم تدفقاً مزعجاً للرسائل غير المرغوب فيها عبر العناوين البديلة، يمكنه تعطيل خاصية إعادة التوجيه أو حذف العنوان بشكل نهائي.
ويمنح هذا النهج المستخدمين تحكماً أكبر في بياناتهم الشخصية ويقلل من التهديدات الرقمية، خاصة تلك المرتبطة بتسريب البيانات أو استغلالها لأغراض تسويقية غير مصرح بها.
وأظهرت الرسائل البرمجية المكتشفة في ملفات APK إشارات واضحة إلى نظام “البريد الإلكتروني المحمي”، بما في ذلك خيارات مثل إنشاء عناوين بريد إلكتروني مخصصة لكل تطبيق، وتعطيل إعادة التوجيه عند الحاجة، إلى جانب نصوص توضح فوائد الميزة في حماية خصوصية المستخدم وتقليل التتبع الرقمي.
كما أشارت النصوص إلى أن جوجل تسعى إلى جعل هذه الميزة سهلة الاستخدام ومدمجة في نظام خدماتها.
ورغم عدم الإعلان الرسمي عن الميزة حتى الآن، إلا أن تحليل ملفات APK يوضح أن جوجل قد وصلت إلى مراحل متقدمة في تطوير “البريد الإلكتروني المحمي”.
الخصوصية الرقمية
ولا تزال بعض التفاصيل غير واضحة، مثل عدد العناوين التي يمكن للمستخدم إنشاؤها، أو كيفية ربط هذه الميزة بالتطبيقات الأخرى، وما إذا كان من الممكن تخصيص بريد إلكتروني بديل لكل تطبيق أو خدمة، ولكن من المتوقع أن تُطرح قريباً كجزء من تحديثات “خدمات جوجل بلاي”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن الخصوصية الرقمية، ما يجعل هذه الميزة إضافة قيّمة للمستخدمين الذين يتطلعون إلى تحسين أمان بياناتهم الشخصية، وتقليل التهديدات التي قد تنشأ عن تسريب معلوماتهم عبر الإنترنت.
ومن المتوقع أن تحظى هذه الميزة باهتمام واسع من المستخدمين، خاصة مع سهولة إدارتها وفعاليتها في حماية الخصوصية.
جدير بالذكر أن هذه الخطوة من جانب جوجل ستجعلها تلحق بنهج بدأته شركة أبل مع تحديث iOS 15 في عام 2021، إذ قدّمت من خلاله الميزة نفسها تحت اسم Hide My Mail، والتي كانت تؤدي المهمة نفسها تماماً من حيث تركيزها على حماية خصوصية بريد المستخدم الإلكتروني ومنحه التحكم في الكامل في الرسائل الواردة إليه من الشركات والتطبيقات وخدمات الطرف الثالث.