كشف فريق عمل فيلم Kiss of the Spider Woman، في مؤتمر صحفي لناخبي جوائز جولدن جلوب، حضرته “الشرق”، تفاصيل الفيلم الذي يعتُبر من أكثر الأفلام الموسيقية المرتقبة في 2025، والمقرر طرحه في 10 أكتوبر، وذلك بحضور النجمة جنيفر لوبيز، الممثل المكسيكي الصاعد توناتيوه، والمخرج والكاتب بيل كوندون.
الفيلم، المقتبس من رواية الأديب الأرجنتيني مانويل بويج الصادرة عام 1976، ومن المسرحية والنسخة الموسيقية التي تلتها، يعيد طرح أسئلة قديمة بروح جديدة عن الحب، الحرية، والتنوع، في مواجهة الانقسام والتمييز، بحسب صناعه.
بين الحلم والواقع
وصفت جنيفر لوبيز تجربتها في الفيلم بأنها تحقيق لحلم شخصي طال انتظاره: “كنت أعيش خيالي الخاص، لطالما حلمت ببطولة فيلم موسيقي، وهنا وجدت نفسي أؤدي 12 أغنية في فترة قصيرة أشبه بماراثون مكثف، كنت في سباق مع الوقت، ولكنها كانت لحظة العمر”.
وتحدثت لوبيز مطولاً عن التحديات العملية التي واجهتها في تصوير الأغاني، لاسيما مع الأزياء الثقيلة والمعقدة: “الفستان الذهبي الذي ارتديته في مشهد قاعة الرقص كان يزن نحو 50 رطلاً، ومع ذلك كنت أؤدي الرقصات والغناء في لقطات طويلة من دون توقف”.
ورأت أن العمل يتجاوز إطار الاستعراض الفني إلى كونه خطاباً إنسانياً: “الفيلم يروي قصة شخصين متناقضين يجدان الحب رغم اختلافهما، وهذا الطرح يعتبر أكثر أهمية من أي وقت مضى، وسط كل الانقسامات والصراعات التي نعيشها”.
وأشارت إلى من أسباب رغبتها في تقديم عمل موسيقي هو “رؤية ريتا مورينو في West Side Story عندما كنت طفلة، ذلك غيّر حياتي ومنحني الإيمان بقدرتي على تحقيق المستحيل”.
إلى جانب بطولتها، لعبت لوبيز دوراً كمنتجة تنفيذية، حيث شاركت في تطوير النص، اختيار الممثلين، ومتابعة تفاصيل التصوير والإخراج. وعن ذلك قالت: “كمنتجة، أقوم بكل شيء من تطوير السيناريو إلى التواجد في غرفة المونتاج، الأمر ليس لقباً شرفياً، بل مسؤولية تبدأ من الفكرة وتنتهي عند التسويق، هذه المشاركة جعلتني أشعر بأن الفيلم جزء مني، وليس مجرد دور أؤديه”.
وعن كيفية حفاظها على طاقتها في ظل جدول مزدحم، قالت: “أحب عملي كثيراً، لكن أصعب معركة في حياتي دائماً كانت تحقيق التوازن. أحياناً أجد نفسي أنتقل من جولة غنائية إلى تصوير فيلم، ثم إلى مشروع آخر من دون توقف، حاولت أخذ إجازة عام كامل بعد تصوير هذا الفيلم، لأدرك أن التوقف لا يعني نهاية المسيرة، تعلمت أن الاستراحة لا تلغي ما حققته، بل تمنحني القدرة على العودة بطاقة جديدة”.
وأضافت: “سأتوقف فقط عندما لا أعود أستمتع بما أفعل، حتى الآن، كل مشروع جديد يمنحني شعوراً بأنني في بداية الطريق”.
“رسالة حب للتنوع”
من جانبه، كشف الممثل الشاب توناتيوه عن التحولات النفسية التي خاضها استعداداً لدور “مولينا”، السجين الحالم بعوالم هوليوود اللامعة: “خسرت 45 رطلاً من وزني للدور، لكن الأهم أن الفيلم رسالة عن الكرامة والإنسانية، وفي جوهره رسالة حب للتنوع، وللإنسانية التي تتجاوز الهوية”.
وأشار إلى أن الفيلم يعكس أيضاً حضوراً لاتينياً غير مسبوق في هوليوود: “أحياناً يتردد المنتجون في إسناد أدوار رئيسية لممثلين لاتينيين، لكن الحقيقة أننا نحقق النجاح ونبيع التذاكر، هذا الفيلم يؤكد أن الثقافة اللاتينية ليست إضافة هامشية، وإنما هي جزء أساسي من صناعة السينما العالمية”.
العودة إلى الأصل
أما المخرج بيل كوندون، المعروف بأعمال موسيقية بارزة مثل Dreamgirls، فقد شدد على أن الإلهام الأساسي كان منبع الرواية الأصلية: “أحببت كل النسخ السابقة، من فيلم هيكتور بابينكو عام 1985 الذي جسّده ويليام هارت وراؤول خوليا، إلى المسرحية الغنائية على برودواي. لكنني عدت إلى نص بويج، لأنه كان سابقاً لعصره، اليوم فقط أصبحنا أكثر استعداداً لاستقبال رسالته عن الحرية والهوية”.
وأوضح أن الإخراج استلهم من أسلوب الأربعينيات الكلاسيكي، عبر لقطات طويلة بلا تقطيع، قائلاً: “أردت إبراز القوة التمثيلية والاستعراضية الحقيقية، جنيفر كانت قادرة على أداء الأرقام كاملة من دون توقف، وهو ما أعاد وهج السينما الكلاسيكية”.
وأوضح كوندون: “خلال العروض التجريبية، قالت إحدى الشابات إنها سئمت من الأفلام ذات الألوان الرمادية، وشعرت بالانتعاش أمام هذا العمل الملون المفعم بالحياة، هذا الفيلم دفاع عن قوة السينما، عن قدرتها على إثارة الدهشة ونقل المشاعر في أبهى صورها”.
لوبيز من جهتها رأت أن الفيلم يضع المشاهدين أمام مرآة للتفكير: “نأمل أن يغيّر الفيلم طريقة نظر الناس إلى اللاتينيين، السينما قادرة على كسر الصور النمطية وإعادة صياغة الوعي العام”.