بينها ما يخص تركيا.. تقرير: نتنياهو اضطر للاستماع لأمور لا يرغب بها خلال لقائه مع ترامب

اخبار تركيا
أفاد تقرير لشبكة الجزيرة القطرية أنرئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهو أجبر على سماع أشياء لا يريدها خلال لقائه الرئيس الأميركيدونالد ترامب في المكتب البيضاوي بواشنطن، في مشهد قال محللون إنه بدا مغايرا لمؤتمرهما السابق مطلع فبراير/شباط الماضي.
ووفق محللين، فإن نتنياهو أجبر على سماع أشياء لا يريدها مثل وقف الحرب على غزة، وإجراء مباحثات أميركية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، فضلا عن الموقف الأميركي من سوريا وتركيا.
وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي الأميركي السابق توماس واريك إن استدعاء نتنياهو على عجل قد يكون ا بـ”الانزعاج الإسرائيلي من التعريفات الجمركية، وقد يرتبط أيضا بالمحادثات بين واشنطن وطهران”.
ووفق حديث واريك للجزيرة، فإن ترامب حاول طمأنة الإسرائيليين بشأن مخاوفهم من سوريا وتركيا واحتمال أنتشكلا تهديدات أمنية، لافتا إلى أن ترامب حسم الأمر، مؤكدا أنه لن يتشدد بشكل عدائي مع سوريا كما اقترح مستشارو نتنياهو.
وخلال ردهما على أسئلة الصحفيين، قال نتنياهو إنه ناقش مع ترامب قضايا عدة مثل الوضع في سوريا، وتدهور علاقاتإسرائيلمع تركيا، إضافة إلى الرسوم الجمركية، وأزمة المحتجزين في غزة.
وأكد نتنياهو أنه تباحث مع ترامب بشأن إيران، وقال إن “تل أبيب وواشنطن ملتزمتان بعدم السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي”.
تهديدات ترامب تكتيك
وفي الشأن الإيراني، تحفظ الباحث المتخصص في الدراسات الأميركية علي أكبر داريني على حديث ترامب عن محادثات مباشرة بين بلاده وإيران، مشيرا إلى أن طهران لم توافق على محادثات من هذا النوع.
وقال داريني إن إيران منفتحة على الانخراط في محادثات مباشرة مع واشنطن “عندما يُنجز التقدم في المباحثات غير المباشرة”، مشددا على الحاجة إلى الثقة واختبار نوايا ترامب.
وكان ترامب أفاد بأنه أجرى نقاشا رائعا مع نتنياهو بشأن إيران والتجارة، وكشف عن إجراء واشنطن محادثات مباشرة مع طهران، ووصفها بأنها تتم على أعلى المستويات.
ولم يستبعد ترامب أن يكون هناك اتفاق مع إيران “وربما يكون مختلفا وأكثر قوة”، إلى جانب تأكيده أن بلاده تسعى بكل جهد للتوصل إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار في غزة.
وأعرب داريني عن قناعته بأن الرئيس الأميركي يستخدم التهديدات تكتيكا للحصول على تنازلات من الجانب الإيراني، في حين تأخذ إيران التهديدات الأميركية بجدية وعلى مستويات عالية.
وحسب هذا المتحدث، فقد تجهزت إيران لأسوأ السيناريوهات، كما أنها تؤمن بأن تكلفة شن الحرب سوف تكون مرتفعة على الولايات المتحدة.
وخلص إلى أن واشنطن “لن تبدأ بحرب مدمرة في الشرق الأوسط”، إذ قال إنها “لم تعد تهيمن على العالم”، إلى جانب امتلاك إيران قوة ردع كافية.
دفع أثمان
بدوره، أقر الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين بأن نتنياهو لم يقل الكثير خلال المؤتمر الصحفي مع ترامب، وبدا الأمر كأنه حملة علاقات عامة.
ورجح جبارين أن تعطي الولايات المتحدة ما سماها “وسادة أمان” لنتنياهو في ظل وجوده على كثير من الأشجار فيقطاع غزةوالضفة الغربيةولبنان وسوريا.
وأكد أن البيت الأبيض غير معني بإحراج إسرائيل في المجتمع الدولي، لافتا إلى أن ترامب هو الملاذ الوحيد لإسرائيل في ظل العزلة التي تعيشها.
وحسب جبارين، فإنه يتوجب على إسرائيل أن تدفع أثمانا، كاشفا أن رؤساء وزراء إسرائيل عندما كانوا تاريخيا يحتاجون النزول عن أشجار كان يحدث الأمر في سياق “أوامر أميركية لا يجوز عصيانها”.
وجدد تأكيده أن نتنياهو دأب على التلويح بورقة التهديد الإيراني لاستقطاب الكل الإسرائيلي، وكان يريد تصفية القضية الفلسطينية عبر هذه الورقة، لكنه في الوقت نفسه لم يجرؤ على مدى 15 عاما على ضرب منشآت إيران النووية.
وخلص إلى أن إسرائيل إذا نجحت في جر الولايات المتحدة لشن حرب على إيران “فقد يكون ذلك ملاذا مخلصا لنتنياهو من ورقة فشله العسكري في غزة”.
وكان ترامب قد كشف عن فحوى اتصال هاتفي له مع أردوغان، حيث قال: أبلغت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهانينا.. لقد فعلت ما عجز عن فعله الآخرون على مدى ألفي عام..لقد أخذت سوريا مهما تعددت أسماؤها تاريخيا.. عبر وكلائك”.
وتابع ترامب: “قال أردوغان لا لا لا.. لم أكن أنا من أخذ سوريا، فقلت له.. لقد كنت أنت ولكن حسنا ليس عليك الإقرار بذلك، فقال حسنا ربما كنت أنا من أخذها”.
وأضاف ترامب: “أردوغان شخص قاس وذكي للغاية وأنجز شيئا لم يستطع أحد القيام به من قبل.. عليك التسليم بانتصاره”.
وتوجه ترامب إلى ضيفه بنيامين نتنياهو، بالقول: “أي مشكلة لديك مع تركيا أعتقد أنه بإمكاني حلها ما دمت منطقيا في طلباتك.. عليك أن تكون منطقيا.. علينا جميعا أن نكون منطقيين”.
وكان نتنياهو أعلن أنه لا يريد قواعد تركية في سوريا، وردا على ذلك نصحه ترامب بحل المشاكل مع تركيا بعقلانية.
وقال نتنياهو إنه ناقش مع ترامب الملف السوري، مشيرا إلى أن إسرائيل “لا تريد رؤية تركيا تستخدم الأراضي السورية كقاعدة ضدها”.
وأضاف: “تحدثنا عن السبل التي يمكننا من خلالها تجنب هذا الصدام”.
ومن جهته، أعرب ترامب عن استعداده للمساعدة في حل المشكلة بين تركيا وإسرائيل.
وتابع: “أبلغت نتنياهو أن على الإسرائيليين التصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع تركيا”.