عواصم رويترز

دعت إسرائيل مجددا اليوم الأحد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) للاستسلام في وقت ينفذ فيه الجيش ضربات على مدينة غزة، أكبر مركز حضري بالقطاع الفلسطيني وحيث لاذ مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين في القدس اليوم الأحد إن الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي على الفور إذا أطلقت حركة حماس سراح باقي الرهائن وتخلت عن سلاحها.

وتابع قائلا “سيكون من دواعي سرورنا البالغ أن نبلغ هذا الهدف بسبل سياسية”.

وتعليقا على ذلك، قال باسم نعيم القيادي في حركة حماس لرويترز إن الحركة لن تتخلى عن سلاحها لكنها ستفرج عن كل الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة، مكررا الموقف الراسخ للحركة منذ فترة طويلة.

وقال نعيم “المقاومة وسلاحها حق مشروع كفلته لنا، كشعب فلسطيني وليس كحماس فقط، القوانين الدولية وأثبتت جدواه تاريخ كل الشعوب تحت الاحتلال، وهذا الحق لا تنازل عنه إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين. وإلى أن يحدث ذلك، فحركة حماس يمكن أن تنخرط في هدنة طويلة الأمد”.

وفي الشهر الماضي بدأت إسرائيل عملية عسكرية على مدينة غزة، وتوجد قواتها الآن على بعد كيلومترات قليلة فقط من وسط المدينة.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن 14 قتيلا سقطوا في أنحاء المدينة في الغارات الإسرائيلية والقصف خلال الليل، وأضافوا أن إحدى الضربات استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جنوب المدينة.

وردا على أسئلة من رويترز عن الهجوم على المدرسة، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحا من حماس وإنه حذر المدنيين قبل تنفيذ الغارة.

وقال متحدث باسم الجيش إن القوات الإسرائيلية “ستواصل تنفيذ عمليات ضد المنظمات الإرهابية في قطاع غزة للقضاء على أي تهديد للمدنيين الإسرائيليين”.

* قصف مبنيين شاهقين

يقول عماد، وهو من سكان مدينة غزة “شو بتستنوا؟ احنا بنقول لحماس كمان، بدنا وقف إطلاق نار وبدنا الحرب تخلص قبل ما تصير (مدينة) غزة أنقاض زي ما صار في رفح”، في إشارة إلى مدينة رفح بجنوب قطاع غزة التي دمرتها إسرائيل في وقت سابق من الحرب.

وأضاف عبر الهاتف طالبا عدم نشر اسمه بالكامل “احنا بدنا الحرب تنتهي، لوقتيش بدها (إلى متى) تظل مستمرة؟ وكم روح بدها تروح لسه؟ بيكَفِّي”.

وقصف الجيش الإسرائيلي مدينة غزة مطلع الأسبوع، ودمر مبنيين شاهقين كانا يأويان نازحين فلسطينيين. وقال الجيش إن حماس كانت تستخدم المبنيين وإنه تم تحذير المدنيين مسبقا.

ولم تقدم إسرائيل أي دليل يثبت أن حماس كانت تستخدم المبنيين، وهو اتهام نفته الحركة المسلحة.

وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الشهر الماضي بالسيطرة على مدينة غزة، حيث يصارع مئات الآلاف من الفلسطينيين خطر المجاعة بحسب مرصد عالمي لمراقبة الجوع. ويقر المسؤولون الإسرائيليون بوجود مشكلة جوع في غزة، لكنهم ينكرون أن القطاع يشهد مجاعة.

وقُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين جراء الحملة العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلون بقيادة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة واقتيادهم إلى غزة.

ولا يزال هناك 48 رهينة محتجزين في غزة. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة. وجرى إطلاق سراح معظم الرهائن الذين خرجوا من قطاع غزة عبر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس.

* تغيير المسار

تصر إسرائيل منذ وقت طويل على أنه من أجل إنهاء الحرب يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن وإلقاء سلاحها والتخلي عن أي دور مستقبلي في حكم قطاع غزة. وقالت الحركة المسلحة إنها ستفرج عن جميع الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها، لكنها ترفض مناقشة نزع السلاح.

ودعا وزير الخارجية الدنمركي لارس لوكه راسموسن، الذي كان يتحدث للصحفيين في القدس إلى جانب نظيره الإسرائيلي، إسرائيل إلى “تغيير مسارها” ووقف حملتها العسكرية.

وقال “نحن قلقون للغاية بشأن (الوضع) الإنساني”، داعيا أيضا إلى إطلاق سراح الرهائن.

وأضاف أنه لم يتم إحراز أي تقدم كبير في المحادثات مع ساعر من أجل أن تسمح إسرائيل لسكان غزة المصابين بتلقي الرعاية الطبية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وقال ساعر إن إسرائيل لديها مخاوف أمنية، وتساءل عن سبب عدم تقديم كوبنهاجن الرعاية الطبية لهم في الدنمرك.

وفر عدد كبير من الفلسطينيين من مدينة غزة في الأسابيع القليلة الماضية، لكن آخرين رفضوا المغادرة بعد أن نزحوا بالفعل عدة مرات منذ بدء الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي أمس السبت إن على المدنيين إخلاء المدينة والتوجه جنوبا حيث يقيم مئات الآلاف من الفلسطينيين بالفعل في مخيمات مكتظة على طول الساحل.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إن واشنطن تجري مفاوضات “متعمقة للغاية” مع حماس. وأعرب نعيم، القيادي في حماس، عن أمله في أن يكون ترامب جادا في التوصل إلى اتفاق، دون أن يؤكد بشكل مباشر وجود أي مفاوضات.

وعرضت حماس الإفراج عن بعض الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، على غرار الشروط التي نوقشت في يوليو تموز قبل انهيار المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وتقلص الدعم الشعبي للحرب في إسرائيل في بعض قطاعات المجتمع. فقد انضم عشرات الآلاف من المحتجين مساء أمس السبت إلى عائلات الرهائن في مسيرات دعت إلى إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.

وقال نمرود كوهين بارإيلي (29 عاما) في مسيرة في تل أبيب “نريد أن ندعو إلى التغيير والسلام.. إلى إعادتهم إلى ديارهم لأن الحكومة لن تفعل ذلك”.

شاركها.