الانتخابات التركية.. آمال عربية بنقل التجربة الديمقراطية

اخبار تركيا
أشادت رموز عربية سياسية واجتماعية، الإثنين، بما اعتبروه “معجزة” الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية التي جرت الأحد، وما أظهرته من تجربة ديمقراطية حقيقية، وسط آمال أن تعمم بالشرق الأوسط.
وشهدت تركيا الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية، وحقق “تحالف الجمهور” بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية في البرلمان، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة يوم 28 مايو/أيار، بحسب النتائج غير النهائية.
درس تركي مهم
وغرد الكاتب القطري جابر الحرمي عبر تويتر، قائلا إن ما تم بالانتخابات “درس مهم تقدمه تركيا في الديمقراطية ورئيسها يذهب لجولة إعادة”. وفق وكالة الأناضول.
وتساءل: “ألم يكن يستطيع أردوغان أن ينظم انتخابات شكلية ويفوز بها بنسبة 90 بالمئة كما هو الحال في أقطار عربية وشرق أوسطية”، مجيبا: “كان يمكن أن يفعل ذلك، لكنه يؤسس لبناء دولة وثقافة شعب”.
فيما كتبت الشيخة القطرية مريم آل ثاني، عبر حسابها الموثق بتويتر: “بكل اللهجات العربية نقولها يا أردوغان، الله ينصرك، مربوحة إن شاء الله”.
عرس ديمقراطي
من جانبه، أشار الإعلامي المصري أحمد منصور إلى أن “نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التركية هي إدانة للغرب الذي يتهم الرئيس أردوغان بالديكتاتورية رغم أنه لم يتمكن من الفوز من الجولة الأولي بينما يدعم الغرب حكاما مستبدين وطغاة فاسدين يزورون الانتخابات”.
بينما أشاد الأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، عبر توتير ، بـ”الوعي العميق للشعب التركي”، مؤكدا أن “فوز أردوغان مسألة وقت لا أكثر”.
ومن لبنان، وصف البرلماني عماد الحوت، في حديثه لوكالة الأناضول الانتخابات التركية بأنها “عرس ديمقراطي بامتياز”، متمنيا أن “ينتقل هذا المشهد إلى لبنان”.
ولفت الحوت إلى “كثافة الاقتراع في انتخابات تركيا”، وانتقد “التدخل المؤسف من الإعلامي الغربي وحكوماته في الانتخابات”، مقدما التهانئ للشعب التركي.
آمال عربية بنقل التجربة
ومن فلسطين، قال عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير، حسن خريشة، للأناضول، إن الانتخابات التركية “تجربة ديمقراطية حقيقية”، وتمنى أن “يعيش الفلسطينيون نفس التجربة”.
وأشاد بكثافة المشاركة من الأتراك في الانتخابات، متمنيا فوز الرئيس رجب طيب أردوغان لأنه “مخلص لشعبه، وأخرج تركيا من قضايا كبيرة، ومن الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني”.
كما أكد المفكر الفلسطيني أحمد يوسف، للأناضول، أن “حجم المشاركة في الانتخابات التركية يعكس بكل قوة النهج الديمقراطي”، داعيا “العالم العربي للاقتداء بتجربة تركيا الديمقراطية والاتجاه نحو تطبيقها”.
من جانبه، قال الكاتب الفلسطيني مصطفى إبراهيم، للأناضول إن “تجربة تركيا بالانتخابات تعكس وجها من أوجه الديمقراطية التي تتمتع بها تلك البلاد”، داعيا “الدول العربية للاسترشاد بالتجربة التركية في الانتخابات”.
نموذج ديمقراطي عريق
وفي الأردن، قال ياسين الحسبان رئيس لجنة الصداقة الأردنية التركية في مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان)، إن “ما شهدته تركيا في 14 أيار/ مايو الحالي كان درسا للعالم وشعوبه، عندما ظهرت الديمقراطية في أجمل حلتها”.
وقال الحسبان للأناضول: “عندما تجد الرئيس أردوغان يقف في طابور الاقتراع كأي مواطن عادي ويرفض التقدم على دور المواطن، فإن هذه رسالة لكل ديمقراطيات العالم بأن هذا البلد ماض إلى الأمام بكل ثقة وثبات”.
بدوره، وصف المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة، للأناضول ما حدث في انتخابات تركيا بأنه “فريد جدا” في المشاركة مقارنة بما يحدث في العالم.
وقال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة للأناضول: “نبارك لتركيا هذا النموذج الديمقراطي العريق”، مضيفا: “كثيرا من المواطنين العرب يطمحون في الوصول إلى مثل هذا النموذج”.
مستقبل تركيا للأمام
وفي تونس، شدد أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية نور الدين العلوي، في حديثه للأناضول على أن “الانتخابات التركية قدمت صورة واضحة عن ديمقراطية سليمة شكلا ومضمونا، وتم قبول نتائجها”.
وأكد الباحث في مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية (حكومي) سامي براهم، أن “نسبة المشاركة العالية بانتخابات تركيا أقوى دليل على سلامة العملية السياسية وقدرتها على البقاء والتطور في مواعيد لاحقة”.
وأضاف: “هذه الانتخابات جعلت مستقبل تركيا أمامها وليس وراءها فهي تثبت أسس الحكم الديمقراطي وتفتح كل الآفاق الممكنة لوجود سياسي ثابت ومؤثر في مشهد سياسي واقتصادي دولي متحرك”.
إشادات بالإقبال الواسع
من جانبه، أشاد المحلل السياسي التونسي أحمد الغيلوفي عبر فيسبوك بـ”التنافس على السلطة في تركيا سلميا وأمام العالم، بمشاركة كبيرة”، منتقدا ألا يحدث ذلك بالمنطقة العربية.
وفي العراق، قال الكاتب والباحث الكردي كفاح محمود، للأناضول، إن “ما جري (بالانتخابات التركية) يدلل على نضج الناخب والمرشح (..) تركيا إذا قارناها مع مثيلاتها في الشرق الأوسط وخاصة العربية والإيرانية فهي بالتأكيد الأفضل”.
وأشاد المحلل السياسي العراقي إحسان الشمري، للأناضول، بنسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات التركية.
وأضاف أن “هذه النسبة تمثل بلا ما يقبل الشك مستوى الثقافة والديمقراطية التي يمتع بها الشعب التركي، فضلا عن الإيمان بالمسار الديمقراطي”.
من جانبه، قال المحلل السياسي العراقي الناصر دريد، إن “ما يحدث في تركيا من انتخابات رئاسية إجراءات ديمقراطية سليمة وسلسة أصبحت اليوم بمثابة معجزة لدينا بالعراق”، مشيدا بالإقبال الكبير بالانتخابات التركية.
تطور النموذج الديمقراطي التركي
وفي المغرب، قال المحلل السياسي المغربي بلال التليدي للأناضول، إن “نسبة المشاركة في الانتخابات التركية، تكشف في الظاهر تطوّر النموذج الديمقراطي التركي، وكونه بلغ مستوى كبيرًا من النضج والتراكم”.
وأكد الباحث المغربي المتخصص في الدراسات السياسية والدولية، علي فاضلي، أن الرئيس أردوغان “لم يكن أمام انتخابات سهلة ورغم ذلك نجح تحالفه في حسم الانتخابات البرلمانية، ما يمثل هزيمة قاسية للمعارضة”.
أما في الصومال، قال النائب في البرلمان، محمد آدم طاهر، للأناضول، إن “مشهد الانتخابات التركية كان لحظة فارقة نظرًا لنسبة المشاركة التي حظيت بها، مما جعلها حدثا سياسيا مهمًا يهتم به الإعلام الدولي بشكل كبير”.
فيما أكد المحلل السياسي الصومالي ورئيس حزب “هلدور” المستقل، محمد شيخ حسن، أن “الانتخابات التركية صارت محل اهتمام لكثير من دول العالم، وجميع دول العالم راقبت مشهد الانتخابات التركية الذي يعكس الديمقراطية في أبهى معانيها”.
وفي ليبيا، قال رئيس حزب التغير جمعة القماطي، للأناضول إن “تركيا رسخت في العشرين سنة الماضية نظام حكم مدني ديمقراطي حقيقي”، ووصف ما حدث بأنه “عرس ديمقراطي رائع”، مشيدا بإقبال الشعب التركي على المشاركة بالانتخابات.
من جانبه، أكد رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، عماد البناني، على أن “الانتخابات التركية مثلت مدرسة كبيرة في منطقتنا وذلك من عدة نواحٍ، منها حيوية التفاعل الشعبي، ما يعكس وعيا كبيرا بالديمقراطية وأهميتها”.
وأضاف البناني للأناضول: “آمل أن تستفيد دول العالم الثالث من هذا المستوى من الأداء السياسي الناضج”.
كما هنأ رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، الإثنين، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بنجاح سير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في خطاب وجّهه إليه.
وقال المشري: “تابعنا بكل اهتمام الانتخابات التي جرت في بلدكم الشقيق تركيا والتي أوضحت ثقافة ووعي الشعب التركي وإيمانه العميق بالتداول السلمي للسلطة في صورة ديمقراطية ناصعة قلّ نظيرها”.
وأضاف: “نتقدم إليكم والى الشعب التركي الشقيق بخالص التهاني على نجاح سير الانتخابات كما نهنئكم بثقة الشعب بعد الحصول على الترتيب الأول في الانتخابات الرئاسية، مع ثقتنا الكبيرة بفوزكم في المرحلة الثانية بعون الله”.
وفي سياق التعليقات العربية، أعربت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، في بيان، عن أملها بأن “تتم جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في ظل أجواء من الهدوء والأداء الديمقراطي الرائع الذي شهدته الجولة الأولى”، سائلة الله تعالى لـ”تركيا والشعب التركي كل توفيق واستقرار”
وأظهرت النتائج تأجيل حسم الانتخابات الرئاسية بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومرشح تحالف المعارضة كمال قليجدار أوغلو إلى الجولة الثانية المقررة يوم 28 مايو/أيار بموجب الدستور التركي.