◄ أمبوسعيدي: الوزارة ملتزمة بمواصلة تنفيذ التعليم المهني والتقني لمواكبة متطلبات التنمية

◄ موسى الكندي: المؤهلات الأكاديمية التقليدية لم تعد وحدها معيارًا كافيًا لتلبية متطلبات التوظيف

 

 

مسقط عبدالله البطاشي

تصوير/ بسمة التوبية

 

احتفلت أمس وزارة التربية والتعليم، بالشراكة مع الكلية الحديثة للتجارة والعلوم، بتخريج الفوج الأول من طلبة مسار التعليم المهني والتقني لتخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات للعام الدراسي 2024 / 2025، تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم.

وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل الوزارة للتعليم التزام الوزارة بشأن تطبيق التعليم المهني والتقني، الذي بدأ تنفيذه اعتبارًا من العام الدراسي 2023/ 2024م، ويُعد خيارًا استراتيجيًا يستجيب لمتطلبات التنمية الوطنية المستدامة، ويُسهم بفاعلية في بناء القدرات الوطنية من خلال تزويد الشباب بالمهارات العملية والتخصصية التي يتطلبها سوق العمل المعاصر.

وأوضح أن هذا المسار لا يقتصر دوره على التأهيل لسوق العمل فحسب؛ بل يُسهم في ترسيخ ثقافة العمل والاعتماد على الذات، ويفتح آفاقًا أوسع أمام الشباب العُماني للإبداع والابتكار والريادة في مجالات إنتاجية متجددة، تتناغم مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040”.

من جانبه، أشار موسى بن عبدالله الكندي عميد الكلية الحديثة للتجارة والعلوم إلى أن الاحتفال بتخريج 138 طالبًا وطالبة من ذوي الكفاءات يُعدّ تجسيدًا فعليًا لاستراتيجية وطنية شاملة ورؤية طموحة لسلطنة عُمان، التي تضع التعليم التقني والمهني في مقدمة أولوياتها، وتستثمر في بناء قدرات الشباب بوصفهم ركيزة أساسية لصناعة مستقبل الوطن.

وأفاد أن الكلية الحديثة للتجارة والعلوم شريك فاعل في هذا التحول الاستراتيجي الذي تشهده المنظومة التعليمية في سلطنة عُمان، ويأتي ذلك في إطار رؤية واضحة تهدف إلى تأهيل خريجين يمتلكون المعرفة والمهارات اللازمة للاندماج الفعّال في سوق العمل والمساهمة في دفع عجلة التنمية، مضيفًا أن البرامج التي تقدمها تنسجم مع توجه وزارة التربية والتعليم نحو مساعدة الطلاب على اكتساب المهارات العملية والمعرفة التطبيقية المرتبطة مباشرة باحتياجات سوق العمل.

وذكر أن سوق العمل العالمي يشهد تحوّلات متسارعة؛ حيث لم تعد المؤهلات الأكاديمية التقليدية وحدها معيارًا كافيًا لتلبية متطلبات التوظيف؛ إذ أصبحت المؤسسات والجهات المشغّلة تبدي اهتمامًا متزايدًا لاكتساب المهارات العملية، والقدرة على التكيّف والجاهزية لمواجهة مستجدات تحديات بيئات العمل، كذلك تتطلب الوظائف المعاصرة مهارات أساسية؛ مثل: التفكير النقدي، والكفاءة الرقمية، والعمل الجماعي، وحل المشكلات المعقدة؛ حيث ستظهر في المستقبل أدوار مهنية جديدة لم نعرفها بعد، ولهذا علينا أن نُعد شبابنا بمهارات مرنة تساعدهم على التكيّف والنجاح في أي بيئة عمل، مشيرًا إلى الأهمية المحورية لبرامج (BTEC) بوصفه جزءًا مُهمًا من استجابة عملية لهذه التحديات في المجال التقني والمهني.

وأضاف أن المنهج المعتمد في (BTEC) قائم على المهارات، والتعلم التطبيقي، والاستجابة المباشرة لاحتياجات سوق العمل، حيث يهدف إلى ردم الفجوة بين التعليم الأكاديمي التقليدي ومتطلبات بيئة العمل، فبدلًا من الاعتماد الحصري على التعلم النظري يتم تكليف الطلبة بمهام تعليمية قائمة على تنفيذ مشاريع واقعية، مثل: تطوير مواقع إلكترونية، تصميم حملات تسويقية، أو  بناء نماذج أولية لحلول تقنية وإجراء دراسات جدوى؛ بما يعزز مهاراتهم في التخطيط والتنفيذ، والتفكير النقدي، كذلك يخضع الطلبة لمهام تعتمد على مواقف تحاكي الواقع المهني تُمكّنهم من التعامل مع مواقف معقّدة تحاكي التحديات الفعلية التي قد يواجهونها في بيئات العمل المستقبلية، بعدها عُرض مقطع فيديو استعرض مسيرة التعليم المهني والتقني تضمن التعريف به، وأهدافه.

واختتم قائلًا إن هذه اخبار عمان المشتركة تعكس الالتزام المتبادل بين الكلية ووزارة التربية والتعليم بإعداد خريجين مؤهّلين، ليس فقط للالتحاق بسوق العمل؛ بل للانخراط في مسارات مهنية ذات قيمة مضافة، قادرة على الابتكار، والإسهام الفعّال في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي، وتعزيز القدرة التنافسية والاستدامة الاقتصادية لسلطنة عُمان في ظل متغيرات العصر الحالي.

واشتمل الحفل على تقديم عرض مرئي لمسيرة برنامج (BTEC).

من جهته، قال الدكتور سلطان بن محمد الكندي، المُكلف بأعمال مدير عام المديرية العامة للتعليم المهني والتقني إن المسار يأتي في إطار جهود وزارة التربية والتعليم لاستكمال تطبيق مسار التعليم المهني والتقني في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي بما يلبي متطلبات توجهات رؤية “عُمان 2040″، ويُسهم في تهيئة مخرجات التعليم لسوق العمل. وأكد الكندي التزام الوزارة بتعزيز هذا المسار التعليمي من خلال إيجاد بيئة تعليمية وتدريبية ذات جودة، تستجيب لحاجات سوق العمل وتستشرف تحوّلاته، وأتوجه بخالص التهنئة إلى جميع الخريجين والخريجات، داعيًا الخريجين إلى أن يكونوا سفراء لهذا المسار التعليمي، من خلال الحرص على تميز أدائهم المهني والأكاديمي، والتزامهم بأخلاقيات العمل، ومساهمتهم في تطوير مؤسساتهم ومجتمعهم.

 

 

شاركها.