سناو اخبار عمان
احتضن مركز سناو الثقافي الأهلي على مدى يومين فعاليات الندوة العلمية “يوم الزراعة: عراقة الماضي واستشراف المستقبل”، تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة، بمشاركة واسعة من الخبراء والمختصين وممثلي منظمتي الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
استهل الحفل بكلمة الدكتور عبد العزيز بن علي المشيخي، مدير عام الثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة شمال الشرقية، الذي رحب فيها بالحضور الكريم مؤكداً أن هذه الندوة تأتي تتويجاً للجهود المشتركة بين الوزارة والمركز في إطار احتفالات يوم الزراعة العماني. وأوضح أن الندوة تهدف إلى التعريف بالإرث الزراعي العريق الذي تختزنه محافظة شمال الشرقية، ومواكبة أحدث التطورات الرقمية في القطاع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي وفق مستهدفات رؤية عمان 2040.
من جانبه، أعرب الشيخ الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي، رئيس مجلس أمناء مركز سناو الثقافي الأهلي، عن اعتزازه بالتعاون المثمر مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، مشيداً بالجهود المشتركة التي بذلت لإنجاح هذه الندوة التي تجسد الاهتمام بالتنمية الزراعية والاكتفاء الغذائي. وأكد أن المركز يحرص على أن يكون منصة للعلم والمعرفة تساهم في إثراء الحركة العلمية والتنموية في السلطنة.
عرض منظمة الفاو
قدمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عرضاً متكاملاً حول “الابتكارات في التقنيات الزراعية”، استعرضت خلالها مجموعة من الحلول الرقمية المتطورة التي تهدف إلى تحويل النظم الغذائية نحو الاستدامة. وشمل العرض منصة SFSMED المتخصصة في تحويل النظم الغذائية في منطقة البحر المتوسط، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة موارد المياه، وتقنيات التبريد السلبي التي تساهم في توفير أكثر من 81% من الطاقة وتقليل الفاقد الغذائي بأكثر من 50%. كما تطرقت إلى مبادرة 1000 قرية رقمية التي تهدف إلى تحويل القرى الريفية إلى مجتمعات ذكية من خلال البنية التحتية الرقمية والتدريب على الزراعة الذكية.
عرض المنظمة العربية للتنمية الزراعية
بدورها، قدمت المنظمة العربية للتنمية الزراعية رؤية شاملة حول “دور الزراعة الحديثة في الأمن الغذائي العربي”، حيث استعرضت أحدث الأساليب والتقنيات في مجال الزراعة المائية والعمودية والذكية. وأبرزت دور الطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار في مراقبة المحاصيل، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل جودة الأعلاف ومراقبة الحيوانات. وأشارت إلى أن هذه التقنيات تساهم في زيادة الإنتاجية بنسبة 30%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 50%، وتخفيض استخدام الأسمدة بنسبة 30%.
أوراق عمل علمية متنوعة
شهدت الندوة تقديم مجموعة متميزة من أوراق العمل العلمية، حيث قدم الدكتور أحمد بن حميد التوبي من وزارة التربية والتعليم دراسة معمقة حول “الزراعة في عصر دولة البعارية من خلال الفقهيات والأدبيات”، سلط فيها الضوء على المكانة الاقتصادية والاجتماعية للزراعة في ذلك العصر. فيما تناول الدكتور باسم الكلياني من شركة تنمية زراعة عمان في ورقته “تطور واستدامة الأنظمة الزراعية في سلطنة عمان” التحول الكبير الذي شهدته الزراعة العمانية بفضل إدخال التقنيات الحديثة. كما قدم المهندس ياسر السعدي من المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بشمال الشرقية تحليلاً علمياً شاملاً حول “تأثير التغير المناخي على الموارد الطبيعية في سلطنة عمان – دراسة حالة على محافظة شمال الشرقية”.
وفي ختام الفعاليات، أعرب سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلت في تنظيم هذه الندوة، مؤكداً أنها تمثل منصة مهمة لعرض إنجازات الوزارة في مجال الأمن الغذائي والتي تمثلت في 431 مشروعاً استثمارياً بتكلفة تجاوزت 1.7 مليار ريال عماني خلال الخطة الخمسية العاشرة. وأشار إلى أن الندوة ساهمت في إطلاع المجتمع على هذه الإنجازات واستشراف خطة الوزارة لمنظومة الأمن الغذائي خلال الخطة الخمسية الحادية عشرة 20262030.
كما أعرب عن تطلعاته في أن تخرج الندوة بتوصيات عملية ورؤى مبتكرة تساعد صناع القرار في تحويل الأفكار إلى مشاريع استثمارية حقيقية تدعم اخبار عمان المستقبلية للقطاع الزراعي في السلطنة، مع التركيز على نظم الأفلاج والمحاصيل ذات الميزة النسبية في المحافظات.
وجمعت الندوة بين عراقة الإرث الزراعي وابتكارات المستقبل، مؤكدة على أهمية التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في السلطنة، حيث شكلت منصة حوارية علمية ساهمت في إثراء المعرفة وتبادل الخبرات بين المشاركين.





