مسقط اخبار عمان
نظمت سفارة جمهورية مصر العربية مساء السبت احتفالًا في فندق كراون بلازا القرم، بمسقط، وذلك بمناسبة حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة، بحضور سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، والسفير عبد الله بن حمد الريامى رئيس دائرة التعاون الثقافي بوزارة الخارجية العُمانية، وسعادة السفير الشيخ فيصل بن عمر المرهون رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية العُمانية، والمستشار الدكتور صلاح بن سالم جعبوب المُكلف بتسيير أعمال نائب رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية العُمانية.
وفي مستهل الحفل، قال سعادة ياسر شعبان سفير جمهورية مصر العربية لدى سلطنة عُمان “أرحب بحضراتكم جميعًا لتشريفكم لنا اليوم للاحتفال سويًا بافتتاح المتحف المصري الكبير، ومشاهدة البث الحي من القاهرة لهذا الحدث الثقافي والحضاري الهام على المستوي الإقليمي والدولي، وذلك وسط كوكبة من الشخصيات العُمانية الرسمية والعامة المهتمة بالشأن الثقافي والسياحي والتراثي والإعلامي”. وتابع القول: “يسعدني ويشرفني أن أقف بينكم هذا المساء في أول مناسبة لي من على أرض سلطنة عُمان الشقيقة مهد حضارة مجان ذات الصلة الوثيقة بالحضارة المصرية القديمة والتي تمتد لآلاف السنين؛ حيث لم تكن هذه الروابط القديمة بين الحضارتين العريقتين مجرد صفحات في كتب التاريخ والآثار؛ بل هي شاهد على تواصل إنساني عميق، يدل على أن بين مصر وعُمان خيطًا ممتدًا من الاحترام المتبادل والفكر والتاريخ المشترك”.
وأضاف سعادته: “نلتقي اليوم في لحظة تحمل في طياتها عبق التاريخ وأمل المستقبل، نحتفي معًا بحدث استثنائي، طالما انتظره المصريون والعالم أجمع وهو “الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير”، ذلك الصرح الثقافي والحضاري الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة في التاريخ، وأوسع نافذة تُطل منها الإنسانية على مجد الحضارة المصرية القديمة، كهدية من مصر إلي دول العالم”.
وأكد سعادة السفير المصري لدى سلطنة عُمان أن المتحف المصري الكبير الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة، يُعد تجسيدًا حيًا لروح مصر التي لا تعرف الانكسار، ولرسالتها التي لم تنقطع منذ فجر التاريخ “رسالة النور والعلم والسلام والجمال والتراث الإنساني الخالد؛ حيث لم يُبنَ هذا المتحف بالحجر فقط؛ بل بالحلم وبالإصرار وبالإيمان العميق بأن مصر دومًا فتية، وأن حضارتها العظيمة لا تغيب عن البشرية.
وأوضح سعادته أنه تم بناء المتحف المصري الكبير بالتعاون مع الحكومة اليابانية وبتكلفة تبلع مليار دولار أمريكي، مشيرًا إلى أن المتحف لا يقتصر على كونه مجرد مكان لعرض الآثار؛ بل هو مركز عالمي للبحث والتعليم والترميم، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويُقدم تجربة فريدة للزائر تجمع بين الإبهار البصري والمعرفة العميقة.
وقال: “يفخر المتحف المصري الكبير باحتضان مجموعة الملك “توت عنخ آمون” كاملة لأول مرة (5000 قطعة ذهبية)، هذا إلى جانب أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تروي قصة مصر من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالعصور الفرعونية، واليونانية، والرومانية، وحتى العصر الحديث. إن المتحف المصري الكبير يُعد إنجازًا مصريًا بكل المقاييس، يعكس رؤية الدولة في الحفاظ على التراث، وتعزيز الهوية، والانفتاح بثقة وفخر على العالم”.
وشدد السفير المصري على أن مصر اليوم ليست فقط مهد الحضارة؛ بل ورشة عمل كبرى لبناء المستقبل تشق طريقها بثقة نحو التنمية الشاملة، تُعلي من قيمة الإنسان، وتفتح أبوابها لكل الأشقاء، وتُثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على أن تجمع بين الأصالة والتجديد، بين التاريخ والعصر، وبين العراقة والطموح.
وأضاف: “مصر وهي تحتفي اليوم بمتحفها الكبير، تحتفي كذلك بأشقائها وأصدقائها، وفي المُقدمة منهم سلطنة عُمان الشقيقة، التي كانت دومًا سندًا لمصر كما كانت مصر سندًا وذخرًا لها، لا سيما في المواقف الرؤى والأهداف، وتأملان في مستقبل عربي أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا”.
ومضى قائلًا: “أودُ أن أعرب عن اعتزازنا وتشرفنا بحضور أكثر من 80 دولة، بما في ذلك أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لمراسم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير بالقاهرة، وفي المقدمة منهم صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، والوفد العُماني الرسمي المرافق لصاحب السمو”.
وقال: “أتمني أن يكون المتحف هو الذراع والآلية الأولى للتعاون الثقافي والحضاري والعلمي والأكاديمي بين مصر وسلطنة عُمان الشقيقة، وهدية من الدولة المصرية في عهد فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة. وأعدكم أنا وزملائي وزميلاتي بأن نكون على ذات عهد من سبقونا في خدمة وتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين، والوصول بها إلى آفاق أرحب تلبي طموحات الشعبين الشقيقين”.
وفي ختام كلمته، قال سعادته: “أعبر عن بالغ تقديري لهذا الحضور، وعن عميق امتناني لسلطنة عُمان الشقيقة قيادةً وحكومةً وشعبًا على ما أبدوه من ود وترحاب وتعاون دائم، ولنجعل هذا اللقاء اليوم بدايةً جديدةً لمسيرة أعمق من التعاون الثقافي والسياحي والاقتصادي والتجاري والاستثماري بين بلدينا الشقيقتين تحت رعاية وتوجيهات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضره صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظهما الله ونتطلع لأن يكون هذا المتحف منارةً ثقافيةً تُضيء طريق الأجيال القادمة، وترسخ مكانة مصر كحاضنة لأولى الحضارات الإنسانية”.
ودعا سعادة السفير المصري لدى سلطنة عُمان الجميع إلى “زيارة مصر في أقرب فرصة، لتلمسوا حضارتها، وتشهدوا نهضتها الحديثة، وتعيشوا عبقها الذي لا يزول”.
