قلق عالمي من جرّ أمريكا للحرب وقصف منشأة فرودو الإيرانية

نقل طائرات وسفن حربية أمريكية إلى الشرق الأوسط لمساعدة إسرائيل

خامنئي: أي هجوم أمريكي سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها

ترامب: الأسبوع القادم سيكون حاسما لإيران

روسيا تحذر أمريكا من تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل

 

اخبار عمان غرفة الأخبار

تتفاقم المخاوف في الشرق الأوسط من احتمال وقوع كارثة نووية إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على دخول الحرب إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وقصف منشأة فرودو النووية شديدة التحصين.

ويعتقد مراقبون أن إسرائيل تسعى لجر أمريكا إلى الحرب، لأنها تمتك القنبلة القادرة على اختراق التحصينات التي تتمتع بها منشأة فرودو النووية، وهي قنبلة GBU57A/B الخارقة للذخائر الضخمة، والتي تعد أكبر قنبلة غير نووية “خارقة للتحصينات” في العالم، والمملوكة حصراً للولايات المتحدة.

وفي الوقت الحالي، تقوم الولايات المتحدة بنقل طائراتها وسفنها الحربية إلى الشرق الأوسط وما حوله لحماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية، في الوقت الذي يحذّر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران من تدخل الولايات المتحدة في الصراع.

ويميّز العلماء بين المخاطر الناجمة عن استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم وتلك الناجمة عن مخاطر استهداف مفاعلات نووية، فالأولى ليست بسيطة، لكن الأخيرة هي التي قد تنذر بكارثة نووية حقيقية.

وفي المفاعلات النووية وخلال التفاعل النووي، تنشطر ذرات اليورانيوم وينتج عن ذلك نظائر مشعة، وهي مواد أكثر إشعاعاً من اليورانيوم الموجود في منشآت التخصيب، حيث لا يحدث التفاعل النووي.

ولذلك يرجح علماء ومختصون أن تكون المخاطر الناجمة عن قصف منشآت التخصيب أقل بكثير من تلك الناتجة عن احتمال قصف المفاعلات. ويقولون إن أخطر ما قد يحدث من حيث الإشعاع المؤذي للناس، هو هجوم على مفاعل نووي كمفاعل بوشهر في إيران أو المفاعل الإسرائيلي في ديمونا.

وفي ظل هذه التطورات، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم الأربعاء أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للدفاع عن طهران مدعومةً من المسؤولين وكل أبناء الشعب، وذلك بعد تهديدات أمريكية باغتياله ودعوات إسرائيلية للإيرانيين لإسقاط النظام.

وقال خامنئي إن إيران لن تقبل أن يُفرض عليها سلام أو حرب، وتوجّه إلى الولايات المتحدة قائلا “عليهم أن يعلموا أن إيران لن تستسلم وأن أي هجوم أمريكي سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها”.

وشدد على أن الشعب الإيراني يقف صامدا في وجه الحرب المفروضة عليه، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني لن يخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت.

وفي إشارة إلى التهديدات الأمريكية، قال “أولئك الذين يعرفون تاريخ إيران يعرفون أن الإيرانيين لا يستجيبون على نحو جيد للغة التهديد”.

وأضاف خامنئي أن “إيران لن تغفر للكيان الصهيوني انتهاك أجوائها ولن تنسى دماء شهدائها”.

وحذر المرشد الإيراني إسرائيل قائلا إنها ارتكبت خطأ فادحا بالهجوم على إيران، مشددا على أن تل أبيب “ستلقى جزاء عملها”.

وأحجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، عن الإدلاء بإجابة حاسمة عن انضمام الولايات المتحدة إلى الضربات التي توجهها إسرائيل إلى إيران، مؤكدا أنه أعطى إيران مُهلة نهائية، وأن الأسبوع المقبل سيكون حاسما في هذا السياق.

وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض “قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به”، في إشارة إلى احتمال انخراط الولايات المتحدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل، والتي تشهد تصعيدا عسكرياً غير مسبوق.

وتابع ترامب، إنه أعطى إيران شهرين لإبرام اتفاق، ولكنها لم تفعل ذلك، وقد سئمت هذا الوضع، مؤكدا أن “ما يحصل الآن لا يماثل أي خطوات اتخذناها ضد إيران في السابق، ولن نقبل بدولة تُهدد بالتدمير”.

وفي السياق، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء، من أن المساعدة العسكرية الأميركية المباشرة لإسرائيل ربما تُزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط، بشكل جذري، وسط استمرارٍ لتبادل للضربات الجوية بين إيران وإسرائيل، لليوم السادس على التوالي.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن ريابكوف قوله إن روسيا تُحذر الولايات المتحدة من تقديم مثل هذه المساعدة لإسرائيل، أو حتى التفكير في تقديمها. وأضاف أن موسكو على اتصال بكل من إسرائيل وإيران.

كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، إن الغارات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية الإيرانية تعني أن العالم على بعد “ملليمترات” من كارثة.

وقالت لرويترز إن “المنشآت النووية تتعرض لغارات”، مضيفة أن هيئة الرقابة على السلامة النووية التابعة للأمم المتحدة لاحظت بالفعل أضرارا محددة.

ومضت تقول “أين (قلق) المجتمع الدولي بأسره؟ أين كل دعاة حماية البيئة؟ لا أعرف ما إذا كانوا يعتقدون أنهم بعيدون وأن هذه الموجة (الإشعاعية) لن تصلهم. حسنا، دعهم يقرأوا ما حدث في فوكوشيما”، في إشارة إلى الحادث الذي وقع في المحطة النووية اليابانية عام 2011.

 

شاركها.