لم يعد الحديث عن توفير الغذاء مجرد إشباع للجوع، أو ضربًا من الرفاهية، ولكن أصبح ركيزة تنموية وأمنية، تتقدم بها الشعوب والدول، ونحن في سلطنة عُمان نُدرك أهمية الأمن الغذائي جيدًا، وهو ما تجلّى في مخرجات مختبر الأمن الغذائي لعام 2025، والذي شهد جُملة من النتائج النوعية التي عكست التوجهات الاستراتيجية الوطنية في تعزيز الأمن الغذائي.

هذه التوجهات لم تعد حبرًا على الورق وإنما انطلقت لتنفيذ 31 مبادرة تمكينية و27 مشروعًا استثماريًّا بقيمة إجمالية تصل إلى 37.2 مليون ريال عُماني، علاوة على طرح 62 فرصة استثمارية واعدة، في عددٍ من القطاعات الحيوية.

وإلى جانب المشاريع الزراعية التي تتواصل في مختلف الولايات لا سيما في المناطق ذات الخصوبة المرتفعة مثل الجبل الأخضر بالداخلية ومنطقة النجد بظفار، تتوالى الجهود الوطنية، وأهمها مبادرة “توطين المليار الثاني”، والتي تسعى إلى إحلال الواردات بمنتجات محلية، حيث كانت عُمان تستورد مواد غذائية بأكثر من 3 مليارات ريال، وقد نجحنا في توطين المليار الأول، وجارٍ العمل على توطين المليار الثاني من خلال التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وتصنيع الأغذية.

إن هذه المشروعات لم تكن لترى النور، لولا الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المختصة، وعلى رأسها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، والتي لا تألو جهدًا لتطوير القطاعات ذات الصلة بالأمن الغذائي، وفي المقدمة القطاع الزراعي، الذي يحظى باهتمام مُتزايد، بالتوازي مع اتساع الرقعة الزراعية واكتشاف مواقع جديدة صالحة للزراعة، تجود بأطيب الثمار.

شاركها.