صبحي حسن

لا أستطيع التخيل أو التفكير في معنى أن المجاعة في غزة أصبحت رسمية، وكأنه إعلان عن تحديث لحقوق الإنسان أو ما شابه. ظننتُ أن الأمر بعد إعلانه “رسميًا” سيترتب عليه أثر، كما هو الحال عندما تضرب كوارث طبيعية أحد البلدان وتعلن الدولة أن المنطقة منكوبة وتعاني من كارثة إنسانية، فتهب إليها المساعدات والنجدة من كل مكان في العالم من طائرات وسفن وشاحنات جوا وبحرا وبرا محملة بآلاف الأطنان من الخيم والمواد الغذائية ومياه شرب نقية ومواد للإيواء وغيرها من الأمور.

في غزة بعد الإعلان استبشرت وإن كنت متوجسًا، لأني أعلم يقينًا أنه لا يوجد خير في هذا العالم برمته ولا في إعلانه المشؤوم.

عند الإعلان لم تهب المساعدات، ولم تعلن حالة طوارئ، ولم تهرع الدول لمساعدتها لإزالة هذا الأثر المروع، الذي هو من صناعة الإنسان بامتياز وتفوق مع مرتبة الشرف وليس الطبيعة، رغم أن آلاف الشاحنات في انتظار دخولها إلى غزة منذ شهور والتي لا تبعد سوى بضعة أمتار منها فقط. لا تحتاج إلى طائرات ولا بواخر فقط شاحنات. وإذا تطلب الأمر هناك من سينقلها على الظهور. هل من المعقول والمنطق ألا تستطيع الدول المجاورة إدخال حبة طماطم أو رغيف خب؟!

303 شهداء بسبب المجاعة، بينهم 117 طفلًا حسب آخر الاحصائيات الصادرة من غزة.

أين كنا طوال مدة الكارثة الوحشية، من قتل ثم التجويع، الذي فتك بالآلاف وأمام عدسات الكاميرات ومباشرة، ثم ننتظر إعلان المجاعة رسميًا، لكي نقول الآن هناك مجاعة؟! يا للخزي… ويا للعار….

 أين نولي وجوهنا عند رب العالمين؟

 

شاركها.