مسقط اخبار عمان
انطلقت أمس أعمال مؤتمر الجامعات الرقمية في العالم العربي 2025، الذي تضيفه سلطنة عُمان، ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة، تحت شعار: “الابتكار الرقمي من أجل تعليم عالٍ مستدام ومرن”، وتستمر فعالياته حتى يوم الخميس.
رعى حفل افتتاح فعاليات المؤتمر معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري، رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 – بحضور معالي أ.د رحمة المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وسمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال آل سعود، رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة أبرز التطورات في التعليم الجامعي الرقمي، واستعراض التجارب العربية والدولية في التحول نحو التعليم المبتكر والمستدام، إلى جانب تعزيز التعاون بين الجامعات العربية في مجالات التكنولوجيا التعليمية والذكاء الاصطناعي والتعلم المدمج، بما يسهم في تطوير منظومة التعليم العالي في المنطقة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 300 من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين، إلى جانب أكثر من 80 متحدثًا يمثلون 28 دولة، كما تشارك نحو 70 مؤسسة تعليمية عليا، ما يعكس حجم المشاركة الواسعة والزخم الذي يحظى به المؤتمر على المستويين الإقليمي والدولي.
مواكبة التحول الرقمي وتحقيق الاستدامة
أكد سمو الأمير الملكي عبدالعزيز بن طلال آل سعود، رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، على أن المؤتمر يكتسب أهمية استثنائية لكونه يركّز على محورين رئيسين في تشكيل مستقبل الجامعات العربية، وهما التحول الرقمي والاستدامة.
وأوضح سموه أن التحول الرقمي في التعليم العالي لا يقتصر على تعزيز فرص الوصول والمرونة للطلبة، بل يُسهم أيضًا في تقليل البصمة البيئية للمؤسسات التعليمية، وتحقيق الأهداف الوطنية المرتبطة بالاستدامة، إلى جانب إعداد كفاءات مؤهلة للإسهام بفاعلية في الاقتصاد الرقمي العالمي.
فرصة تاريخية للتحول نحو الرقمنة والاستدامة
من جانبها قالت الدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في كلمة الوزارة: نعيش اليوم فرصة تاريخية لإعادة تشكيل مستقبل التعليم العربي، على أسس ترتكز إلى الرقمنة، والاستدامة، والانفتاح على العالم، مع الحفاظ على القيم الأصيلة والهوية الجامعة لمجتمعاتنا. ومن هذا المنطلق، يُعد هذا المؤتمر منصة استراتيجية لإطلاق نهضة معرفية عربية، تمتلك القدرة على المنافسة في الساحة العالمية، والمساهمة بفعالية في بناء المستقبل وصناعته.
الابتكار الرقمي ركيزة أساسية في تطوير التعليم العالي
وأكد الأستاذ الدكتور محمد بن حمدان البادي، رئيس الجامعة العربية المفتوحة بسلطنة عُمان، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أن هذا الحدث يُجسّد رؤية الجامعة ورسالتها في دعم الابتكار والتطوير. وأوضح أن أعمال المؤتمر ستتناول الإمكانات التحويلية للابتكار الرقمي في إعادة تشكيل التعليم العالي، كما ستُناقش سبل توظيف التكنولوجيا لتعزيز التعليم والتعلُّم والبحث العلمي، بما يضمن استمرارية الجامعات في صدارة المشهد التعليمي العالمي. وأضاف أن هذه الجهود تنسجم مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية عُمان 2040، التي تُولي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والاستدامة أهمية كبرى كأولويات وطنية.
جلسات نقاشية
تضمن المؤتمر في يومه الثاني 12 جلسة، تناولت الجلسة الرئيسية الابتكار الرقمي الممكن للتعليم العالي المستدام والمرن، فيما ركزت الجلسات الأخرى على محاور: بناء جامعات مرنة (دمج التحول الرقمي في الأطر الاستراتيجية)، وتبسيط الخدمات الطلابية الرقمية لتكون متاحة للجميع، والتعلم المخصص وتحليل البيانات (توظيف البيانات لتعزيز نجاح الطلبة)، وتنمية الطلاقة الرقمية (بناء المهارات المستقبلية الأساسية)، وعرض تقديمي حول منصة أومرن: تمكين التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وضمان ودعم رفاهية الطلبة في العصر الرقمي، والقيادة الاستراتيجية لتقنية المعلومات: التعامل مع تعقيدات التحول الرقمي، والشهادات المهنية المصغرة والتعلم المرن (التكيف مع متطلبات سوق العمل المستقبلية المتغيرة)، وماذا يريد الطلبة من الجامعة الرقمية؟، والاتجاهات العالمية في اعتماد الشهادات الرقمية وما تعنيه لمنطقة الشرق الأوسط؟، وصعود التعليم المدمج والإلكتروني (توسيع نطاق الوصول وتعزيز الجودة في المنطقة العربية).
ويُعد المؤتمر منصة رائدة تجمع قادة الجامعات وصناع القرار والخبراء وشركاء القطاعين العام والخاص، لبحث سُبل الاستفادة من أدوات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة التعليم العالي وتوسيع نطاق الوصول إليه، مع التركيز على مفاهيم الاستدامة والمرونة في النماذج التعليمية.
ويُسهم هذا الحدث في تعزيز تبادل الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات بين الجامعات والمؤسسات التعليمية، ويمثّل خطوة مهمة نحو بناء بيئة تعليمية عربية قائمة على الابتكار الرقمي، تدعم تحقيق الأهداف الوطنية والإقليمية في التعليم والتنمية.