اخبار عمان سارة العبرية
تشهد محافظة ظفار هذا العام استمرارًا لافتًا في نشاط موسم الخريف؛ حيث ما تزال الأجواء الماطرة والرذاذ المتواصل والضباب الكثيف، تغطي أجزاءً واسعة من ولاية صلالة ومناطق الجبال المحيطة، على الرغم من أن الموسم المعتاد يقترب عادة من نهايته مع دخول منتصف شهر سبتمبر، ويبدأ موسم الصرب، وهذا التمدد في فترة الخريف أثار تساؤلات حول أسبابه ومؤشراته المناخية.
وأكد زاهر بن سالم الشقصي باحث علوم أرصاد جوية أن خريف هذا العام كان حول المعدل، مشيرًا إلى أن موسم الخريف محليًا ينتهي بتاريخ 21 سبتمبر، ونحن إلى الآن ما زلنا ضمن أجوائه، ولم ندخل موسم “الصرب”، مع العلم أن موسم الصرب يبدأ في 21 سبتمبر، إلّا أنّ الأجواء الحالية لا تزال خريفية.
وقال الشقصي في تصريحات خاصة لـ”اخبار عمان” إن استمرار تساقط الرذاذ وهطول الأمطار خلال هذه الأيام يعود السبب الرئيسي إلى نشاط الرياح الموسمية، والتي تهب الآن بقوة؛ ما يزيد من كميات الأمطار على محافظة ظفار والجبال المجاورة، مُبينا أن استمرار هذه الرياح حتى الوقت الحالي يرتبط بعوامل طبيعية ومناخية. وأشار إلى أنه في بعض السنوات تهب الرياح الموسمية مبكرًا أو تتأخر عن موعدها الطبيعي، وهو ما يحدث حاليًا نتيجة مؤثرات مناخية مختلفة. وأوضح أن بادية ظفار تشهد خلال هذه الفترة انخفاضًا في الضغط السطحي، وهو ما يؤدي إلى جذب الرياح من بحر العرب وزيادة نشاطها نتيجة فارق الضغوطات بين البحر واليابسة، الأمر الذي يساهم في تدفق الأبخرة وتكوّن السحب المنخفضة والطبقية، وبالتالي استمرار الأمطار المتفرقة على سواحل محافظة ظفار، وصولًا إلى أجزاء من سواحل محافظة الوسطى.
وأشار الشقصي إلى “أن استمرار الخريف يُعد أمرًا إيجابيًا؛ حيث يسهم في زيادة مخزون المياه الجوفية والعيون والأفلاج، فضلًا عن تغذية الحياة النباتية والحيوانية بمحافظة ظفار بشكل كبير، وتبقى الأجواء على هذا النحو حتى بداية موسم الصرب الذي يمتد من 21 سبتمبر وحتى نهاية ديسمبر والذي يتميز بأجواء جميلة ولطيفة مع تواجد السحب أحيانًا، وهطول أمطار متفرقة؛ لأننا ندخل إلى فترة انتقالية ثانية”.