اخبار عمان كريم الدسوقي
لم تكن جيسيكا إل. مارتينيز تتوقع أن تتحول طبيعة شعرها الكثيف إلى حدث عالمي، لكن ما حدث في أحد صالونات نيويورك وضعها رسميا في سجلات موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.
فالشابة الأمريكية أصبحت صاحبة أكبر “أفرو” في العالم لشخص حي، بعد قياسات دقيقة أظهرت أن محيط شعرها يبلغ 6 أقدام و2.87 بوصة، أي ما يزيد على مترين تقريبا من التفاف الشعر حول رأسها.
و”الأفرو” هو وصف لتسريحة شعر طبيعية مجعّدة وكثيفة ترتبط في الأصل بأصحاب الشعر الإفريقي، وتتميز بترك الشعر لينمو بشكل دائري ومنتفخ حول الرأس من دون فرد أو شد، فتظهر على شكل هالة كبيرة أو كرة منتفخة من الخصلات.
وجاء التتويج بطريقة احتفالية لافتة، إذ حضرت إيفين دوغاس، صاحبة الرقم القياسي السابق منذ عام 2010، إلى الصالون نفسه لتسليم مارتينيز اللقب بشكل شخصي، في مشهد تفاعلي احتفت به وسائل الإعلام الأمريكية.
وفي تصريحاتها، قالت دوغاس إنها فخورة بأن تنتقل الشعلة إلى امرأة تثق بنفسها وبهوية شعرها، مضيفة: “الأمر ليس منافسة.. كل ما نريده هو أن يحب الناس أنفسهم كما نحن نفعل”.
أما مارتينيز، فقد روت قصة تحولها مع شعرها منذ سنوات المراهقة، فقد كانت، مثل كثيرات، تعتمد على فرد الشعر بطرق احترافية حتى المرحلة الإعدادية، لكن كل شيء تغير أثناء سنتها الجامعية الأولى عام 2014، حين نظرت إلى المرآة بعد جلسة تمليس، وشعرت أن الصورة لا تشبهها، وعندئذ اتخذت قرارا جذريا: “لن أفرد شعري مرة أخرى”.
ومنذ ذلك الوقت، اعتمدت مظهرها الطبيعي بالكامل، وهو القرار الذي مهد لحصولها اليوم على لقبها الفريد.
رحلة القياس نفسها لم تكن سهلة؛ فقد احتاجت إلى فريق من 3 أشخاص لقياس ارتفاع الشعر ومحيطه بدقة، وفقًا لمعايير “غينيس”.
وبعد أسابيع من الفحص والمراجعة، جاءها الإعلان الرسمي بأنها حطمت الرقم العالمي، لتقول إنها شعرت بصدمة كبيرة في اللحظة الأولى، قبل أن تدرك لاحقا حجم إنجازها.
قصة مارتينيز ليست مجرد رقم، بل رسالة حول تقبل الفرد لملامحه الطبيعية واحتضان الاختلاف، وفي زمن تتسابق فيه معايير الجمال على فرض القوالب، تأتي هذه الحكاية لتخبر آلاف النساء أن القوة تكمن في التفرد، وأن الثقة قد تبدأ من خصلة شعر.
