عائض الأحمد
في هذا العالم الذي يغمره الضجيج، أبحث دائمًا عن صمتٍ يناسبني، صمت لا يعكر صفوه شيء. لا أبحث عن تصفيق، ولا أرجو ضوءًا يُسلّط على أوراقي، فالحروف باتت المتنفس الوحيد الذي أملكه. لكن في أعماق هذا الصمت، هناك صوتٌ غير مسموع… لا أحد يعيره اهتمامًا. إنه النداء الخفي، ذاك الذي ينبثق من بين الطيّات، يصرخ بأني موجود… بأني هنا.
كنت أظن أن أحدًا ممن حولي، من أولئك الذين يرونني كل يوم، سيتوقف ليدرك أنني لست عابرًا للحظات، ولا ظلًّا على حافة الزمن، بل روحٌ تُخبئ في أعماقها ما لا يُقال إلا بين السطور. ومع مرور الأيام، أدركت أنني كنت أفتّش في المكان الخطأ. توقعت أن كلماتهم ستكون مرآة لما أكتبه، لكنها لم تعكس إلا ومضات باهتة.
تعلمت أن لا أحد يستطيع أن يفهمك كما يفعل قلمك. وحدك من يرسم الأثر، ووحدك من يدرك ما يعنيه. ومع أنني أغوص في ذاتي، وأرسم ألمي كما أراه وأشعر به، أدرك تمامًا أن أغلبهم لا يقرأون إلا ما يلامسهم مباشرة. لا يعرفون أنني أُعبّر، لعلهم يرونني… لعلهم يدركون أنني أحتاج إلى أكثر من مجرد وجود.
ربما تمضي الأيام وتظل كلماتي بلا صدى، وتبقى تائهة بين الحروف، أضعها بين أيديهم لأنني لا أحتمل كتمانها. لعلها يومًا تجد من يقرأها بعين القلب، لا بمجرد النظر.
لها:
لا بأس إن تأخرتِ في الفهم، ولا بأس إن كنتِ لا تبصرين… لكن لا تسألي بعد كل هذا الغياب: “من أنت؟”، فالسؤال حين يأتي متأخرًا يُشبه الندم الذي لا يرمم شيئًا.
شيء من ذاته:
لا أبحث عن الاعتراف، كل ما أريده أن يُرى فعلي كما هو، دون تزييف.
نقد:
تكرار الانكسار دون لمحة تحول يُبقيه في دائرة الألم. يحتاج إلى بارقة أمل، حتى وإن كانت خافتة، لتكتمل رسالته الإنسانية.