الجميع يعلم أن منطقتنا تعيش حالة استثنائية في السنوات الأخيرة، ما بين صراعات داخلية في بعض الدول، إلى حروب الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من جبهة، أضف إلى ذلك المعادلة الدولية التي فرضها “طوفان الأقصى” ونتج عن ذلك من تغيرات على كافة المستويات.
وفي ظل هذه التطورات، تبرز أهمية أن تكون دول منطقتنا العربية والإسلامية حريصة على الأمن والسلم الإقليميين، وأن تجعل كل دولة من سلامة وسيادة أراضيها وأراضي أشقائها الآخرين على سلم أولوياتها، دون الانحياز إلى أي طرف في أي دولة يؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
ولا يمكن لأحد أن ينكر أنّ أي خلافات أو صراعات يكون حلها عبر طاولة الحوار وليس النزاع المسلح، إذ إن الالتجاء إلى السلاح لن يزيد الأمور إلا سوءًا، وقد تنزلق الأمور إلى أنفاق مظلمة لا تخرج منها المنطقة.
إن الدبلوماسية العمانية دائماً ما تؤكد هذا النهج، نهج الحوار والتفاوض الذي من خلاله ترد الحقوق إلى أصحابها، ويعم السلام والاستقرار في كل البلدان وفي الإقليم والعالم أجمع، وقد نجحت عُمان بالفعل في حلحلة الكثير من القضايا العالقة وإغلاق الكثير من ملفات النزاع بفضل دبلوماسيتها المرتكز على مبدأ الحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وعلى الجميع الإعلاء من قيم التفاوض والتسامح حتى تحقق دولنا العربية والإسلامية أهدافها المنشودة، وتُلبي تطلعات شعوبها.
