اخر الاخبار

وفد أممي يقيم أضرار التصعيد شمال غربي سوريا

شهدت مناطق شمال غربي سوريا قصفًا متكررًا من قوات النظام السوري استمر لخمسة أيام، في التصعيد العسكري الأحدث على المنطقة، ما تسبب بنزوح آلاف الأشخاص من منازلهم لمناطق أخرى أكثر أمنًا على حياتهم.

وزار وفد أممي شمال غربي سوريا، في 12 من تشرين الأول الحالي، للاطلاع على أوضاع النازحين واحتياجاتهم والاستجابة الإنسانية الطارئة من قبل شركاء الأمم المتحدة.

وترأس الوفد نائب المنسق الإقليمي الإنساني للأزمة السورية، ديفيد كاردن، مع ممثلين من مفوضية الأمم المتحدة و”يونيسف” ومنظمة الصحة العالمية وإدارة خدمات الدعم الاجتماعي.

تقييم الأضرار

نشر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تقريرًا يوضح أوضاع المنطقة بعد القصف على شمال غربي سوريا وحجم الأضرار، وخطة استجابة الأمم المتحدة لمساعدة النازحين إثر القصف.

وتعرض 1400 موقع في شمال غربي سوريا إلى القصف، ما أدى إلى نزوح ما يزيد عن 68 ألفًا من 91 منطقة، وكان معظمهم من نواحي أريحا ودارة عزة وسرمين، بحسب ما نقل التقرير عن مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات.

ووصل 56 ألفًا و690 نازحًا إلى مواقع النازحين الحالية بالإضافة إلى أماكن الاستقبال في مراكز إدلب وشمال حلب.

وقُتل حتى 13 من تشرين الأول الحالي، 53 شخصًا في المناطق التي طالها القصف، من بينهم 11 امرأة و15 طفلًا وثلاثة من عمال الإغاثة اثنان منهم كانا يعملان لدى شركاء من وكالات الأمم المتحدة والصندوق الإنساني عبر الحدود السورية، وأصيب 303 أشخاص، بحسب ما أفادت المراكز الصحية للوفد الأممي منذ بدء التصعيد العسكري على المنطقة في 5 من تشرين الأول.

بحسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج نحو 28 ألف طفل نازح حديثًا إلى الدعم التعليمي، إذ تأثرت عشرات المدارس والمنشآت التعليمية، وعلقت المدارس لمدة أسبوع في المنطقة لأسباب أمنية وحفاظًا على حياتهم.

وتركز القصف في الأماكن المأهولة بالسكان، وتعرضت عشرات المرافق التعليمية وخمسة من المرافق الطبية للاستهداف المباشر، بالإضافة لقصفه عددًا من المساجد والمخيمات والأسواق الشعبية و4 مراكز لـ”الدفاع المدني السوري”، وفقًا لتقرير نشره الدفاع، في 10 من تشرين الأول.

ماذا قدم الوفد؟

أشار التقرير الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى استمرار دخول المساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا إذ عبرت 61 شاحنة تحمل مواد الإيواء والمساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة عبر معبرين حدوديين مع تركيا هما “باب الهوى” و”باب السلامة”.

وأوضح التقرير إلى ان خطة الاستجابة الإنسانية إلى سوريا لعام 2023، حتى 13 من تشرين الأول، لم تصل إلى ثلث التمويل، علمًا أنه تبقى فقط ثلاثة أشهر لبدء العام الجديد.

وعلى الرغم من قيود التمويل والنقص لا تزال الأمم المتحدة وشركاؤها يستجيبون إلى الاحتياجات المتزايدة في شمال غربي سوريا، وفق التقرير.

أجرى الوفد خلال زيارته إلى شمال غربي سوريا، مقابلات مع 597 عائلة لتقييم احتياجاتهم الضرورية بعد القصف المكثف الأخير الذي عاشته المنطقة، ووفقًا للإجابات فإن 96% منهم أولوياتهم الأكثر إلحاحًا كانت تأمين المأوى البديل، و50% منهم النقل إلى مناطق أكثر أمانًا، بينما 46% كانوا يريدون الدعم النفسي والصحة العقلية.

ووفرت خدمات النقل لأكثر من 470 أسرة من قبل شركاء الحماية، كما فعل 33 مركزًا مجتمعيًا ذو مساحة آمنة للنساء والفتيات في شمال غربي سوريا.

وحتى 12 تشرين الأول استفادت 846 عائلة من المساعدات غير الغذائية، بينما حصلت 807 عائلة على مساعدات الإيواء في المناطق المتضررة، وقدم لـ300 عائلة متضررة مساعدات نقدية، مع استمرار المجموعات في مراقبة الوضع مع السلطات المحلية.

دعم الوفد الأممي حوالي 17 ألف شخص بالخبز والوجبات الجاهزة للأكل في مراكز الاستقبال والمخيمات في الدانا ودركوش ومعرة مصرين وأرمناز والأتارب ودارة عزة والجانودية.

وحصل أكثر من 16 ألف نازح في 225 موقعًا على دعم في مجال المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى توفير لمياه عبر نقلها بالشاحنات، كما وزعت مستلزمات النظافة على 745 عائلة، وفقًا لتقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وحتى 12 من تشرين الأول، وزعت أكثر من 4 آلاف خيمة على النازحين، و7 آلاف مجموعة من المواد غير الغذائية ومساعدات نقدية لـ300 عائلة.

هجوم الكلية الحربية

بعد الهجوم بطائرة مسيّرة على الكلية الحربية بحمص، في 5 من تشرين الأول، اتهم مقربون من النظام السوري فصائل المعارضة في الشمال بالوقوف خلف الهجوم الذي أسفر عن مقتل 89 شخصًا، وطالبوا بـ”الانتقام والثأر”، ورفع النظام وتيرة تصعيده العسكري واستهدافاته في إدلب وريفها وأجزاء من ريف حلب.

محللون عسكريون وخبراء استبعدوا فرضية تنفيذ فصائل المعارضة في الشمال السوري للهجوم لأسباب فنية، تتعلق بالمسافة بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام، ومستوى القدرات العسكرية واستبعاد امتلاكهم لمسيرات قادرة على تجاوز نحو 100 كيلومتر، وصولًا إلى الكلية الحربية في حمص.

وناقشت في ملف حمل اسم “هجوم حمص.. فرصة الأسد لضبط الأزمات” تفاصيل الهجوم على الكلية الحربية، ومدى إمكانية تورط فصائل المعارضة بالهجوم، واحتمالية تصعيد النظام والتوجه نحو عمل عسكري واسع النطاق ضد المناطق الخارجة عن سيطرته في شمال غربي سوريا، والجهات المستفيدة من الهجوم.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *