◄ الكندي: اختيار “المجهول” من بين 450 فيلمًا يمثل إنجازًا للسينما العُمانية
◄ المعمرية: المهرجان فضاءٌ ثقافي وحوار إبداعي يعكس هوية بغداد
بغداد مدرين المكتومية
شهدت فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي في نسخته الثانية حضورًا لافتًا للسينما العُمانية عبر مشاركة فيلم “المجهول” للمخرج محمد بن سليمان الكندي في عرضه العربي الأول إلى جانب حضور ميمونة المعمرية كضيفة رسمية.
المهرجان الذي اتسم بغنى برامجه الفنية وتنوع عروضه تحول إلى منصة ثقافية تجمع صناع السينما من مختلف الدول العربية فيما تميز هذا العام بتكريم 18 فنانة من رائدات الفن العراقي والعربي تقديرا لمسيرتهن وإسهامهن في إثراء المشهد السينمائي
وقال المخرج والمنتج محمد بن سليمان الكندي إن المشاركة في المهرجان تأتي من خلال فيلم “المجهول” من إنتاج مبادرة “سكرين عُمان” وشركة “أكشن” وبدعم من الجمعية العُمانية للسينما، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تعد الأولى للفيلم والعرض الأول على مستوى المهرجانات العربية. وثمّن الكندي اختيار اللجنة التحضيرية للمهرجان واللجنة الفنية (لجنة اختيار الأفلام) الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية من بين ما يقارب 450 فيلمًا من مختلف الدول العربية. وأضاف: “بما أن المهرجان يعد أحد المهرجانات العربية المهتمة بدعم الأفلام العربية من حيث العروض والمسابقات، فإننا نعتبر اختياره إنجازًا محققًا للفيلم؛ حيث سيشاهده الكثير من الجمهور العراقي، وكذلك النُقاد والصحفيون العرب والنجوم المدعوون، وهذا في حد ذاته أيضًا إنجازٌ للتعريف بالسينما العُمانية”.
وتابع الكندي أن مهرجان بغداد السينمائي الوليد الحديث في نسخته الثانية يتميز من حيث عدد العروض الفنية وسوق المهرجان والورش السينمائية والإصدارات المطبوعة من كتب ومجلات ومناهج؛ حيث شمل ما يقارب 64 عرضًا بين الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة والأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأفلام التحريك “الأنيميشن” الطويلة والقصيرة، ومجموعة من الورش السينمائية المختلفة، علاوة على التوقيع على ما يقارب 15 إصدارًا وغيرها من المناشط المصاحبة.
وأكد الكندي أن المهرجان تميَّز بتنوُّع الضيوف من مختلف الدول العربية دون استثناء؛ مما أشعل روح الحميمية فيما بينهم من خلال اللقاءات الجماعية والفردية، وكذلك تبادل النقاشات الساخنة في المجال السينمائي والسياسي لما تمر به المنطقة من متغيرات. وزاد قائلًا: كان للمهرجان دور كبير في خلق روح المحبة والأُلفة بين أفراد المجتمع العربي السينمائي الحاضر من خلال تخصيصه فرصة للزيارات السياحية التي تعرَّفنا خلالها على التطور الملحوظ في إعادة بناء وترميم المناطق السياحية ليكون العراق العظيم في المستقبل القريب وجهة سياحية عالمية.
من جهتها، قالت الفنانة العُمانية ميمونة المعمرية: “حضرتُ كضيفة للمهرجان بدعوة رسمية من إدارة المهرجان، ولا شك أن المشاركة في مهرجان بغداد السينمائي تمثل قيمة ثقافية وفنية كبيرة، فهي ليست مجرد عرض للأفلام؛ بل هي مساحة للحوار الإبداعي والتبادل الثقافي بين صُنّاع السينما من مختلف دول العالم”. وأكدت أن المهرجان يسهم في إبراز الوجه الحضاري لبغداد وتعزيز مكانتها كحاضنة للفنون، كما يتيح للمخرجين والمنتجين الشباب فرصة للانطلاق نحو آفاق أوسع عبر الترويج لأعمالهم والتواصل مع جمهور ونقاد متخصصين.
وتابعت: “شاهدتُ العديد من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة، وكان أبرزها فيلم ’ضي‘ للمخرج المصري كريم الشناوي، وفيلم ’صمت القصور‘ للمخرجة مفيدة فلكي من تونس، أما بالنسبة للأفلام القصيرة؛ فهناك العديد من الأفلام المميزة والتي حملت كل منها رسائل إنسانية وتناقش مواضيع اجتماعية هادفة.
وكرَّم المهرجان هذا العام 18 فنانةً من رائدات السينما العراقية والعربية؛ تقديرًا لمسيرتهن الإبداعية وإسهامهن في إثراء المشهد الفني، ومن بين المكرمات تبرز الفنانة أثمار عباس الغافري التي تعد من الوجوه البارزة في الساحة الفنية؛ بما قدمته من أعمال متميزة على مستوى التمثيل والإبداع السينمائي، ويأتي هذا التكريم اعترافا بمسيرتها الفنية الحافلة بالإنجازات ورسالة تقدير لدورها في إثراء الثقافة والسينما العراقية.
وعبَّرت أثمار الغافري عن سعادتها بتكريمها في مهرجان بغداد السينمائي، مؤكدة أن هذا التكريم أعاد لها حيوية الانتماء للوطن رغم اغترابها، موضحةً أنه حتى لو جاء التكريم متأخرًا فهو جميل، والأجمل أنه تكريم للمرأة العراقية التي واجهت صعوبات كبيرة لإثبات وجودها.