رحلة في قلب بافاريا.. جولات سياحية تستكشف السحر الألماني في ريغنسبورغ وبايرويت

اخبار عمان عبدالله الشافعي

ألمانيا ليست برلين بمعالمها التاريخية فقط أو فرانكفورت بناطحات السحاب الشاهقة؛ بل هناك مدن أخرى ساحرة تجذبك بمجرد الوصول إليها، وتأخذك في رحلة تاريخية وفنية لتشعرك وكأنَّك جزء أصيل من هذا التاريخ.

ففي وسط بافاريا تقع ريغنسبورغ الغنية بالمعالم التاريخية والتراثية، وفي شمالها تتألق بايرويت كلوحة فنية نابضة بعبق الماضي وروح الحاضر، وبين المدينتين العديد من الروابط التي تمنح الزائرين تجارب سياحية استثنائية.

ريغنسبورغ.. عبق التاريخ على ضفاف الدانوب

على بعد 125 كيلومترا من مدينة ميونخ تقع ريغنسبورغ الساحرة ذات الطابع الخاص الذي يجمع التاريخ والتراث والتطور، فما بين المدينة القديمة وسحر نهر الدانوب والجسر الحجري وبيوت الأغنياء والمعالم الأثرية الأخرى مثل قاعة فالهالا، هناك الكثير من الأسرار التي تحكيها هذه المعالم.

وتتميز ريغنسبورغ بأنها وجهة مثالية لكل أنواع الرحلات؛ سواء كنت بمفردك أو تبحث عن تجربة ثقافية غنية أو تُخطط لقضاء وقت ممتع مع العائلة، فهي تحتضن مقومات سياحية تناسب الجميع، وتمنحهم فرصة للاسترخاء والتأمل.

شوارع المدينة القديمة

تتميز ريغنسبورغ القديمة بشوارعها وأزقتها الضيقة المرصوفة بالحجارة، إذ يمكن التجول فيها لساعات حيث تتراص المنازل القديمة بجوار بعضها ونوافذها مزينة بالزهور والورود لترسم لوحة فنية غير عادية لا يكسر هدوءها إلا صخب المطاعم والمقاهي الموجودة في كل هذه الشوارع والأزقّة.

الجسر الحجري ونهر الدانوب

وفي لوحة فنية أخرى، يقف الزائرون على الجسر الحجري الذي يربط بين ضفتي الدانوب للاستمتاع بالمناظر الخلابة، وعلى ضفاف هذا النهر تنبض الحياة بالكثير من المناظر والمعالم ويقصده الزائرون والسكان هناك، إذ يمكن قضاء ساعات طويلة في التجول على ضفافه والاستمتاع بتنوع الطعام والمشروبات أو خوض تجربة الرحلات النهرية لمشاهدة المدينة من منظور مختلف.

ويعد الجسر الحجري أيقونة تاريخية في المدينة، وهو من أقدم الجسور الحجرية في ألمانيا ومن أهمها أيضا في العصور القديمة.

قاعة فالهالا

وعلى قمة إحدى التلال التي تطل على نهر الدانوب بولاية بافاريا الألمانية، توجد قاعة “فالهالا” بالقرب من ريغنسبورغ، وهي معلم سياحي وتاريخي فريد يعد تصميمها من الخارج من التصاميم الفريدة التي تخطف الأنظار، ومن الداخل تحتضن القاعة تماثيل لأكثر من 100 شخصية ألمانية بارزة، من بينهم فلاسفة وعلماء وموسيقيون وقادة.

بيت التاريخ البافاري ومنزل يوهانس كيبلر

وعلى ضفاف الدانوب أيضاً يوجد بيت التاريخ البافاري الذي يستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم، ويكشف جوانب كثيرة عن حياة الملك لودفيج الأول الذي يعد من أعظم ملوك بافاريا، كما أنه بمثابة نافذة تطل على تاريخ ولاية بافاريا.

ومن بين الأماكن المميزة في ريغنسبورغ أيضا، منزل يوهانس كيبلر الذي تحول إلى متحف صغير يحكي إنجازات واحد من أهم علماء الفلك والرياضيات.

الطبيعية الخلابة

لا يمكن زيارة ريغنسبورغ دون الاستمتاع بالمناظر الطبيعية لغابة بافاريا وخوض تجربة “التليفريك” بجبل Großer Arber.

بايرويت.. مدينة الفن والجمال

الإقامة في فندق “Liebesbier” ببايرويت بمثابة تجربة مثيرة، إذ إن الجدران وجميع الغرف مزينة برسومات ولوحات رسمها 70 فنانا من جميع أنحاء العالم مما خلق عملا فنيا فريدا، يعكس هذا فلسفة Maisel & Friends.

خضنا في هذه المدينة جولتين سياحيتين، الأولى: بايرويت بعيون الأميرة فيلهلمين، لاكتشاف الفنون بالمدينة، إذ إن الأميرة فيلهلمين اهتمت ببناء القصور والحدائق لتترك بصمتها في العديد من المعالم سعيا لتحويل بايرويت إلى مسرح مفتوح للفن والجمال، والجولة الثانية لاستكشاف فن الجرافيتي في الشوارع.

القصر الجديد

كانت وجهتنا الأولى نحو القصر الجديد الذي بني خلال الفترة من 1753 وحتى 1757، وهو مبنى يعكس روح الفخامة والذوق الرفيع، كما أنه مليء بالزخارف والتفاصيل الدقيقة التي تجسّد العمل الدؤوب على إخراجه بهذا الشكل المذهل، كما يضم القصر العديد من القاعات والغرف المزينة باللوحات والرسومات الكلاسيكية.

وخلف القصر، توجد حديقة البلاط بمساحات خضراء واسعة وأشجار متنوعة، تمنح الزائر إحساسا بأنه أحد أفراد العائلة الملكية التي سكنت هذا القصر التاريخي.

دار الأوبرا

وتعد دار الأوبرا في بايرويت من أبرز معالم المدينة وواحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو، فبمجرد الوصول إلى المبنى تجد نفسك أمام تحفة معمارية تجسد الاهتمام بالفنون والموسيقى، والقاعة من الداخل تحتفظ بموادها الأصلية سواء الخشب أو القماش.

فقد أمرت مارغريف فيلهيلمين زوجة فريدريك بإنشاء هذا المبنى الذي استُخدم في العروض والاحتفالات الأميرية، ومع زيارة هذا المعلم اليوم يعود بك الزمان إلى عام 1750 وكأنك تشاهد عرضا ملكيا مهيبا.

حديقة الهيرميتاج

في حديقة الهيرميتاج تنعكس كل معاني الجمال والسكون والهدوء والطبيعة الخلابة الساحرة، في الداخل تسير في ممرات بين الزهور والأشجار وكأنك في جولة ملكية، حتى تصل إلى القصر الذي يعكس ذوق البلاط الملكي في القرن الـ18.

في هذه الحديقة تأسرك النوافير وإتقان نحت التماثيل، فهناك يمتزج الفن المعماري بالطبيعة الخلابة وكأنك في مسرح مفتوح يحكي عن الفنون بأشكالها المختلفة.

الجرافيتي.. روح المدينة المعاصرة

وفي شوارع بايرويت يمتزج الإبداع الحر بروح الشباب، ففي كل شارع تسلكه تجد لوحات جدارية “جرافيتي” يمكنك من خلالها أن ترى وجها عصريا للمدينة بعيدا عن المتاحف والقاعات والمعالم التاريخية.