اخبار عمان

رد الجميل بالإساءة! | جريدة الرؤية العمانية

 

 

سارة البريكية

[email protected]

 

هناك أشخاص كثر يعيشون في هذا العالم لا يملكون أدنى مستوى من الإنسانية وهؤلاء البشر نجدهم في كل مكان في البيوت وفي المدارس وفي الدوائر الحكومية وفي المستشفيات وفي المراكز التجارية وغيرها وفي كل مكان ينبض بالحياة وحتى في البر؛ ذلك المكان الهادئ البعيد عن صخب الحياة، وفي البحر في رحلة الصيد والبحث عن الرزق الحلال تتعدد الأماكن التي نرى فيها هذا الصنف من الناس إلا أنهم يتكاثرون بشده وكأنهم مومياوات لم تجد البشرية لها حداً من الانتشار، فأصبح هناك الكثير والكثير منهم لا نستطيع العيش معهم بسلام وكم كنَّا نحن الذين نصفح عنهم لتمضي الحياة ولكن هذا ما يزيد من تغطرسهم وعدم إنسانيتهم والافتراء الذين يتفننون فيه.

هذا النوع من البشر لم ينقرض وهو يفرح كثيرا عندما يُمارس هذه العادات السيئة ويتفنن في رد الجميل بالإساءة ويفتخر وحتى ونحن في شهر رمضان المبارك نرى أنَّ هناك بعض العادات السيئة التي يجب أن تختفي لازالت موجودة ونحن من يساهم في ذلك بسكوتنا عن الحق وبتمادي تلك الفئة بمواصلة التخريب المستمر.

إن المواقف التي يتعرض لها أحدنا في بعض الأحيان قد تكون سببا رئيسيا وراء عدم القدرة على الرد وعدم التركيز في فنون التعامل معها بشكل عام وهذا هو الشعور الحقيقي الذي يشعر به الشخص عندما يكون عاجزا عن التعبير بالكلام والفعل ويبقى حبيس نفسه في دوامة قلق وحزن وخذلان.

كثير من الشخوص التي نتعامل معهم يوميا نعلم تماما أنهم ليسوا جيدين معنا ولكن لتمضي الحياة نحن نواصل العطاء والتحدث معهم رغم أننا نعي تماماً أنهم فئة لا تستحق أن نعطيها ثانية من وقتنا لكن ضرورة العمل والتعايش تجبرنا على ذلك لتمضي المسيرة.

إن الاحترام المتبادل والتفاهم بين أفراد المجتمع يؤدي إلى الالتزام بقواعد السلوك الصحيح الذي يجب أن يكون موجودا من الأساس في حياتنا العامة وتربيتنا وسلوكياتنا التي نتعلمها ونكتسبها يومًا بعد يوم وألا نسمح لأنفسنا بأن نكون أداة سهلة الاصطياد.

لاحظت في الآونة الأخيرة أهمية وجود نظام اجتماعي متكامل في حياتنا اليومية وفي الوقت نفسه يجب أن نكون قادرين على القيام بكل تلك الأمور التي تساعد الفرد والمجتمع على التغلب على المشاكل التي تواجه الإنسان وتفادي المشاكل لا يأتي إلا عن فهم عميق لما يدور في الجوار وفهم طبيعة البشر المحاطين بهم والتقليل من التعاطي معهم إن كان ليس هناك داعياً؛ بل وتقليل دائرة التواصل إلى الأهم والمهم فقط أما إعطاء الأشخاص أكبر من حجمهم فذلك وقت وانتهى.

إن رمضان شهر الطاعات والعبادات يقرّبنا من الله أكثر ونعرف فيه الكثير والكثير من الأمور المهمة في ديننا الإسلامي الحنيف والتي تتمثل في العبادات والأعمال والنوافل والحب فحب الإنسان لأخيه الإنسان ومساعدته وعطائه ومكافأته هو من أفضل الأعمال وفنون رد الجميل بالحب والود والتقدير والاحترام المتبادل وليس السرقة والغش والكذب والفتنة والخداع والخيانة وغيرها.

إذا مهما كان الجميل الذي قدمناه ونقدمه وما يقابله من إساءة لنا ونكران وعدم تقدير فإنه يجب علينا أن نأخذ موقفاً وأن لا نكرر التعامل مع الآخرين بنفس الطريقة فإيصال الرسالة مهم حتى يتأدب الطرف الآخر ويعرف أنه كُشف وأن أفعاله مكشوفة وليس عليه أن يواصل ويستمر في الخطأ فباب التوبة مفتوح والصفح عن الآخرين متاح والتعاطي مع الأمور كلها سيكون أفضل ومحاولة كبت النفس الأمارة بالسوء ومعرفة حدود التعامل الصحيح بين الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *