غزة الوكالات

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأحد بأن الاحتلال الإسرائيلي قرر تعليق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، بعد أن اتهمت الحكومة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما تنفيه حماس جملة وتفصيلا.

انتهك جيش الاحتلال الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار، وشن سلسلة من الضربات على قطاع غزة اليوم الأحد، ما يضع الاتفاق الهش على المحك.

وقال سكان في غزة ومسؤولون في قطاع الصحة إن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران الدبابات أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 11 شخصا في أنحاء القطاع.

وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن الجيش ربما يشن مزيدا من الضربات على أهداف تابعة لحماس ردا على ثلاث هجمات على الأقل على القوات الإسرائيلية اليوم، على حد زعمه.

وقال الجيش إن الغارات الجوية ونيران المدفعية استهدفت مسلحين في منطقة رفح فتحوا النار على جنوده وأطلقوا صاروخا مضادا للدبابات.

وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر الجيش بالرد بقوة على ما وصفه بانتهاكات حماس لوقف إطلاق النار.

لكن في المقابل، قالت كتائب القسام، جناح حماس العسكري، في بيان “نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة”.

وأضافت “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح؛ حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري”.

ويشكل تصعيد اليوم أخطر اختبار لوقف إطلاق نار هش بالفعل دخل حيز التنفيذ في 11 أكتوبر وأنهى حربا استمرت عامين، مما يضعف الآمال في أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية إلى نهاية دائمة للحرب.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه القوات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار سيحدد بعلامات واضحة، وإن أي خرق لوقف إطلاق النار أو محاولة لعبور الخط ستُواجَه بإطلاق النار.

وتتبادل الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس الاتهامات بشأن انتهاك وقف إطلاق النار منذ أيام.

وأصدرت حماس بيانا يشرح بالتفصيل ما قالت إنها سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل، وذكرت أن هذه الانتهاكات أدت إلى استشهاد 46 شخصا ومنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع.

وقالت إسرائيل أمس إن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقًا من الجانب الفلسطيني الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، وإن إعادة فتحه مرهونة بوفاء حماس بالتزاماتها بموجب وقف إطلاق النار.

وتقول إسرائيل إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الأسرى القتلى. وأفرجت حماس الأسبوع الماضي عن جميع الأسرى الأحياء العشرين الذين كانت تحتجزهم، وفي الأيام التالية سلمت 12 من أصل 28 جثة لأسرى قتلى.

وتقول الحركة إنها ليست لها أي مصلحة في الاحتفاظ بجثث باقي الأسرى، وإن هناك حاجة إلى معدات خاصة لانتشال الجثث المدفونة تحت الأنقاض.

وظل معبر رفح مغلقًا من الجانب الفلسطيني إلى حد بعيد منذ مايو 2024. وينص اتفاق وقف إطلاق النار أيضا على زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع؛ حيث قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في أغسطس إن مئات الآلاف من السكان متضررون من المجاعة بالفعل.

وكان المعبر قناة رئيسية لتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال هدن سابقة.

وعلى الرغم من زيادة تدفق المساعدات بشدة عبر معبر آخر منذ بدء وقف إطلاق النار، فإن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدات.

ويمثل وقف إطلاق النار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب. ولكن لا تزال هناك عقبات هائلة.

ولم تحل بعد قضايا رئيسية تتعلق بنزع سلاح حماس وكيفية إدارة غزة، وتشكيل “قوة استقرار” دولية والخطوات اللازمة من أجل إقامة دولة فلسطينية.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للتعليق.

وكانت حماس بدأت حملة أمنية في المناطق الحضرية التي أخلتها القوات الإسرائيلية، وأظهرت قوتها من خلال تنفيذ عمليات إعدام علنية واشتباكات مع العشائر المحلية المسلحة.

 

شاركها.