اخبار عمان أحمد السلماني
يدخل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم عند الساعة التاسعة والربع من مساء اليوم السبت بتوقيت مسقط، مواجهة مفصلية وتاريخية أمام نظيره المنتخب الإماراتي على أرضية استاد جاسم بن حمد بالعاصمة القطرية الدوحة، لحساب الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.
مباراة لا تقبل أنصاف الحلول، ولا بديل فيها عن الانتصار، إذا ما أراد الأحمر الكبير الإبقاء على حلم المونديال حيًا قبل ختام مباريات المجموعة.
برازيل الخليج يملك في جعبته نقطة ثمينة حصدها من التعادل السلبي مع المنتخب القطري في الجولة الافتتاحية، نتيجة أبقت على حظوظه قائمة بشرط الفوز على الإمارات وانتظار نتيجة المواجهة الأخيرة بين قطر والإمارات في الرابع عشر من أكتوبر الجاري. فوز عُمان غدًا قد يفتح أبواب التاريخ على مصراعيها ويضع أبناء السلطنة على أعتاب إنجاز غير مسبوق طال انتظاره.
وتلقى الجهاز الفني بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش دفعة كبيرة بعودة القائد حارب السعدي إلى التشكيلة بعد غيابه في المباراة السابقة بسبب الإيقاف، إذ يُعد من الركائز الأساسية في وسط الميدان بما يمتلكه من خبرة وقدرة على ضبط الإيقاع وصناعة الفارق في لحظات الحسم. ويعوّل كيروش على صلابته في إدارة النسق التكتيكي وتنظيم صفوف الأحمر خلال الموقعة المنتظرة.
وخاض منتخبنا حصتين تدريبيتين بعد لقاء قطر، ركز خلالهما الجهاز الفني على الجوانب التكتيكية ودراسة أسلوب لعب المنتخب الإماراتي بدقة. الحصة الأخيرة التي جرت مساء الجمعة على ملاعب جامعة قطر شهدت حضور سعادة السيد رئيس اتحاد الكرة ونائبه وأعضاء حملة “كلنا معك”، في مشهد يعكس حجم الدعم والتلاحم حول المنتخب الوطني قبل المواجهة المصيرية.
وأكد البرتغالي كارلوس كيروش أن تركيز الفريق منصب على الفوز فقط، قائلاً: “علينا أن ننتصر بأي طريقة، من أجل عُمان والعلم والشعب العُماني. نعلم أننا نكتب التاريخ إن تأهلنا، وسنلعب بشجاعة وثقة، فليس لدينا ما نخسره”.
وأضاف: “المنتخب الإماراتي فريق قوي ومدجج بالنجوم، لكننا نمتلك روح الجماعة والتنظيم الدفاعي الصلب، وسنقاتل حتى آخر دقيقة”.
من جانبه، عبّر اللاعب نايف بيت سبيع عن جاهزية الأحمر قائلاً: “نحن مستعدون لهذه المباراة التاريخية، وسنقاتل من أجل إسعاد جماهيرنا. نسينا مباراة قطر ونفكر فقط في الفوز على الإمارات، لنمنح وطننا فرحة لا تُنسى”.
ويعتمد كيروش على منهجية تجمع بين الصلابة الدفاعية والانضباط الجماعي، مع سرعة التحول في المرتدات واستغلال الكرات الثابتة. تركيزه الأكبر على إغلاق المساحات أمام مفاتيح اللعب الإماراتية، مع التحول الهجومي المنظم عبر الأطراف والعمق بوجود الثنائي الصبحي والمشيفري.
في المقابل، يبحث كوزمين عن فك الشيفرة العُمانية بأسلوب هجومي مبكر، لكنه يدرك صعوبة اختراق التنظيم الدفاعي للأحمر.
الأبيض الإماراتي.. بين الطموح والتحدي
يدخل المنتخب الإماراتي المواجهة بطموح بلوغ كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، مستندًا على خبرة عناصره الدولية مثل كايو كانيدو، فابيو ليما، خالد عيسى، إلى جانب الجيل الشاب الذي يضفي حيوية وسرعة على الأداء مثل يحيى الغساني وعبدالله رمضان.
ويقود الفريق المدرب الروماني كوزمين أولاريو صاحب الخبرة الطويلة في الكرة الإماراتية، والذي أكد أن المباراة ستكون “امتحانًا حقيقيًا” لفريقه في مواجهة خصم منظم وعنيد كمنتخب عُمان فوصف المواجهة بأنها «الأهم في تاريخ الإمارات»، مؤكدًا أن فريقه «جاهز لتقديم كل ما لديه من أجل التأهل». وقال: «الفرصة سانحة وعلينا أن نجتهد ونثق بطموحنا. سنواجه خصمًا عنيدًا، ولن نسمح له بأن يفرض إيقاعه، ونعلم أن المباراة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدراتنا».
فيما شدد حارس مرمى المنتخب الإماراتي خالد عيسى على أن المواجهة تعد من «أهم مباراتين في مسيرة الأبيض»، مؤكدًا أن الفريق «جاهز فنيًا وذهنيًا لخوض اللقاء». وقال: «عملنا كثيرًا لهذه المرحلة، والأجواء إيجابية، والمستوى في تصاعد منذ قدوم كوزمين. المنتخبات الثلاثة قوية، وكل التفاصيل الصغيرة ستصنع الفارق. هدفنا أن نقدم كل ما نملك، لأن هذه المباراة تمثل تاريخًا لكل لاعب إماراتي».
في حين تمتاز الإمارات بجودة الأسماء الفردية وخبرة المحترفين، فإن المنتخب العُماني يتفوق من حيث التنظيم والانضباط الجماعي والصلابة الذهنية. الأحمر يلعب ككتلة واحدة متماسكة، في حين يراهن الأبيض على الحلول الفردية والتسديدات البعيدة.
كيروش يطبق مدرسة “الانضباط أولًا” بينما يعتمد كوزمين على أسلوب السيطرة والاستحواذ، لتتحول المباراة إلى صراع فكري بين مدربين من طراز رفيع.
وسبق للمنتخبين أن التقيا في تصفيات كأس العالم 2002، وانتهت المباراتان بالتعادل الإيجابي (11 و22)، ما يجعل مواجهة السبت الثالثة في تاريخ تصفيات المونديال بينهما، وسط طموح عُماني لكتابة نهاية مختلفة هذه المرة.
ويُدير اللقاء طاقم تحكيم أسترالي بقيادة علي رضا فغاني، ويساعده كل من جورج لاكرينديس وجيمس ليدينسي، فيما سيكون دانيال اليدر حكمًا رابعًا، وشون إيفانز حكمًا للفيديو بمساعدة ألكسندر كينج.
كل العوامل تشير إلى موقعة لا تُنسى، تجمع بين واقعية كيروش وطموح كوزمين، بين جماعية الأحمر وفرديات الأبيض، وبين حلم وطن ينتظر صافرة التاريخ. المنتخب العُماني يدخل اللقاء بعزيمة لا تلين وشعار لا يتغير، “أكون أو لا أكون”.. من أجل عُمان.