مدريد – خميس العبري

التقى سعادة ثامر بن فايز العلوي، سفير سلطنة عُمان لدى مملكة إسبانيا، وفد جمعية المحامين العُمانية برئاسة الدكتور حمد بن حمدان الربيعي، رئيس مجلس الإدارة، في ختام زيارته القانونية إلى المملكة الإسبانية.

وخلال اللقاء، استعرض سعادة السفير العلاقات التاريخية التي تربط السلطنة وإسبانيا، مؤكدًا أهمية تشجيع السياحة إلى عُمان التي تتميز بأجواء متنوعة، ومشيدًا بالدور القانوني والاقتصادي لجمعية المحامين العُمانية في جذب الاستثمار الأجنبي، مشيرًا إلى أهمية الرحلات القانونية التي تنظمها الجمعية لتعزيز تبادل الخبرات.

وفي إطار الرحلة القانونية للجمعية، حضر الوفد لقاءً مميزًا مع المسؤولين في البيت العربي (Casa Árabe) بوزارة الخارجية الإسبانية بالعاصمة مدريد، بحضور مجموعة من رجال الأعمال الإسبان.

وألقى المحامي سبف بن سالم المعمري، أمين سر جمعية المحامين العُمانية، كلمة سلط فيها الضوء على دور القوانين المحلية في تعزيز الاستثمار الأجنبي في السلطنة. وتطرقت ورقة العمل إلى القوانين المنظمة للاستثمار الأجنبي، مستعرضة مبادئ الحرية الاقتصادية التي يكفلها النظام الأساسي للدولة، وإتاحة تملك الأجانب للشركات بنسبة 100% وفق قانون الاستثمار الأجنبي.

كما تناول العرض المزايا والحوافز المتوفرة في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، والتي توفر بنية تحتية متطورة وحزم إعفاءات وتشريعات مرنة، لتعزيز بيئة الأعمال. وأوضح المعمري أن النظام القضائي العماني يتميز بالاستقلالية والشفافية، ويضم محاكم متخصصة مثل محكمة الاستثمار والتجارة التي تأسست بموجب المرسوم السلطاني رقم (35/2025)، مما يعزز ثقة المستثمرين ويوفر آليات عادلة وسريعة لفض المنازعات التجارية والاستثمارية.

وشمل العرض أيضًا لمحة عن النظام الضريبي العماني وفرص الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر، الذي يشكل إحدى الركائز الاستراتيجية لرؤية عمان المستقبلية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وحظيت الورقة باهتمام كبير من رجال الأعمال الإسبان، حيث عكست التوجهات العمانية نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام وتعزيز الشراكات الاستثمارية مع الأسواق العالمية. كما استعرض اللقاء الدور الحيوي للبيت العربي في تعزيز جسور التواصل بين إسبانيا والعالم العربي على الصعيد الثقافي والأكاديمي والدبلوماسي، إلى جانب برامجه في الحوار الحضاري ودعم التعاون الاقتصادي والمعرفي.

وأشاد المحامون العمانيون بمبادرات البيت العربي، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات تفتح آفاقًا جديدة للتعاون القانوني والمهني وتثري تجربة المشاركين في الرحلة. ويأتي هذا اللقاء ضمن برنامج متكامل أعدته الجمعية للاطلاع على التجارب القانونية والمؤسسية في إسبانيا وتعزيز تبادل الخبرات بما يخدم مهنة المحاماة في السلطنة.

يُذكر أن البيت العربي مؤسسة عامة إسبانية تأسست عام 2006، تهدف إلى أن تكون مركزًا للدراسات والمعرفة حول العالم العربي ونقطة دعم للدبلوماسية الإسبانية تجاه الدول العربية.

شاركها.