محمد رامس الرواس

إن الدور الذي تلعبه الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية في دعم غزة هو امتداد طبيعي للسياسة الحكيمة لسلطنة عُمان الحبيبة، التي طالما كانت صوتًا للسلام والرحمة على الساحة الدولية، فالدعم الذي تقدمه الهيئة ليس مجرد مساعدة مادية، بل هو رسالة تضامن قوية من الشعب العُماني إلى أشقائه في فلسطين وتحديدًا في غزة، مفادها أنهم ليسوا وحدهم في محنتهم، إلى جانب ١٦ جسرا جويا إلى مصر والأردن، واستقبال دفعات من المرضى الفلسطينيين بمستشفيات مسقط.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، جاءت مبادرات الهيئة العمانية للأعمال الخيرية لتؤكد أن قيم العطاء والإنسانية ما زالت متجذرة وقادرة على إحداث فرق حقيقي في حياة المتضررين، تستحق الهيئة كل الإشادة والتقدير على جهودها النبيلة، التي تعكس الوجه المشرق لعُمان وشعبها الكريم، ولقد تجاوز مبلغ التبرعات لغزة ٣١ مليون دولار أمريكي كاستجابة مجتمعية للحالة الطارئة بغزة.

وكعادتها، تبرز الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية بقيادتها الشابة، وعلى رأسهم الأستاذ بدر بن محمد بن علي الزعابي، المكلّف بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة، كمنارة أمل ودعم، مجسّدين القيم الأصيلة للمجتمع العُماني في التكاتف والإغاثة مع إخوانهم في فلسطين.

فلم تكن يد العون العُمانية غائبة، ولطالما كانت غزة في صميم اهتمامات الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، التي تعمل بجد لتقديم الإغاثة والمساعدة في أوقات العسر.. فجهودها مستمرة، وعطاؤها متواصل منذ بداية الأزمة الراهنة في غزة.

لقد كثّفت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية جهودها لتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع المحاصر، فبفضل التبرعات السخية من أبناء عُمان والمقيمين فيها، تمكنت الهيئة من تسيير قوافل إغاثية خلال الفترة الفائتة محملة بالاحتياجات الأساسية التي تفتقر إليها الأسر في غزة بشدة، ولم يقتصر الدعم على الأموال، بل شمل أيضًا المستلزمات الطبية الضرورية التي تُعد شريان الحياة في ظل انهيار القطاع الصحي هناك. المستشفيات التي تكافح لتقديم الخدمات وسط نقص حاد في المعدات والأدوية، فكانت الهيئة سندًا قويًا، مما ساهم في تخفيف معاناة المرضى والجرحى.

إن الهيئة أهمية العُمانية للأعمال الخيرية تدرك مدى أهمية التنسيق والعمل المشترك لضمان وصول المساعدات، لذلك عملت على بناء شراكات قوية مع السفارات والهلال الأحمر والهيئات العربية والدولية الموثوقة العاملة على الأرض في غزة، من أجل ضمان وصول المساعدات لمستحقيها، ويتم توزيعها بشكل عادل وشامل على الأسر الأكثر تضررًا، في مختلف مناطق غزة، من الشمال إلى الجنوب.

وكل هذه الجهود تعكس التزام الهيئة العمانية للأعمال الخيرية بمبادئ الإغاثة الإنسانية العالمية بعيداً عن أي اعتبارات مع التركيز الكامل على إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

شاركها.