اخبار عمان كريم الدسوقي

 

في مدينة صغيرة هادئة تدعى “شايين” بولاية وايومنغ الأمريكية، تحول حدث انتخابي محلي إلى ما يشبه زلزالًا فكريًا هزَّ العالم بأسره؛ ففي سابقة غير معهودة فاز “مرشح غير بشري” بمقعد في مجلس إدارة إحدى المدارس.

اختار الناخبون برنامج ذكاء اصطناعي يُدعى “لوجيك فيرست” (Logic First) ليكون صوتهم الجديد في صنع القرار، مانحين إياه 52% من الأصوات، وفق ما أورد موقع (Pro Brainrot) الأمريكي.

كانت الحكاية في بدايتها عادية: إعلان انتخابي رقمي مع فيديو ترويجي بسيط، ووعود بإصلاح التعليم، لكن المختلف هذه المرة أن المرشح لم يكن إنسانا، فـ “لوجيك فيرست” هو برنامج حاسوبي تمت برمجته على تحليل البيانات التعليمية واتخاذ القرارات بناء على المنطق والإحصاءات، من دون عواطف أو تحيزات بشرية.

وفي زمن تراجع فيه ثقة كثيرين بالأنظمة التعليمية التقليدية، بدا هذا الطرح مغريا: آلة لا تتعب، لا تتأثر بالضغوط السياسية، ولا تعرف المجاملات أو المصالح الشخصية.

وبمجرد إعلان نتائج التصويت، اشتعل الجدل، وتساءل المحامون إن كان بإمكان كيان رقمي أن يتحمل مسؤولية قانونية، فيما انقسم المعلمون بين من رأى في الأمر “قفزة نحو المستقبل” ومن وصفه بأنه “كارثة إنسانية”.

أما أولياء الأمور، فانقسمت مشاعرهم بين الفضول والخوف، إذ لم يتصور أحد أن برنامجًا خوارزميا سيصوت يومًا على سياسات تمس حياة أطفالهم اليومية.

 صحيفة “نيويورك بوست” وصفت الحدث بأنه “تجربة تضع الإنسان أمام مرآة ذكائه الاصطناعي”، وسرعان ما انتقل السجال إلى المحاكم، بعدما رُفعت دعاوى لتحديد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن اعتباره “شخصا قانونيا”، وهل يحق له المشاركة في التصويت؟ وهل يمكن مقاضاته إن أخطأ في قرار يؤثر على طلاب حقيقيين؟

ورغم هذا الجدل، يواصل “لوجيك فيرست” عمله في مجلس المدرسة مؤقتا، إلى حين حسم المحكمة العليا الأمريكية في شرعيته، والمدهش أن أداءه حتى الآن أثار إعجاب بعض أعضاء مجلس الإدارة، إذ يقترح حلولا مبنية على بيانات دقيقة ويقدم تحليلات سريعة تفوق قدرة البشر.

شاركها.