مدريد – الوكالات
عبّر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن استياء بلاده من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، مؤكداً أن إسبانيا “لا تملك قنابل نووية ولا حاملات طائرات ولا احتياطات نفطية ضخمة”، لكنها مع ذلك “لن تتوقف عن محاولة وقف الهجوم”، لأن هناك قضايا “تستحق النضال من أجلها”.
تصريحات سانشيز أثارت ردود فعل غاضبة في إسرائيل، حيث اتهمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”التهديد بإبادة الدولة اليهودية”، فيما هاجم وزير الخارجية جدعون ساعر مدريد متهماً إياها بـ”غياب الوعي التاريخي”.
ويُعد سانشيز أبرز صوت أوروبي رسمي يهاجم إسرائيل بوضوح، إذ تبنى سلسلة إجراءات ضدها، أبرزها الاعتراف الرسمي بفلسطين عام 2024، والمشاركة في الدعوى المقدمة أمام محكمة العدل الدولية، إضافة إلى فرض عقوبات شملت حظر تصدير السلاح لإسرائيل وإغلاق الموانئ أمام السفن التي تنقل أسلحة إليها.
كما منعت مدريد دخول شخصيات إسرائيلية بارزة متورطة في “جرائم الحرب بغزة”، وألغت عقود تسليح بمئات الملايين من اليوروهات مع شركات إسرائيلية، فضلاً عن رفع مساعداتها الإنسانية للفلسطينيين إلى 150 مليون يورو.
ويرى مراقبون أن موقف سانشيز يتجاوز البعد الأيديولوجي، إذ يجد صداه في الرأي العام الإسباني حيث يعتبر 82% من المواطنين أن ما تفعله إسرائيل في غزة “إبادة جماعية”، كما أنه يعكس إرثاً تاريخياً من التعاطف الإسباني مع القضية الفلسطينية منذ سبعينيات القرن الماضي.
لكن رغم هذه الخطوات، تواجه حكومة سانشيز ضغوطاً داخلية من اليمين الإسباني المعارض ومن واشنطن، التي اعتبرت سياساته “تشجيعاً للإرهاب”، في ظل استمرار التعاون الاستخباراتي والعسكري بين مدريد وتل أبيب.
وبينما يعترف سانشيز بمحدودية قدرة بلاده على تغيير مسار الحرب منفردة، فإنه يؤكد أن “هناك قضايا تستحق النضال، حتى لو لم يكن الفوز بها ممكناً وحدنا”.