غزة الوكالات

ارتقى الشهيد عبد الله خليل حامد عابدين “أبو فراس”، أحد أبرز قادة النخبة في المقاومة الفلسطينية، يوم 21 أغسطس 2025، بعدما دهسته دبابة إسرائيلية خلال مواجهات جنوب خانيونس، في مشهد صوّر بطولة رجل قضى حياته بين ساحات القضاء وساحات الجهاد، ليختم مسيرته واقفًا في وجه الحديد.

وعرف أبو فراس بشجاعته التي لا تعرف التراجع، فقد أصيب خلال الاجتياح الأول لخانيونس إصابة بالغة أفقدته إحدى عينيه وأصابت قدمه إصابة كادت أن تقعده، لكنه رفض الاستسلام وعاد إلى الميدان بعين واحدة، مؤكّدًا أن “الجهاد لا يتوقف بجراح”.

قبل أن يصبح رمزًا للمقاومة، كان عبد الله عابدين محاميًا بارعًا، لكنه ترك مكتبه وراءه ليكرّس حياته لقضية فلسطين، وارتدى بزّة المقاومة ليصبح قائدًا ومعلّمًا لأجيال من المقاتلين الذين تعلموا على يديه فنون القتال وروح الثبات.

قاد الصفوف دائمًا من الأمام، يزرع الطمأنينة بابتسامته، ويغرس في جنوده يقينًا أن الشهادة أسمى ما يتمناه الرجال. وفي معركة جنوب خانيونس الأخيرة، تقدّم كما اعتاد حتى الرمق الأخير، فدهسته دبابة الاحتلال، ليصبح موته شهادة على أن الأبطال لا يُقهرون، ويُقتل بعضهم واقفين.

ورحل عبد الله عابدين، لكن إرثه وبطولاته ستظل خالدة في ذاكرة رفاقه وأجيال المقاومة، مؤكّدًا أن العدالة الحقيقية تُصنع بالدماء والتضحيات لا بالأوراق فقط.

الشهيد القسامي عبد الله خليل عابدين يقاتل الدبابة لآخر نفس، مقبلاً غيرَ مدبر. ويلٌ لمن عليه ثأرُ دماءٍ لهؤلاء النبلاء!! pic.twitter.com/KzBnZCECw6

— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) August 21, 2025

شاركها.