اخبار عمان كريم الدسوقي
في صباحٍ يفترض أن يعج بالأزياء التنكرية والضحكات بمناسبة “الهالوين”، استيقظت مدينة ويتشيتا بولاية كانساس الأمريكية على فاجعة غريبة بدت وكأنها مشهد من فيلم رعب. فالمذيعة التلفزيونية السابقة أنجلين موك (47 عاما) تحولت فجأة من وجه مألوف على شاشات الأخبار إلى المتهمة الرئيسية في جريمة مروعة، بعد أن أقدمت على طعن والدتها المسنة حتى الموت داخل منزلها.
بدأت القصة في الساعات الأولى من صباح الجمعة 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين خرجت موك من منزلها مذعورة، والدماء تغطي ملابسها ووجهها. اقتربت من أحد الجيران وهي ترتجف، تطلب المساعدة والاتصال بالشرطة.
تقول الشاهدة أليسا كاسترو إنها لم تصدق عينيها حين رأت تلك المرأة التي تعرفها من نشرات الأخبار السابقة، وهي تصرخ في الشارع طالبة هاتفا للاتصال بـ911.
لكن بعد لحظات، عادت أنجلين مسرعة إلى منزلها، لتصل الشرطة بعدها بدقائق. ووفقا لتقرير شرطة مقاطعة سيدجويك (SCPD)، كان أول اتصال للطوارئ من موك نفسها، حيث اعترفت بأنها طعنت والدتها “دفاعا عن النفس”، في تصريح أثار موجة واسعة من الجدل والاستغراب. وعند وصول فرق الإنقاذ، عُثر على الضحية أنيتا أفيرز (80 عاما)، وهي معالجة أسرية متقاعدة، فاقدة الوعي في سريرها وقد أصيبت بعدة طعنات، لتفارق الحياة لاحقا في المستشفى.
الشرطة وجهت للابنة تهمة القتل من الدرجة الأولى، بينما ما تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات ما حدث داخل المنزل تلك الليلة. فالرواية التي قدمتها المتهمة حول “التهديد” الذي دفعها للقتل بدت غير منطقية للكثيرين، خاصة أن والدتها كانت في حالة عجز جسدي واضح.
أنجلين موك، التي كانت قبل أعوام وجهاً مألوفا في قناة Fox 2 بمدينة سانت لويس، اشتهرت بأسلوبها الرصين أمام الكاميرا، إلا أن مسيرتها الإعلامية توقفت عام 2015 حين غادرت المجال للعمل في وظائف مبيعات عادية، في خطوة بدت غريبة آنذاك.
وبعد الجريمة، ربط عدد من المعلقين بين ذلك التحول المفاجئ واحتمال معاناتها من اضطرابات نفسية أو ضغوط حياتية حادة.
القضية سرعان ما تحولت إلى مادة للنقاش في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثيرون عن صدمتهم من ادعاء “الدفاع عن النفس” ضد امرأة في الثمانين من عمرها، معتبرين أن الحادثة تكشف عن انهيار مأساوي لشخصية إعلامية كانت تبدو ناجحة ومتماسكة.
ومع انتظار نتائج الفحوص النفسية والتقارير الجنائية، يبقى السؤال الذي يطارد المجتمع الأمريكي: كيف يمكن أن يتحول صباح “الهالوين” من احتفال بالحياة إلى لحظة مواجهة مع أبشع صور الموت؟
