اخبار عمان الإسراء الرمحية
صدر عن مؤسسة شرفات الدولية (لبان للنشر)، كتاب “مشّاء في أروقة الثقافة”، لمؤلفه الدكتور الشاعر عبد الله بن أحمد الحارثي، والذي يطرح فيه سيرة ذاتية مُفصَّلة، يستعرض من خلالها أبرز المحطات في حياته، ويكشف جانبًا إنسانيًا بديعًا في شخصيته الأدبية الشاعرة.
ويسلط كتاب “مشّاء في أروقة الثقافة.. سيرة إنسانية وزمانية ومكانية” الضوء على جوانب متعددة من مسيرة الحارثي كتبها بنفسه “لعلها تكون مفيدة للمجتمع أو للمحيط الصغير من الأسرة والعائلة التي تسأل دائماً عن تفاصيل حياته”، كما يقول في مقدمة الكتاب.
ويقع الكتاب في 277 صفحة من القطع الكبير في حُلة قشيبة، وهو مُقسَّمٌ إلى 5 أبواب وخاتمة، صاغها الحارثي بلغة رصينة وأسلوب سلس يجعل القارئ يعيش تفاصيل الرحلة بين العلم والعمل والإبداع.
ويفتتح الكاتب الباب الأول بعنوان «حياة في أروقة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي»، فيسرد مسيرته التعليمية منذ طفولته في مدرسة القرآن الكريم عام 1963م، مرورًا بدراسته في مسجد الحساب، ثم انتقاله إلى المدارس العصرية خارج السلطنة، فإلى دولة قطر حيث التحق بدار الكتابة القطرية، قبل أن يستأنف دراسته بعد انقطاع دام ستة عشر عامًا. وتبرز في هذا الجزء من الكتاب روح الإصرار والعزيمة وحب التعلم لدى المؤلف رغم التحديات.
أما الباب الثاني «حياة في أروقة العمل والوظائف المحتاجة للتدريب والثقافة»، فيتناول فيه الكاتب مسيرته الوظيفية التي بدأها عام 1975م في ديوان تشريفات جلالة السلطان، متنقلاً بين المراسم والمناصب الإدارية المختلفة، حتى بلغ موقع المستشار الإداري بالديوان، ليتقاعد بعد عطاء استمر أربعة وأربعين عامًا. وتكشف هذه الصفحات تقديره لقيمة العمل والانضباط، وربطه بين الوظيفة والثقافة باعتبارهما طريقين متوازيين لبناء الذات وخدمة الوطن.
وفي الباب الثالث «حياة في أروقة الشعر وحكاياته والكتابات الأدبية»، يظهر الجانب الإبداعي في شخصية الحارثي، إذ بدأت علاقته بالشعر في سن مبكرة، وشارك في العديد من الملتقيات والمسابقات الأدبية، كما يضم الكتاب مختارات وطنية من شعره، إلى جانب تجربته في تأسيس «دار الخليل بن أحمد الفراهيدي» عام 2005م لصقل المواهب الشعرية والأدبية. ويبرز من خلال هذا الباب شغفه بالكلمة وإيمانه بأن الشعر رسالة سامية تخدم الإنسان والوطن.
ويأتي الباب الرابع بعنوان «حياة في أروقة الترحال وفوائد السفر في هذا العالم الواسع»، ليصحبنا المؤلف في رحلاته داخل السلطنة وخارجها، متأملًا فوائد السفر وأثره في توسيع الأفق وصقل الشخصية.
ويقول في إحدى عباراته اللافتة: “للسفر نشوة العزم، وفرحة الحركة، ولذة الاستكشاف، ومتعة المشاركة، وأثر الفائدة، وسعادة الأوبة، وجمال الصورة، وحلاوة الاستذكار”.
أما الباب الخامس والأخير «حياة في أروقة الهوايات والاهتمامات والأندية والجمعيات الثقافية»، فيكشف عن تعدد مواهبه واهتماماته، من القراءة والكتابة والتصوير إلى جمع اللوحات الفنية والتحف والمخطوطات والعملات. كما يتناول نشاطه في الأندية والجمعيات الثقافية، مثل نادي المضيرب ومجلة الغدير، ما يعكس اتساع اهتماماته وعمق ارتباطه بالمجتمع الثقافي.
ويختتم الدكتور عبدالله الحارثي كتابه بمحطات من التقدير والتكريم، موثقًا رحلته الطويلة في ميادين التعليم والعمل والأدب بالصور والمستندات، ومعززًا رسالته بأن الحديث عن الذات لا يعني التفاخر؛ بل هو نوع من الاعتراف الجميل بالنعمة والتجربة، وهو ما تجلّى في هذا الكتاب الذي ينتمي إلى “أدب السيرة الذاتية”، والمُقرَّب إلى ذات المؤلف، كما يُصرح في الغلاف الخلفي من هذا الإصدار.
 
									 
					