اخبار عمان كريم الدسوقي
ما كان أحد ليتخيل أن ممرضًا مسؤولًا عن رعاية المرضى قد يحول ليله إلى دوامة من الجرعات القاتلة، فقط لأنه أراد أن “يستريح”!
هذا ما جرى في مدينة فورزلن غرب ألمانيا، حيث اكتشفت السلطات واحدة من أبشع الجرائم في القطاع الطبي حين تبين أن ممرضا في الأربعينيات من عمره كان يقوم بحقن مرضاه ليخدرهم، ليس بدافع الرحمة، بل لتسهيل مناوباته الليلية.
بدأت الشكوك حين لاحظ الطاقم الطبي في المستشفى ارتفاعا غير طبيعي في عدد حالات الوفاة لمرضى حالتهم كانت مستقرة، لتكشف التحقيقات أن الممرض، الذي بدأ عمله عام 2020، كان يستخدم مواد مثل المورفين وميدازولام، وهو مخدر يُستعمل أحيانا في الإعدامات بالولايات المتحدة، ليُبقي المرضى في “هدوء تام”.
حين واجهه المحققون بالأدلة أمام المحكمة، حاول الدفاع عن نفسه بعبارة غريبة: “كنت أريد فقط أن يناموا… فالنوم أفضل دواء”!
لكن هذا الدواء كان مميتًا، فقد ثبت أنه تسبب في وفاة 10 مرضى وكاد أن يقتل 27 آخرين بين ديسمبر 2023 ومايو 2024.
الادعاء العام وصفه بأنه شخص لا يرى في مرضاه سوى مصدر إزعاج، لتقضي محكمة آخن بسجنه مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، بينما تواصل السلطات التحقيق في قضايا أخرى قد ترفع عدد ضحاياه.
القضية أحدثت صدمة في ألمانيا وأعادت للأذهان جرائم ممرضين مشابهين ارتكبوها في العقدين الأخيرين، كان أبرزهم “نيلس هيغل” الذي أودى بحياة العشرات، ولذا علق أحد القضاة على ما ممرض مدينة فورزلن بأنه “لم يكن ممرضا، بل موظف ليل يبحث عن الهدوء بأي ثمن”.
تحوّلت القصة إلى تحذير قاسٍ داخل المستشفيات الألمانية من مخاطر الإهمال، ومن غياب الرقابة في المناوبات الليلية، أما الممرض، فقد اختار الهدوء لنفسه هذه المرة.. ولكن خلف القضبان.
