اخبار عمان أحمد السلماني

يترقب الوسط الرياضي العُماني، يوم الإثنين، المواجهة المرتقبة التي ستجمع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بنظيره الهندي، في صراع تحديد المركزين الثالث والرابع لبطولة اتحاد وسط آسيا “CAFA 2025″، والتي تقام على ملعب هيسور المركزي بمدينة هيسور الطاجيكية، الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت مسقط (5:30 مساءً بتوقيت الهند). وهذه المباراة تمثل المحطة الختامية للأحمر في البطولة التي شكّلت اختبارًا حقيقيًا وجادًا قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم.

وقدم منتخبنا بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش عروضًا مقنعة على مدار مشواره في البطولة، إذ استهل مشواره بتعادل ثمين أمام المستضيف أوزبكستان 11، قبل أن يحقق انتصارًا مثيرًا على قيرغيزستان 21 بفضل ثنائية عصام الصبحي في الوقت القاتل، ثم واصل تألقه بفوز صعب على تركمانستان بالنتيجة ذاتها، ليجمع 7 نقاط متساويًا مع أوزبكستان، غير أن فارق الأهداف منحه الوصافة وحرم الأحمر من بلوغ النهائي.

وأكد كيروش في المؤتمر الصحفي أن البطولة لم تكن غاية في حد ذاتها بقدر ما هي “محطة إعداد مثالية”، موضحًا: “المباريات هنا مهمة لتجهيز الفريق للاستحقاقات المقبلة، خصوصًا ملحق المونديال أمام قطر والإماراتـ، ونحن نبحث عن الانضباط والانسجام أكثر من أي شيء آخر، وهذا ما وجدته من اللاعبين.”

وأضاف المدرب البرتغالي أن الأداء أمام أوزبكستان وقيرغيزستان وتركمانستان عكس تطورًا لافتًا في التنظيم الدفاعي والسرعة في الارتداد الهجومي، مشيرًا إلى أن: “اللاعبين أظهروا التزامًا عاليًا، وقدرة على تنفيذ التعليمات التكتيكية. نحن نبني فريقًا قادرًا على مقارعة الكبار، وهذه البطولة منحتنا مؤشرات إيجابية على الطريق الصحيح.”

وقال علي البوسعيدي مدافع منتخبنا الوطني: “قدمنا مباريات قوية في البطولة وأثبتنا أننا نسير في الطريق الصحيح.. مواجهة الهند لن تكون سهلة، لكننا جاهزون للقتال من أجل الفوز وإنهاء مشاركتنا بصورة مشرفة تعكس طموحات الكرة العُمانية. الأجواء بين اللاعبين إيجابية، والجميع يدرك حجم المسؤولية.”

من جانبه، يخوض المنتخب الهندي المباراة التاريخية له في أول مشاركة ببطولة اتحاد وسط آسيا، بعدما قدّم مستويات لافتة في الدور الأول، حيث فاز على طاجيكستان 21، وخسر أمام إيران بهدف وحيد، وتعادل سلبيًا مع أفغانستان ليظفر ببطاقة التأهل إلى المربع الذهبي.

وقال المدرب الهندي خالد جميل: “جميع اللاعبين بخير، والكل متفائل بعد هذه النتائج.. يجب أن نواصل هذه الإيجابية في المباراة القادمة.. لدينا شعور جيد بأننا قادرون على تحقيق نتيجة إيجابية. لم نأتِ للمشاركة فقط، بل جئنا لهدف محدد.”

وعن مواجهة منتخبنا قال جميل: “عُمان فريق قوي للغاية، يملك مدربًا كبيرًا ولاعبين مميزين، وقد ظهروا بشكل جيد في مجموعتهم. ستكون مباراة صعبة، وعلينا أن نقاتل على كل كرة، لكننا مستعدون لذلك”، مضيفًا أن التاريخ لن يكون عائقًا رغم أن الهند لم تفز على عُمان في عشر مواجهات سابقة (فاز الأحمر في سبع وتعادل الفريقان في ثلاث).

وتكشف الإحصائيات أن الهند سجلت هدفين فقط في البطولة وكلاهما من كرات ثابتة، بينما يسعى لاعبوها لتعزيز قدراتهم التهديفية من اللعب المفتوح. وشدد المدافع بوريس سينغ تانجام على أهمية التحضير البدني: “لقد استعدينا جيدًا خلال الأيام الثلاثة الماضية، والجميع تعافى بشكل كامل بعد مباراة أفغانستان. نعرف قوة عُمان، لكننا سنبذل قصارى جهدنا.”

أما منتخبنا فيدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة رغم خيبة غياب النهائي، بعدما أظهر لاعبوه جاهزية فنية متنامية. أسماء بارزة كالمدافع ثاني الرشيدي وأحمد الخميسي، ولاعب الوسط جميل اليحمدي، والمهاجمين عصام الصبحي وناصر الرواحي أثبتوا حضورًا قويًا، فيما شكّلت تغييرات كيروش ورقة رابحة لإيجاد حلول هجومية متنوعة عبر صلاح اليحيائي ومحسن الغساني وزاهر الأغبري، ويبقى عدم مشاركة المهاجم الفذ المنذر العلوي لغز محّير لدى الوسط الرياضي الذي يطالب وبقوة في وجوده كواحد من أسرع المهاجمين بمنتخبنا.

وتمثل المواجهة أمام الهند فرصة لتعزيز الثقة قبل الاستحقاق الأهم في أكتوبر المقبل، حين يواجه منتخبنا قطر والإمارات في ملحق آسيا المؤهل لكأس العالم. وكما قال كيروش: “النتائج في بطولة وسط آسيا ليست هدفنا الأول، بل إعداد الفريق لما هو أهم. نحن نسير في الطريق الصحيح، ونملك الإمكانات لتحقيق حلم التأهل.”

شاركها.