عواصم الوكالات

أثار التحديث الجديد الذي أطلقته منصة إكس حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن بدأت المنصة بعرض معلومات تفصيلية عن الحسابات، من بينها تاريخ الانضمام والموقع الجغرافي وعدد مرات تغيير اسم الحساب.

وكشف نيكيتا بير، رئيس قسم المنتجات في “إكس”، أن ميزة “حول هذا الحساب” ستُتاح عالميًا خلال ساعات، موضحًا أنها تتيح للمستخدمين معرفة الدولة أو المنطقة التي يُدار منها الحساب، عبر النقر على تاريخ تسجيله في الملف الشخصي. وأكد أن الخطوة تمثل “مرحلة أولى مهمة لضمان سلامة الساحة العالمية”، مشيرًا إلى أن المنصة ستطرح أدوات إضافية للتحقق من صحة المحتوى.

وأدى التحديث إلى موجة تفاعل واسعة، خصوصًا من قبل المستخدمين الذين بدأوا في تتبع مواقع الحسابات المشتبه بانتمائها إلى ما يعرف بـ”الذباب الإلكتروني”. وأفاد متابعون بأن بعض الحسابات سارعت إلى مغادرة المنصة بعد انكشاف مواقع تشغيلها البعيدة عن البلدان التي تدعي تمثيلها.

ويرى نشطاء أن الكثير من هذه الحسابات تُدار لأغراض سياسية، وتهدف إلى إثارة الانقسام بين الشعوب العربية من خلال التلاعب بالقضايا الشعبية، سواء كانت ترفيهية مثل الرياضة والكوميديا، أو اجتماعية كالتوظيف وسداد الفواتير.

وأشار مغردون إلى أن التحديث كشف أيضًا الحسابات المحسوبة على اليمين المتطرف والداعمة لإسرائيل، التي تبين أن بعضها يُدار من خارج الولايات المتحدة وأوروبا، وتحديدًا من الهند. ويؤكد ناشطون أن الحسابات الوهمية ليست جهودًا فردية، بل شبكات منظمة مرتبطة بجهات استخباراتية تستهدف المجتمعات عبر نشر الشكوك والإشاعات وتعميق الاستقطاب.

كما ضرب مدونون أمثلة بحسابات تتدخل في القضايا العامة عبر طرح قصص إنسانية تستدر التعاطف مثل تسديد فواتير أو علاج مرضى، بهدف جذب التفاعل والدفع نحو التبرع، معتبرين ذلك جزءًا من آليات الاستغلال الرقمي.

ويرى محللون أن الخاصية الجديدة لن تقضي تمامًا على “اللجان الإلكترونية”، لكنها ستحد من فعاليتها، إذ بدأ القائمون عليها بالفعل بإنشاء حسابات بديلة بطرق جديدة، نظرًا لأهمية “إكس” واستمرارها كأكثر منصات التواصل تأثيرًا عالميًا.

وفي ظل الجدل، لاحظ بعض المستخدمين أن المعلومات الجغرافية التي ظهرت بدايةً اختفت لاحقًا من ملفات عدد من الحسابات، مما أثار مزيدًا من التساؤلات حول آلية عمل التحديث الجديد.

شاركها.