كشفت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) عن أداة جديدة لمنصتها الذكية “تشات جي بي تي” (ChatGPT) باسم “البحث المتعمق” (Deep Research)، والتي تتيح لها العمل تلقائياً وتصفُّح الإنترنت عبر مجموعة من الخطوات للتعامل مع البيانات على صفحات الويب.
فبدلاً من مجرد الرد على التساؤلات والاستفسارات بشكل نصي، تتيح الأداة الجديدة للمنصة عرْض طريقة تفكيرها وعملها على إنجاز المهمة، وذلك من خلال قائمة جانبية مع إتاحة المصادر التي تم الاعتماد عليها خلال تنفيذ أمر المستخدم.
وذكرت الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي أن المستخدمين بإمكانهم طرح استفساراتهم باستخدام الأوامر النصية، مع القدرة على إرفاق صور وملفات بأنواع مختلفة مثل المستندات النصية بصيغة “وورد” (Word) و”بي دي إف” (PDF)، بالإضافة إلى الصور والجداول البيانية.
وقد تعمل ChatGPT بين 5 إلى 30 دقيقة لإنجاز التقرير المطلوب إعداده، وبمجرد الانتهاء منه سيتم عرضه داخل نافذة المحادثة.
ووعدت الشركة بأن المنصة ستتمكن في المستقبل من إرفاق رسوم بيانية وصور توضيحية بالتقرير عند تقديمه، لكنها حذّرت من أن الأداة الجديدة “غير معصومة من الخطأ”، إذ قد تبدأ ChatGPT في الهلوسة في بعض الأحيان واختلاق الحقائق، وقد تجد صعوبة كذلك في الفصل بين المعلومات الموثوقة والشائعات.
كما أن الأداة الجديدة متاحة حالياً للمشتركين في باقة ChatGPT Pro، والتي يبلغ الاشتراك الشهري فيها 200 دولار، مقابل الحصول على إمكانية استخدام تصل إلى 100 أمر شهرياً.
ومن المقرر أن تصل هذه الميزة إلى مشتركي باقات ChatGPT Plus، وباقات قطاع الأعمال مستقبلاً.
Deep Research
أثبتت أداة Deep Research الجديدة تفوقها في الاختبارات المتقدمة، إذ حققت دقة بلغت 26.6% في تقييم On Humanity’s Last Exam، وهو اختبار شامل يقيّم أداء الذكاء الاصطناعي عبر أكثر من 100 موضوع، بدءاً من اللغويات والهندسة الصاروخية إلى الكلاسيكيات وعلم البيئة.
وتُعد هذه بمثابة قفزة نوعية مقارنة بالإصدارات السابقة، إذ تفوقت أداة Deep Research على نموذج OpenAI o1 الذي حقق 9.1% فقط، وسجلت أكبر التحسينات في الكيمياء، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والرياضيات.
ويجعلها هذا أيضاً أكثر تقدماً مقارنة بمنافسين بارزين مثل نموذج Claude 3.5 Sonnet الذي حقق 4.3%، فيما حقق Gemini Thinking دقة بلغت 6.2%، وحتى نموذج DeepSeek-R1 الصيني حقق دقة 9.4%.
تأتي هذه الأداة بعد أيام قليلة من إطلاق الشركة الناشئة لميزة Operator، والتي تجعل ChatGPT يظهر في صورة “وكيل رقمي” (AI Agent)، إذ أصبح قادراً على تنفيذ أوامر المستخدم خلال جلسة تصفحه للإنترنت دون الحاجة إلى تواجده أمام جهازه الإلكتروني.
وفي ديسمبر الماضي، كشفت شركة جوجل عن مشروعها البحثي Project Mariner، والذي يركز على مساعدة المستخدمين في تنفيذ المهام المختلفة داخل متصفح “جوجل كروم” (Google Chrome).
كما عرضت شركة “أنثروبيك” نسخة أولية من أداتها Computer Use، والتي تؤدي مهمة مشابهة تقريباً.
ومع ذلك، لم يتم إتاحة أي منهما بشكل واسع للمستخدمين حتى الآن، ما يجعل ChatGPT المنصة الوحيدة المنتشرة على نطاق واسع والتي تقدم خدمات “الوكيل الرقمي” بشكل فعلي في الوقت الحالي.
