اخر الاخبار

Saab السويدية تستغل الانسحاب الأميركي في تسويق طائراتها

تعمل شركة “ساب” السويدية (Saab) على إقناع دول الشمال الأوروبي باستخدام طائراتها المخصصة لعمليات المراقبة في الدوريات المشتركة، في إطار سعيها للاستفادة من مساعي أوروبا المتزايدة لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة في أمنها ومعداتها العسكرية.

ونقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن شخصيات صناعية وحكومية، أن Saab، التي تسيطر عليها عائلة والينبرغ، تُسوّق لطائرتها GlobalEye لتكون القطعة الأساسية في جهود المراقبة المشتركة بين الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد.

وتُعدّ Saab واحدة من العديد من شركات الدفاع الأوروبية التي تسعى للاستفادة من زيادة الإنفاق العسكري بعد غزو روسيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى تراجع التزام الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه القارة، ومن المتوقع أيضاً أن تستفيد من الحذر المتزايد بشأن الاعتماد على المنتجات العسكرية الأميركية.

تقلبات السياسة الأميركية

وصرح الرئيس التنفيذي لشركة Saab، ميكائيل يوهانسون، لصحيفة “فاينانشال تايمز” بوجود “اهتمام كبير جداً” بالدول الإسكندنافية الأربع، والتي أصبحت جميعها أعضاء في حلف الناتو منذ انضمام فنلندا والسويد في عامي 2023 و2024.

وخلال حديثه مع الصحيفة، تساءل يوهانسون: “كيف نحمي بحر البلطيق؟ كيف ننظر إلى القطب الشمالي؟ هل ينبغي أن تكون لدينا قدرة مشتركة على المراقبة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في دول الشمال الأوروبي؟” قبل أن يضيف: “إنها خطوة طبيعية في تعاون الناتو”.

وتتمتع شركة Saab، ثامن أكبر شركة دفاع في أوروبا، بتشكيلة واسعة من المنتجات. فإلى جانب طائرات المراقبة، بما في ذلك GlobalEye، التي تُعتبر طائرة Boeing E-7 Wedgetail منافستها الرئيسية، تُصنّع الشركة أيضاً مقاتلات وغواصات وأجهزة استشعار.

وقال ميكائيل جريف، الطيار السابق لطائرات Saab المقاتلة Gripen، والرئيس التنفيذي الحالي لشركة Avioniq، وهي شركة سويدية للذكاء الاصطناعي الدفاعي، إن انعدام الثقة بالولايات المتحدة “فرصة سانحة بالتأكيد” لشركة Saab.

وأشار جريف في حديث لـ”فاينانشيال تايمز” إلى أن المقاولين الأوروبيين، بما في ذلك شركته، سيحاولون استغلال التصور بأن الاستخدام المستقبلي لمعدات الموردين الأميركيين قد يكون رهناً بـ”نزوات” السياسة الأميركية.

وأضاف للصحيفة: “لن تُبرم دولٌ كثيرة عقوداً جديدة مع الولايات المتحدة لأنها تحتاج إلى قاعدة موردين أكثر تنوعاً. من الغباء وضع كل البيض في سلة واحدة”.

GlobalEye 

وتتكون طائرة GlobalEye من طائرة رجال أعمال من طراز Bombardier Global 6000 أو 6500، مُعدّلة لحمل رادار Erieye بطول 10 أمتار، ومزوّد بأجهزة استشعار متعددة. 

و اشترت السويد ثلاث طائرات، ومن المتوقع أن يضمن أي اتفاق تعاون ممارسة السويد لخيارها في طلب طائرة رابعة.

وقال مسؤولون تنفيذيون في شركة Saab إنه في حال الحصول على طائرة رابعة، فسيكون الأسطول قادراً على تغطية معظم منطقة الشمال الأوروبي، بما في ذلك جزر سفالبارد وأيسلندا وجرينلاند في القطب الشمالي.

وتتمتع طائرة GlobalEye بالقدرة على تتبع الأهداف في الجو ضمن دائرة نصف قطرها 650 كيلومتراً، وعلى الأرض ضمن دائرة نصف قطرها 425 كيلومتراً. وهي حساسة بما يكفي لتتبع الطائرات بدون طيار من مسافات تصل إلى 100 كيلومتر إلى 600 كيلومتر، حسب حجمها.

ولدى الدول الاسكندنافية الأربع اتفاقية تعاون في مجال الطائرات المقاتلة. وتساهم السويد بطائرات Saab Gripen في هذا الاتفاق، بينما تساهم الدنمارك وفنلندا والنرويج بطائرات F-35 التي تصنعها شركة Lockheed Martin الأميركية.

وصرح وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، بأنه إذا أبدت دول أخرى اهتمامها بتشغيل طائرة GlobalEye إلى جانب بلاده، فإنها سترحب بذلك.

وقال جونسون: “إن التعاون بين دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق مزدهر بشكل غير مسبوق”.

وأصر كارل يوهان بيرجولم، رئيس قسم المراقبة في شركة Saab، على أن التكنولوجيا المستخدمة في منتجات شركته، متقدمة بنحو عقد من الزمن عن تلك المستخدمة في طائرة Wedgetail.

ومع ذلك، اختار حلف شمال الأطلسي (الناتو) منتج Boeing كطائرة مراقبة. وتعتقد الشركة أن بإمكان الناتو استخدام كل من طائرتي Saab وBoeing.

“دفاع جوي إقليمي”

وتأتي جهود Saab في الوقت الذي تناقش فيه العديد من دول الشمال الأوروبي كيفية التعامل مع تحديات مراقبة مجالها الجوي.

وقالت ماجدالينا أندرسون، زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط)، وهو أكبر حزب في البرلمان السويدي، في يناير، إنه على البلاد التحدث مع دول الشمال الأوروبي الأخرى بشأن طلب طائرة GlobalEye رابعة.

وأضافت أندرسون أن طائرة إضافية ستتيح المراقبة الكاملة للمنطقة، بما في ذلك الغواصات الروسية وأسطولها الاحتياطي من ناقلات النفط في بحر البلطيق.

واعتبرت آنا فيسلاندر، مديرة شمال أوروبا في مركز أبحاث المجلس الأطلسي، في حديث لـ”فاينانشيال تايمز”، أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) فتح المجال أمام إمكانية بناء دفاع جوي إقليمي أقوى بكثير.

وقالت فيسلاندر: “إذا نظرنا إلى جانب الصواريخ، وعنصر المراقبة، بالإضافة إلى 240 طائرة مقاتلة حديثة، فسيكون لدينا ثلاثة أبعاد لإنشاء درع منيع فوق دول الشمال الأوروبي”.

وأضافت أن “الردع بالمنع” – أي جعل الهجوم غير محتمل أو غير قابل للتنفيذ – “أمر بالغ الأهمية مع روسيا”.

فرصة للنمو

ويُعدّ قطاع المراقبة أكبر أعمال شركة Saab، حيث يُمثل أكثر من ثلث مبيعاتها. وارتفعت إيرادات المراقبة بنسبة الخُمس العام الماضي لتصل إلى 2.2 مليار دولار أميركي، بينما ارتفع سجل طلباتها المُتراكمة بنسبة السُدس ليصل إلى 5.3 مليار دولار أميركي.

ولا تستطيع شركة Saab إنتاج سوى عدد قليل من طائرات GlobalEye سنوياً. وهي تعمل حالياً على مناقصات منفصلة لتوريد طائرات مراقبة إلى فرنسا وكوريا الجنوبية وكندا.

ورحب مسؤولون من فنلندا والدنمارك بفكرة تعزيز التعاون بين دول الشمال الأوروبي. لكن الرائد أندرس لاندر من الجيش النرويجي صرّح بأن أوسلو راضية عن التعاون القائم مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مجال المراقبة.

وارتفعت أسهم الشركة السويدية بنسبة 70% خلال الشهر الماضي، حيث راهن المستثمرون على أن زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا ستُغذي خزائنها.

وصرح يوهانسون بأنه إلى جانب جهودها للترويج لطائرة GlobalEye، كان على الشركة الاستثمار في طائرة مقاتلة جديدة من الجيل التالي كخليفة لطائرة Gripen.

ويتعين على Saab أن تقرر ما إذا كانت ستطور أي طائرة جديدة بمفردها، كما فعلت مع Gripen، أو بالشراكة مع شركات أخرى.

مع ذلك، أكد يوهانسون أنه “مقتنع تماماً” بأن السويد لن تتخلى عن كونها إحدى الدول القليلة في الاتحاد الأوروبي القادرة على بناء طائرات مقاتلة بشكل مستقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *