آراء متباينة بشأن العملية العسكرية التركية المرتقبة شمالي سوريا
اخبار تركيا
تباينت آراء الخبراء والمحللين بشأن عودة أنقرة للتهديد بشن عملية عسكرية لتنفيذ مطالبها بحل ميليشيات وحدات حماية الشعب (YPG)، الذراع السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي (PKK).
تصنف تركيا هذه الوحدات، على أنها “إرهابية” وتطالب بمغادرة مقاتليها الأجانب سوريا، أو ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، وتسليم قادتها أنفسهم. تعتبر YPG في سوريا الجناح العسكري الرئيسي لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
وتحدث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان صراحة، عن الاستعداد التركي لعمل عسكري ضد هذه الميليشيات (التي تنشط تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية)، وأكد أنه نقل مطالب أنقرة إلى الإدارة السورية الجديدة لتتعامل مع القضية.
ونقل موقع الحرة الإخباري، عن جورج صبرا، وهو رئيس المجلس الوطني السوري سابقا، قوله إن “المشكلة التركية الكردية داخل الفضاء التركي، لكن استخدام قوات (قسد) عناصر من حزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب، عقد الموضوع وأدخل سوريا طرفا في هذا النزاع”.
وأعرب صبرا عن “أمله” في حل هذه المشكلة، خاصة بعد أن نصحت واشنطن “قسد” بتسليم السلاح للسلطة السورية الجديدة، والإندماج في الاطار الوطني السوري، على حد قوله.
ولم يستبعد رئيس المجلس الوطني السوري سابقا، أن تنفذ تركيا عمليات عسكرية في سوريا، ودعا في ذات الوقت، “قسد” إلى تغيير سياستها ونهجها، من خلال قطع أي علاقات مع أي جهة تمارس “الإرهاب” ضد تركيا.
تدرك أنقرة أن حل قوات “قسد” الحليفة لواشنطن، ليس ببساطة المطلب، فهناك تعقيدات كثيرة تتعلق بهذه القوات، أبرزها أنها تتولى حراسة معتقلات عناصر تنظيم “داعش”. ولحل هذه المعضلة، عرضت تركيا تولي حماية هذه السجون خلفا لتلك الميليشيات، وهو مطلب مرهون بقبول الولايات المتحدة.
كشف أندرو تابلر، المدير السابق لقسم سوريا في مجلس الأمن القومي الأميركي، “قلق” الولايات المتحدة بشأن تطورات الأوضاع في سوريا. وهذه “القلق”، بحسب تابلر، يعود لأسباب عدة، أولها: أن الولايات المتحدة شريكة لقوات “قسد” في شرق سوريا لمحاربة تنظيم “داعش”.
وثانيا وفقا للمسؤول الأميركي السابق: تبعات “السقوط الكارثي” لنظام االأسد، والعلاقة المتوترة بين قوات “قسد” وتركيا. أما ثالثا: انتقال السلطة إلى إدارة ترامب الجديدة. وقال تابلر إن ” التحالف بين أميركا وقوات قسد، جاء لمواجهة نمو داعش بعد أن فقد نظام الأسد سابقا، السيطرة على الأرض”.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن نهاية مسلحي (YPG) في سوريا تقترب، وإنه لا مجال “للإرهاب” في مستقبل البلاد.
قال جاهز طوز، المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية إن “الخلاف ليس بين تركيا والأكراد، بل هناك مشكلة بين تركيا والمنظمات الإرهابية، مثل وحدات حماية الشعب و قسد، وأطراف أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب العالمية”.
وقال خلال مقابلة مع قناة “الحرة” إن “تركيا تعتبر وجود هذه الأطراف في سوريا، تهديد لأمنها القومي، وأن قسد أو وحدات حماية الشعب وغيرها من الجهات، جزء من حزب العمال الكردستاني، المصنف على لائحة الإرهاب”.
قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن واشنطن تبذل جهودا مع أنقرة للحؤول دون أن تشنّ عملية عسكرية ضد (YPG) في سوريا.