اخبار تركيا

أردوغان يحذر من “الإمبريالية الثقافية” والمخاطر التي تهدد الأسرة

اخبار تركيا

شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، برفقة عقيلته السيدة أمينة أردوغان، في فعاليات المنتدى الدولي للأسرة المنعقد في إسطنبول، حيث ألقى كلمةً حذّر فيها من المخاطر التي تهدد كيان الأسرة في العصر الحديث، مُحمّلاً “الإمبريالية الثقافية” و”العولمة” مسؤولية تفكيك القيم المجتمعية.

وأكد أردوغان أن “أي مجتمع تنهار فيه الأسرة وتتآكل قيمه، فهو محكوم عليه بالانهيار والاندثار”، مشددًا على أن “حماية الأسرة هي حماية للمجتمع كله، وأن نموها يعني بناء المستقبل”. وأضاف: “يشهد العالم تحولات جذرية بفعل التكنولوجيا والعولمة، مما أدى إلى تآكل المؤسسات التقليدية، وعلى رأسها الأسرة، لتحل محلها عقلية أنانية تفتقد للتكافل الإنساني”.

هجوم على “النمط الاستهلاكي” و”تحييد النوع الاجتماعي”

وجّه الرئيس التركي انتقاداتٍ حادةً لما وصفه بـ”الإمبريالية الثقافية”، قائلاً: “تمتلك هذه القوى أدوات وموارد لتدمير الأسرة، لأنها ترى في التضامن الأسري تهديدًا لمصالح السوق العالمية”. وأوضح أن “هناك حملة ممنهجة لترويج ثقافة استهلاكية تفصل الإنسان عن جذوره، وتصوّر له أن الحرية تكمن في الانعزال عن أسرته ووطنه”، معتبرًا أن “ما يُسمى بالحريات في العصر الحديث هو في الحقيقة نظام جديد من العبودية، وأبرز مثال عليه هو فكرة تحييد النوع الاجتماعي”.

كما أشار إلى انتشار نمط حياةٍ بين الشباب “يعطي الأولوية للراحة الفردية على حساب القيم الجماعية”، محذرًا من أن “الفرد المنفصل عن أسرته يصبح مجرد أداة في آلة الاستهلاك العالمية”.

مكافحة “المثلية” جزء من “إنقاذ البشرية”

وفي سياق متصل، شدد أردوغان على أن “محاربة الانحراف والمثلية هو نضال من أجل كرامة الإنسان ومستقبله”، منتقدًا ما وصفه بـ”حملات التشويه” التي يتعرض لها الفنانون والسياسيون والعلماء الذين ينتقدون “آفة المثلية”. وقال: “هذه الهجمات تُظهر حجم التهديد الذي نواجهه في معركة الحفاظ على قيمنا”.

يأتي كلام أردوغان في وقت تشهد فيه تركيا جدلاً واسعًا حول الهوية الثقافية بين تيارات محافظة وأخرى تتبنى قيمًا ليبرالية، وسط سياسات حكومية تهدف إلى تعزيز “النموذج الأسري التقليدي” كحصنٍ ضد ما تراه “غزوًا ثقافيًا غربيًا”.

ختامًا، دعا الرئيس التركي إلى “تضافر الجهود الدولية لحماية الأسرة”، معتبرًا أن “المستقبل لن يُبنى إلا بمجتمعات متماسكة تقوم على التكافل، لا على الأنانية الفردية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *