اخبار تركيا

رفضت ألمانيا فكرة استضافة مؤتمر المناخ COP31 بشكل اضطراري، وسط استمرار الخلاف بين تركيا وأستراليا حول استضافة القمة المقررة عام 2026. وتسعى برلين، بمساعدة دبلوماسيين أوروبيين، لإقناع الطرفين بالتوصل إلى اتفاق لتفادي تحميلها مهمة تنظيم المؤتمر في مهلة قصيرة وصعبة التنفيذ.

وتسابق ألمانيا الزمن لحل خلاف دبلوماسي بين أستراليا وتركيا خشية أن تصبح المضيف الافتراضي لمحادثات الأمم المتحدة حول المناخ العام المقبل COP 31.

وقالت “بوليتيكو” إن الخلافات بين تركيا وأستراليا ما زالت مستمرة، إذ يتمسك كل منهما برغبته في استضافة المؤتمر السنوي في عام 2026.

وتجري جهود دبلوماسية مكثفة على هامش نسخة هذا العام COP 30، وهي قمة تمتد لأسبوعين بدأت الاثنين في البرازيل. وفي حال عدم التوصل إلى حل، فستكون ألمانيا، بصفتها الدولة المضيفة لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ، مُلزمة بالتدخل وفقاً لقواعد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ.

وقال يوخن فلازبارث، وزير الدولة في وزارة البيئة الاتحادية: “سنكون مضطرين لذلك، لكننا لا نرغب في ذلك”. وأضاف أن تجهيز موقع للاستضافة خلال 12 شهراً فقط سيُرهق الإجراءات الحكومية الصارمة في ألمانيا.

وتابع: “هذه ليست مهام سهلة. ألمانيا تحتاج إلى وقت أطول لعقد مؤتمر. ولهذا فإن جميع الرسائل التي نبعثها هي، بحق السماء، عليكم إقناع أستراليا وتركيا بالاتفاق، حتى لا نضطر إلى اللجوء لهذا الحل التقني”.

تدخل بريطاني

وبحسب شخص مطلع بشكل مباشر على المحادثات وآخر أُحيط علماً بطبيعتها، فقد لجأ ممثلون ألمان في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين بريطانيين لطلب مساعدتهم في حل الخلاف بين أنقرة وكانبيرا.

وطلب المصدران من “بوليتيكو” عدم الكشف عن هويتهما للإفصاح عن تفاصيل محادثات سرية. وذكرت الجهات المعنية في ألمانيا وبريطانيا أنه لم يُجر أي تواصل من هذا النوع.

ووفقاً لأحد المصدرين، فقد أبلغت ألمانيا أيضاً أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ بأنها لا ترغب في استضافة المؤتمر. وقالت “بوليتيكو” إن الأمانة رفضت التعليق.

ويقع مقر أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ في مدينة بون، العاصمة السابقة لألمانيا الغربية، والتي استضافت المحادثات في عامي 1999 و2017. وفي حال انتقل المؤتمر إليها تلقائياً، فستصبح ألمانيا هي الدولة المضيفة، مع الإبقاء من الناحية التقنية على رئاسة وإدارة المؤتمر لدى المضيف الحالي، البرازيل.

وقال فلازبارث إن ألمانيا يمكن أن تستضيف محادثات المناخ إذا توافرت مهلة أطول للإعداد. وأضاف: “لن يكون لدينا أي قلق مطلقاً بشأن استضافة مؤتمر، لكن يجب أن يكون ذلك جزءاً من عملية منظمة، وليس حلاً اضطرارياً”.

وتُعقد المحادثات بالتناوب بين خمس مجموعات من الدول. وتنتمي تركيا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا إلى المجموعة نفسها، التي يتعين عليها اتخاذ قرار بالتوافق.

وتحظى مساعي أستراليا لاستضافة القمة، بالتعاون مع دول جزر المحيط الهادئ، بدعم علني من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بحسب “بوليتيكو”.

إصرار تركي

ووجدت بريطانيا نفسها متورطة في الخلاف، لأن الدبلوماسيين الأتراك يصرون على أن لندن تعهدت بدعم طلب تركيا لاستضافة قمة 2026 COP31، مقابل تخلي أنقرة عن مسعاها لاستضافة نسخة عام 2021، وفقاً لما كشفته “بوليتيكو” سابقاً.

وعُقدت القمة في جلاسكو بعد أن تخلت تركيا عن طلبها مقابل الحصول على مجموعة من الامتيازات الدبلوماسية.

وتقول أنقرة إن بريطانيا “نكثت وعدها” بدعم الأستراليين، بينما يصر الدبلوماسيون البريطانيون على أن لندن لم تتعهد سوى بالنظر في الطلب.

وخلال هذا الأسبوع، استفسر مسؤولون ألمان عما إذا كانت بريطانيا قادرة على تقديم “عرض سلام” لتركيا يمكن أن يقنعها بتمكين أستراليا من استضافة COP31 في مدينة أديليد بجنوب أستراليا.

وقال شخصان مطلعان على المناقشات إن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أرسل خطاباً إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عرض فيه السماح لتركيا باستضافة الجزء المخصص لخطابات قادة العالم، لكن أردوغان لم يرد على هذا العرض.

شاركها.