اخبار تركيا
استضافت مدينة إسطنبول أعمال الهيئة العمومية العاشرة لاتحاد المنظمات الطوعية في العالم الإسلامي (IDSB/UNIW)، بمشاركة رسمية رفيعة من بينها والي إسطنبول ونائب وزير التجارة التركي، إلى جانب ممثلين عن مئات المنظمات الأهلية من دول العالم الإسلامي، في اجتماع ركّز على توسيع برامج التعاون والتنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز أثرها في التنمية الاجتماعية داخل البلدان الإسلامية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد ممثلو الحكومة التركية على أهمية التكامل بين الجهد الرسمي والعمل المدني التطوعي لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرين إلى أنّ تركيا تنظر إلى منظمات المجتمع المدني بوصفها شريكًا مباشرًا في أولويات التنمية الإنسانية والخدمات المجتمعية.
ويُعد اتحاد المنظمات الطوعية في العالم الإسلامي مؤسسة دولية تأسست في 1 مايو/أيار 2005 في إسطنبول، بهدف تعزيز التعاون بين المنظمات الأهلية وتبادل الخبرات ورفع القدرات المؤسسية ودعم العمل التطوعي الإغاثي والإنساني في أكثر من 60 دولة ضمن عضويته.
ويركز الاتحاد ضمن أهدافه الاستراتيجية على تنفيذ برامج متعددة تشمل التعليم، الإغاثة، الصحة، دعم الفئات الضعيفة، تمكين الشباب والنساء، وتنفيذ مشاريع متصلة بأهداف التنمية المستدامة، إضافةً إلى برامج تدريب مهنية عبر الأكاديمية الدولية للمجتمع المدني المخصصة لرفع كفاءة المنظمات الأهلية.
العائلة كهدف محوري في استراتيجية الاتحاد
يُولي الاتحاد أهمية خاصة لـ العائلة بوصفها الخلية الأساسية للمجتمع الإسلامي ومرتكز الاستقرار الاجتماعي، إذ خصّص لهذا الهدف برنامجًا مؤسسيًا باسم “معهد الأسرة الدولي” يعمل على تنظيم ورش عمل، اجتماعات استشارية، وبرامج تدريب تضم خبراء وممثلين من منظمات أهلية وأكاديميين من عشرات الدول، لمناقشة التحديات التي تواجه الأسرة في العالم الإسلامي وكيفية صيانة هويتها.
ويركز المعهد على تعميق الفهم الاجتماعي والثقافي لأسس الأسرة، تحليل أثر الاتفاقيات الدولية، دعم المرأة ضمن منظومة الأسرة، تمكين الشباب في أطر أسرية سليمة، ورفع وعي المجتمعات تجاه مخاطر تفكك الأسرة القيمية والاجتماعية. ويعمل البرنامج على تحويل الأسرة إلى عنصر فاعل في التنمية، وليس فقط مستفيدًا منها، بما يجعل ملف الأسرة أحد أبرز محركات عمل الاتحاد خلال السنوات المقبلة.
فعاليات مصاحبة وبناء شبكات تعاون
وشهدت فعاليات إسطنبول تنظيم المعرض الدولي للمنظمات الأهلية الذي قدمت فيه عشرات المؤسسات الإنسانية مشاريعها ومبادراتها لتعزيز التعاون عبر الحدود، وخلق شراكات بين المنظمات والقطاع الحكومي والخاص والمؤسسات الدولية. وقد مكّن المعرض المنظمات من عرض مبادراتها وتبادل الخبرات والوصول إلى فرص جديدة للتمويل والتنمية المجتمعية.
شراكات للمستقبل
وفي ختام أعمال الهيئة، أكّد المشاركون أن الاتحاد يسعى خلال المرحلة المقبلة إلى تعزيز التنسيق بين الأعضاء، توسيع البرامج العابرة للحدود، ودعم مبادرات الاستجابة للأزمات الإنسانية وتمكين المجتمعات الهشة، فضلًا عن تعزيز المشاريع الموجهة لحماية الأسرة، ودعم المرأة، ورفع منسوب التكافل بين شعوب العالم الإسلامي.
وبذلك يواصل الاتحاد دوره كمنصة دولية عابرة للحكومات تجمع قادة العمل التطوعي وتدعم المبادرات الإنسانية والتنموية في المنطقة والعالم.
