اخبار تركيا
شبّه رئيس مركز أبحاث الأزمات الدولية، البروفيسور التركي إسماعيل شاهين، إسرائيل بـ”فرانكشتاين”، مستندا إلى رواية “فرانكشتاين أو بروميثيوس الحديث”، التي كتبتها الكاتبة البريطانية ماري شيلي عام 1818، التي تُعد من أبرز كلاسيكيات أدب الخيال العلمي.
ووفقا لموقع الجزيرة مباشر، تحكي الرواية قصة العالم السويسري فيكتور فرانكشتاين، الذي انشغل بهوس اكتشاف سر الحياة، وقام عبر تجاربه بتركيب أجزاء من جثث مختلفة ليصنع كائنا يشبه الإنسان، لكنه بدا قبيحا ومخيفا.
هذا الكائن، الذي وُلد مرفوضا من محيطه، بحسب المقال، تحوّل إلى رمز للغضب والانتقام، وبدأ بقتل من يحبهم فيكتور واحدا تلو الآخر.
وبحسب شاهين، فإن قصة هذا الكائن تشبه إلى حد كبير قصة إسرائيل، موضحا أن أوجه الشبه يمكن تلخيصها في نقاط عدة، ذكرها في مقاله على منصة “أتشِك غوروش” الفكرية والتحليلية من إصدار صحيفة “ستار” التركية.
كيان مصطنع ومفكك
يرى شاهين أن إسرائيل، مثل كائن فرانكشتاين، “كيان مصطنع” لم يتشكل طبيعيا في سياق تاريخي أو جغرافي أو اجتماعي متكامل، بل بُني عبر تخطيط سياسي دولي وسياسات هجرة قسرية.
وأشار إلى أن أغلب سكانها المؤسسين لم يكونوا من أهل المنطقة الأصليين، بل مهاجرين يهود قدموا من أوروبا وروسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
الميل إلى العدوانية
ويضيف المقال أن الطابع المصطنع لإسرائيل جعلها تعيش هاجس الشرعية والأمن منذ تأسيسها، ما دفعها إلى الاعتماد على القوة بشكل مفرط، معتقدا أن إسرائيل، مثل كائن الرواية، تشعر بالرفض والعزلة منذ لحظة نشأتها، لذلك لجأت إلى العنف لإثبات وجودها وإلى التحالف مع القوى الكبرى لتأمين شرعيتها.
الخروج عن السيطرة
شبّه رئيس مركز أبحاث الأزمات الدولية، خروج الكائن عن سيطرة خالقه بخروج إسرائيل عن الهدف الأساس من تأسيسها، وهو “تأمين وطن آمن لليهود”، لتتحول إلى قوة احتلال في المنطقة.
وأوضح أن سياساتها العدوانية لم تضر الفلسطينيين والعرب فقط، بل انعكست سلبا أيضا على داعميها في الغرب، كما ظهر بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من خلال تصاعد الانتقادات العالمية.
الشعور بالتهديد
وأشار شاهين في مقاله، إلى أن الاعتماد المفرط على القوة يخلق “مفارقة أمنية” تؤدي إلى تعميق العداء ضد إسرائيل وإضعاف أمنها على المدى الطويل.
وأضاف أن هذا النهج يغذي عزلتها الدولية ويهدد مشروعيتها، محذرا من أن استمرارها في هذه السياسة قد يقودها، مثل كائن فرانكشتاين، إلى “الفناء الذاتي”.
واستشهد شاهين برد فعل إسرائيل على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة، إذ هدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فرنسا علنا، معتبرا أن ذلك يعكس تصاعد توترها حتى مع حلفائها التقليديين.
وختم شاهين مقاله بالتأكيد أن إسرائيل، عبر سياساتها العسكرية في فلسطين والمنطقة، أصبحت رمزا للغضب والاحتجاج عالميا، محذرا من أن إصرارها على تأمين وجودها من خلال العدوان والاحتلال قد يجعلها “تكرر مصير كائن فرانكشتاين” الذي قضى على نفسه في نهاية المطاف.