إعلامي تركي: بريطانيا ستتولى قيادة تنظيم “غولن” الإرهابي بعد وفاة زعيمه
اخبار تركيا
ذكر الكاتب والإعلامي التركي بولنت أوراك أوغلو، أنه بعد وفاة فتح الله غولن، زعيم تنظيم غولن الإرهابي، ستتولىبريطانيا قيادة التنظيم وستسعى لاستغلاله وتوظيفه ضد الإسلام وتركيا.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة يني شفق، تحت عنوان “الإرهابي غولن.. شخصية نرجسية معجبة بإسرائيل الصهيونية”.
وقال أوراك أوغلو: إنه في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط إلى أقصى مستوياته، باتت التصريحات الصادرة عن شخصيات سياسية في تركيا محط اهتمام بالغ. فقد أكد الرئيس أردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، في الأيام القليلة الماضية، على أهمية الوحدة الداخلية. وعقب هذه التصريحات، صدر عن بهجلي تصريح تاريخي أثار تفاعلات واسعة. وبينما كانت تتواصل أصداء هذا التصريح، شهدت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش) هجومًا إرهابيًا، أثار توقيته وموقعه العديد من التساؤلات. فما الرسالة التي حملها هذا الهجوم؟ ولماذا تم استهداف توساش تحديدًا؟ وما هو دور إسرائيل والولايات المتحدة في هذا الهجوم؟
وأوضح أنه مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، شدد كل من الرئيس أردوغان وبهجلي مؤخراً على أهمية الوحدة الداخلية.
وفي تصريح لافت، قال لطيف أردوغان، الذي يُعد من أوائل الشخصيات التي أعلنت معارضتها لتنظيم “غولن” الإرهابي، إن “تفكك التنظيم إلى أجزاء صغيرة بات أمرًا حتميًا، وأعتقد أن الولايات المتحدة لم تعد معنية بالتنظيم بعد وفاة غولن، ومن المحتمل أن تنتقل إدارته إلى بريطانيا.” ومع الحديث المتزايد حول مستقبل التنظيم بعد وفاة زعيمه الإرهابي غولن، يبرز التساؤل الأكبر: من سيقود التنظيم الآن، ومن سيتولى إدارة ثروته التي تقدر بمليارات الدولارات؟ الجدير بالذكر أن لطيف أردوغان، كان من أوائل الذين عارضوا تنظيم غولن في أصعب المراحل عام 2012، وقد كان في فترة ما، أقرب شخصية إلى غولن، ما يجعل تقييمه لماضي التنظيم ومستقبله ذا أهمية كبيرة. وفقا لأوراك أوغلو.
وتابع المقال:
زعيم “غولن” الإرهابي أوهم أتباعه بأن نرجسيته ونزواته الشخصية واضطراباته النفسية قضية سامية
كان لغولن هوسٌ مرضي بفكرة “المسيح”، بل زعم في بعض الأحيان أنه المهدي المنتظر، رغم أنه لم يتمكن من تحقيق طموحاته تلك، وكان يُصرّح علناً أنه يرى نفسه كالمسيح. وقد قال مرةً: “كنت أتوقع أن أموت في سن الثالثة والثلاثين مثل النبي عيسى”. وقد ألّف اثنان من أتباعه، محمد تابانجا وحسين غميجي أوغلو، كتابًا حول كونه “المسيح”، وتوقعوا أن يعيش حتى سن الخامسة بعد المائة، مستندين إلى حسابات الجمل. وكان غولن يردد لنا كثيرًا: “سأدفنكم جميعًا”، لكنه توفي قبل ذلك بعشرين عامًا. إن غولن في الحقيقة يعاني من اضطرابات نفسية، ولا يشعر بأي تعاطف مع الآخرين. لقد تمكن من تسويق نزواته النرجسية وهواجسه الشخصية وسلوكه المضطرب للآخرين على أنها “قضية”، واعتبر كل من لم يتقبلها خائناً. لقد تجرّد من المروءة والشرف، كان يتوهم أنه سيؤسس دولة عالمية، وسيحكم العالم من تركيا. ولم يتردد في استغلال القيم الدينية لتعزيز هذه الأوهام المرضية.
عشق لاينتهي لإسرائيل
انتشر نفوذ الإرهابي “غولن” بسرعة في جميع أنحاء العالم، وكان يصف ذلك لأتباعه على أنه “هبة من الله”. فلم يكن أعضاء التنظيم على دراية بالدعم الذي كان يتلقاه من قبل الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). وكان لديه حبٌ كبير ودائم لإسرائيل؛ إذ قال مرة إنه بكى لأيام على اليهود عندما أطلق صدام حسين صواريخ على إسرائيل. وكان أول من كشف عن علاقاته باليهود والموساد هو الأستاذ نجم الدين أربكان. كما قال الكاتب والمؤرخ قادر مصير أوغلو لغولن: “بسبب حبك لإسرائيل، لن تموت في تركيا”. وقد صدق في ذلك. لقد تسبب الإرهابي غولن في تدمير جيلٍ كامل، ولم يكن الضرر مقتصراً على تركيا فحسب، بل طال العالم الإسلامي بأسره. عندما تعرفت على غولن الإرهابي، كنت طفلاً يبلغ من العمر 11 أو 12 عامًا، أما اليوم فقد بلغت السبعين. أنا لا أحزن على نفسي، بل على جيلٍ بأكمله؛ فإعادة بناء هذا الجيل وتعافيه سيستغرق سنوات طويلة.
حذرت الإرهابي غولن مراراً وتكراراً
كنت أعارض الخطأ دائماً داخل ذلك التنظيم. وقد دارت بيني وبين الإرهابي غولن مناقشات حادة. في بداية الألفية الجديدة، قلت له: “لقد اصطدمتم بالجدار الآن”. وحذرت سوات يلدريم قائلاً: ” ستعتبركم الدولة إرهابيين يوماً ما”، كانت فكرة الاستيلاء على الدولة خاطئة. اقترحت عليه قائلاً: “لنطمح إلى الحضارة بدلاً من الدولة”. ولكنّ تعلق الإرهابي غولن بالسلطة ومرضه بالسيطرة على الدولة والعالم كان قد استفحل في جسده. فشلت محاولة الانقلاب التي نفذها في 1725 ديسمبر، وقضية أرغينكون، وجهاز المخابرات. لكن الإرهابي غولن لم يرَ في ذلك فشلاً، فقد كان يحلم منذ صباه بانقلاب عسكري. ولم يتصور لحظة واحدة أنه سيفشل في 15 يوليو. ولو سألته، لقال إن كل خطوة اتخذها في انقلاب 15 يوليو كانت صحيحة. فالروح المريضة مثل روح غولن لا تعترف أبداً بالخطأ. وعندما يفشل، لا يتردد في الكذب والقسم بأغلظ الأيمان.”
خيبة أمل كبيرة داخل التنظيم
لقي الإرهابي غولن حتفه، فليحترق في جهنم. ورغم محاولات أتباعه الذين يُطلق عليهم “الإخوة” إخفاء الأمر، إلا أن هناك خيبة أمل كبيرة داخل التنظيم. فمن كان اً بالتنظيم مادياً يضطر للبقاء فيه رغمًا عنه، بينما يفضل أولئك القادرون على الاعتماد على أنفسهم أن يسيروا في طريقهم الخاص. وترد أسماء أشخاص مثل مصطفى أوزجان وعبد الله أيماز وجودت ترك يولو في هذا السياق. هؤلاء أفراد بلا شخصية، كانوا يعتمدون على فتح الله. وليس لديهم القدرة على قيادة التنظيم. وأولئك الذين يسيطرون على الأموال هم في وضع أفضل قليلاً، ولكن لا يوجد زعيم بين الأسماء المطروحة. سيفقدون قوتهم يوماً بعد يوم. مصطفى أوزجان، الذي يدير جناح التنظيم في الولايات المتحدة، كان مقرباً من الإرهابي غولن في مزرعته في بنسلفانيا، وكان يسيطر على أموال التنظيم بالاشتراك مع جواد تركي أوغلو. أما عبد الله أيماز، الذي يدير جناح الإرهابي غولن في ألمانيا ويسعى لتولي زعامة التنظيم، فهو من أقوى الشخصيات في المنطقة الأوروبية. ومن المعروف أن “طالب بيوك”، الذي تم انتخابه في ما يسمى “الهيئة التنفيذية”، يعمل في مجال التمويل والعقارات في بريطانيا بأموال التنظيم. كما يعمل قراكوش في ألمانيا وكارا دومان في بريطانيا كإمامين للتنظيم.
هل ستدير بريطانيا تنظيم “غولن” الإرهابي الآن؟
رغم انتهاء أحلام الزعامة والخلافة، فمن السابق لأوانه القول بأن التنظيم قد انهار تماماً. يجب ألا نستهين بالأمر. أعتقد أن الولايات المتحدة قد أنهت علاقتها بالتنظيم بعد وفاة الإرهابي غولن، وأن بريطانيا ستتولى قيادته مستقبلاً. وستسعى بريطانيا لاستغلال هذا التنظيم وتوظيفه ضد الإسلام وتركيا. ومن المتوقع أن يسعى التنظيم إلى مواصلة طريقه عبر انقسامه إلى مجموعات صغيرة ، لكنه لن يستطيع البقاء طويلاً بعد رحيل الإرهابي غولن. فالتنظيم بُني على شخصه ورحيله يعني نهاية التنظيم فعلياً.