اخبار تركيا
اتفقت تركيا وسوريا والأردن، خلال اجتماع عُقد في العاصمة الأردنية عمان، على تعزيز التعاون في قطاعات النقل البري والبحري والسككي والجوي، بما يشمل تفعيل الخط الحديدي الحجازي التاريخي الذي يربط سوريا بالأردن.
وحضر الاجتماع المدير العام للشؤون الخارجية بوزارة النقل التركية، بوراك إيكان، ووزير النقل السوري، محمد عمر رحال، وأمين عام وزارة النقل الأردنية، فارس أبو ديه، حيث بحثوا سبل تطوير حركة الترانزيت والربط السككي لتعزيز التكامل الاقتصادي وترسيخ الاستقرار الإقليمي.
https://x.com/TR99media/status/1966431629548634139
ووقع المشاركون محضرًا مشتركًا لتقديمه إلى وزراء النقل في الدول الثلاث، تضمن دعم تركيا لإعادة ترميم خط الحجاز، وتقديم الأردن الدعم الفني لصيانة القاطرات السورية، بالإضافة إلى فتح معبر باب الهوى أمام الشاحنات الأردنية بعد استكمال الشروط الفنية.
كما شمل المحضر إعداد دراسات لإنشاء خط سككي حديث يربط الأردن وسوريا وتركيا بشبكات التجارة العالمية، وتعزيز خط الشاحنات من ميناء العقبة باتجاه تركيا وأوروبا الشرقية، إلى جانب تطوير اتفاقيات النقل لتسهيل حركة الشاحنات دون الحاجة لتفريغ وإعادة تحميل البضائع.
وأشار إيكان إلى أن الاجتماع خطوة مهمة لتوسيع التعاون في البنية التحتية والربط السككي الثلاثي، فيما شدد رحال على أهمية الموقع الاستراتيجي للدول الثلاث وتفعيل مشاريع الربط البرّي والسككي، لا سيما خط سكة حديد الحجاز التاريخي، بما يسهم في جذب الاستثمارات وتوسيع التجارة البينية.
سكة حديد الحجاز
سكة حديد الحجاز، المعروفة أيضًا بالخط الحديدي الحجازي، هي سكة ضيقة تربط بين دمشق والمدينة المنورة، وتمر عبر مناطق في سوريا والأردن والسعودية. أُنشئت خلال فترة ولاية السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في أوائل القرن العشرين، بهدف خدمة الحجاج المسلمين وربط أقاليم الدولة العثمانية ببعضها، سواء من الناحية العسكرية أو الإدارية والاقتصادية.
امتد الخط الحديدي نحو 1,300 كيلومتر، وشمل بناء محطات ومستودعات وقواعد صيانة، ما جعله أحد أبرز مشاريع البنية التحتية في الدولة العثمانية. كما لعب دورًا إستراتيجيًا في تسهيل الحركة التجارية والنقل بين الأناضول والحجاز.
على الرغم من توقف تشغيله جزئيًا على مدار القرن الماضي بسبب الحروب والتقلبات السياسية في المنطقة، إلا أن سكة حديد الحجاز تحتفظ برمزيتها التاريخية والثقافية، وتعد اليوم محورًا للمشاريع الإقليمية الرامية لإحياء الربط السككي بين تركيا وسوريا والأردن، ودعم التكامل الاقتصادي في الشرق الأوسط.