اخبار تركيا
أثارت تقارير إعلامية ادعاءات خطيرة تتعلق بحادث تحطم الطائرة في أنقرة، الذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، من بينهم رئيس أركان الجيش الليبي الفريق محمد علي الحداد، في حادث لا تزال ملابساته غامضة حتى الآن.
وكان الحداد قد وصل إلى أنقرة على متن طائرة من طراز فالكون 50 في زيارة رسمية بدعوة من رئيس الأركان التركي الجنرال سلجوق بيرقدار أوغلو، قبل أن تتحطم الطائرة قرب منطقة هايمانا في العاصمة التركية.
طائرة تحمل علم مالطا… وتساؤلات عن تدخل خارجي
الجدل تصاعد بعد كشف الكاتب في صحيفة حرييت عبد القادر سيلفي أن الطائرة المنكوبة كانت تحمل علم مالطا، رغم أنها لم تكن مستخدمة داخل الأراضي المالطية، بل في فرنسا، ما فتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول خلفية الحادث. وفقا لموقع خبرلر التركي.
وبحسب المزاعم المتداولة، جرى التساؤل عمّا إذا كان جهاز قد زُرع مسبقًا في النظام الكهربائي للطائرة قد تم تفعيله عن بُعد عبر إشارة خارجية، في ظل الحديث عن نشاط محتمل لأجهزة استخبارات أجنبية، لا سيما الموساد الإسرائيلي والاستخبارات البريطانية، في دول مثل مالطا.
الصندوق الأسود مفتاح الحقيقة
ومن المنتظر أن يحسم الصندوق الأسود الجدل القائم، إذ باشرت فرق فنية مشتركة من تركيا وليبيا وفرنسا تحليل بياناته، إلى جانب فحص حطام الطائرة الذي جرى تأمينه بالكامل من قبل السلطات التركية.
وأكدت مصادر أن التحقيق يركّز على تحديد ما إذا كان الحادث ناتجًا عن:
خلل فني أو عيب هيكلي
عطل في النظام الكهربائي
تدخل خارجي متعمد
أو خطأ بشري
تحقيق موسّع بإشراف النيابة العامة
تولت النيابة العامة في أنقرة الإشراف المباشر على التحقيق، بمشاركة نائب المدعي العام وأربعة مدعين عامين، حيث تم تطويق موقع الحادث بالكامل، وحفظ جميع الأدلة بما فيها الصندوق الأسود.
كما أُجريت:
تشريحات وفحوصات سمّية للضحايا
مراجعة كاملة لسجلات صيانة الطائرة
تدقيق في قطع الغيار المستخدمة مؤخرًا
فحص عينات من الوقود تحسبًا لاحتمال التلوث أو الخطأ في التزويد
تدقيق في الطاقم وساعات ما قبل الحادث
التحقيق شمل أيضًا مراجعة دقيقة لحالة الطيارين قبل الرحلة، بما في ذلك:
نمط النوم
الوجبات المتناولة
استخدام الأدوية أو الكحول
الحالة النفسية
كما تم التحفظ على تسجيلات كاميرات المطار، وكافة الاتصالات اللاسلكية بين برج المراقبة والطائرة.
احتمالات مفتوحة… والمسؤولية قد تتوسع
وأفادت مصادر مطلعة أن التحقيق لن يُغلق قبل التأكد من جميع الفرضيات، مشيرة إلى أنه في حال ثبوت وجود خلل تصنيعي أو تقصير فني أو عبث متعمّد، فإن دائرة المسؤولية ستتوسع لتشمل الجهات المعنية بالصيانة والتشغيل.
في انتظار نتائج تحليل الصندوق الأسود، يبقى حادث تحطم الطائرة واحدًا من أكثر الحوادث غموضًا، وسط ترقّب رسمي وشعبي لكشف الحقيقة الكاملة خلف هذه المأساة.
