اخبار تركيا

الأكراد شاركوا في معركة ملاذكرد!

مراد بردقجي خبر تورك ترجمة وتحرير اخبار تركيا

بعد قرار حل تنظيم حزب العمال الكردستاني، أصبحت أحداث السنوات الأولى للجمهورية مثل معاهدة لوزان ودستور 1924 موضع نقاش في تركيا. ثم انتقل النقاش إلى قرون مضت وبدأ الجدل حول ما إذا كان الجنود الأكراد قد شاركوا في معركة ملاذكرد أم لا.

الآن، كل شخص، سواء كان يعرف أو لا يعرف، يتحدث: “كان هناك عشرات الآلاف من الجنود الأكراد في جيش ألب أرسلان”، أو “ماذا يفعل الأكراد في الجيش السلجوقي؟ ملاذكرد انتصار تركي خالص!”.

قبل أن أخوض في صلب الموضوع، سأذكر أن هذه القضية نوقشت لأول مرة في وسائل الإعلام في برنامج “الغرفة الخلفية للتاريخ” على قناة خبر تورك قبل سنوات، مع البروفيسور إرهان أفيونجو، الذي يشغل الآن منصب رئيس جامعة الدفاع الوطني.

مصدر المعلومات حول وجود الأكراد بين الجنود الذين قاتلوا مع ألب أرسلان ضد الجيش البيزنطي في ملاذكرد هو كتاب “مرآة الزمان في تواريخ الأعيان” للمؤرخ أبو المظفر يوسف، المعروف بـ”سبط ابن الجوزي”، والذي كُتب بعد 180 سنة من انتصار ملاذكرد.

سبب مناقشتنا لهذا الموضوع في “الغرفة الخلفية للتاريخ” قبل سنوات هو أن الكتاب نُشر لأول مرة باللغة التركية في ذلك الوقت. قام البروفيسور علي سيفيم بترجمة قسم السلاجقة من العربية، ونشرته مطبوعات مؤسسة التاريخ التركي. ناقشنا أنا وإرهان وضيف أكاديمي الموضوع بعمق في البرنامج.

المعلومات الواردة في “مرآة الزمان في تواريخ الأعيان” حول مشاركة الجنود الأكراد في معركة ملاذكرد موجزة للغاية وتقتصر على جملة:

“…وقد انضم عشرة آلاف كردي إلى السلطان. إلى جانب ذلك، كان السلطان يثق أولاً بالله، ثم بقواته الخاصة البالغ عددها أربعة آلاف.”

يقول ابن الجوزي إنه أخذ هذه المعلومات من كتاب “عيون التواريخ” لغرس النعمة، الذي كان على قيد الحياة أثناء معركة ملاذكرد وتوفي عام 1088، لكن كتاب غرس النعمة غير موجود الآن!

الاستقطاب يصل إلى ملاذكرد!

النقاشات تنشأ من هذه السطور القليلة! الاستقطاب المتزايد في تركيا يظهر، وأصبحت قضية ملاذكرد موضوع خلاف. يدعي أحد الأطراف أن عدد الأكراد الذين قاتلوا مع ألب أرسلان تجاوز 20 ألفًا، وأن ألب أرسلان قال: “لو لم يكن لدي 20 ألف فارس كردي، لما انتصرت في هذه المعركة”.

لكن ألب أرسلان لم يقل هذا! لم يقله، لأنه تم اختلاق حديث نسبه إليه من قبل أحد رؤساء البلديات قبل بضع سنوات فقط!

في المقابل، يجادل الطرف الآخر بأن مؤرخي العصور الوسطى بالغوا في الأرقام، مثل ذكر “مرآة الزمان” أن الجيش البيزنطي كان يضم 400 ألف جندي، وهو أمر غير معقول في العصور الوسطى. لذلك، فإن وجود 10 آلاف كردي في جيش ألب أرسلان غير واقعي، ويجب إضافة عناصر مسلمة أخرى إلى هذا العدد. ويقولون إن عدد الأكراد في ملاذكرد كان بضع مئات، أو ألفين على الأكثر.

هكذا يتم تحريف كتاب ابن الجوزي المهم الذي كُتب قبل ثمانية قرون! يحاول أحد الأطراف تحويل جملة قصيرة إلى قضية أيديولوجية، بينما يحاول الطرف الآخر إنكارها تمامًا!

لا توجد طريقة لمعرفة العدد الدقيق للأكراد الذين قاتلوا مع ألب أرسلان ضد الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينيس في ملاذكرد. لكن الحقيقة هي أن هناك جنودًا أكرادًا شاركوا في جيش ألب أرسلان.

ملاذكرد لم تكن “صراعًا بين الأمم”، بل كانت “حربًا دينية”. ربما شارك الأكراد في الحرب بدافع الغنائم، أو ربما أرسلتهم إمارة مروانية كردية موالية للدولة السلجوقية. لكن القول “لم يكن هناك أكراد في ملاذكرد” هو قلب للحقيقة التاريخية، لا أكثر!

عن الكاتب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *