google_ad_slot = “5416840538”;
google_ad_width = 300;
google_ad_height = 250;
د. علي محمد الصلابي خاص اخبار تركيا
تنتسب هذه الأسرة إلى بويه بن فنّاخسرو الديلمي الفارسي، وقد حكمت العراق، وفارس لمدة تزيد عن القرن، وكان الخليفة العباسي في بغداد ضعيفاً بإزائهم أكثر مما كان مع الأتراك من قبل، ولا تختلف هذه الأسرة عن أي أسرة أخرى من كثير من الأسر في هذا العصر من ناحية الاستبداد، والفساد الاقتصادي والاجتماعي، وإن المؤسسين لهذه الدولة: علي بن بويه، والحسن بن بويه فيهم سيادة، ومداراة وحلم، ولكن الجيل الثاني، والثالث فيهم بطش، وقسوة، وتعصب للمذهب الشيعي (1).
أ ـ لمحة تاريخية عن البويهيين:
ظهر أولاد بويه: علي، والحسن، وأحمد على مسرح التاريخ بظهور أكبرهم الملقب عماد الدولة عام (321 هـ) ، وكان متولياً من قبل أحد ملوك الديلم، واسمه (مرداويح) على منطقة صغيرة اسمها (كرج) ، ولم يزل يتلطف الناس، ويحسن إليهم حتى اشتهر بين البلاد المجاورة، وأحبوه وخضعوا له، ونزلوا على طاعته، وساعده في ذلكَ إخوته حتى استولى على إقليم فارس، وفي سنة (334 هـ) زحف أحمد بن بويه إلى بغداد، ودخلها دون قتال، وغدت العراق تحت سيطرة بني بويه، وأظهروا الطاعة للخليفة، وأخذوا ألقابهم منه، فلقب أحمد (معز الدولة) ، وبقي حاكماً على العراق نائباً عن أخيهِ عماد الدولة نيفاً وعشرين سنة (ت 356 هـ) ، وأما ركن الدولة: الحسن بن بويه، فقد حكم أصبهان، وطبرستان، وجرجان، وأخوهم الكبير عماد الدولة، شيراز وما حولها، ولكنه هو المقدم فيهم الذي يسمعون كلامه (2).
ب ـ تشيع البويهيين:
لم يخف البويهيون تشيعهم، بل شجعوا المذهب الشيعي في بغداد للقيام بالأعمال الاستفزازية ضد أهل السنة، فكانت لا تمرُّ سنة دون شغب، واصطدامات تقع بين السُّنَّة والشيعة تذهب فيها الأرواح، والممتلكات، وتحرق الأسواق، وجاء في حوادث (351 هـ) : وكتب الشيعة في بغداد بأمر معز الدولة على المساجد بلعن معاوية، والخلفاء الثلاثة ؛ والخليفة العباسي لا يقدر على منع ذلك (3)، وفي سنة (352 هـ) أمر معز الدولة الناس أن يغلقوا دكاكينهم، ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء، وأن يظهروا النياحة، وأن يخرج النساء منتشرات الشعور، مسودات الوجوه، يدرن في البلد بالنوائح، ويلطمن وجوههن على الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ ففعل الناس ذلك، ولم يكن للسنة قدرة على المنع منه؛ لكثرة الشيعة، ولأن السلطان معهم (4)، وهذا أول ما نيح عليه (5).
وقد وصف ابن كثير ما يفعل الشيعة من تعدٍّ لحدود الكتاب والسنة في دولة بني بويه في حدود الأربعمئة وما حولها؛ فقال: فكانت الدَّبادب، تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء، ويُذرُّ الرمادُ والتبن في الطرقات، والأسواق، وتعلق المسوح على الدكاكين، ويظهر الناس الحزن، والبكاء، وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتئذ موافقة للحسين ؛ لأنه قتل عطشان، ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن، ويلطمن وجوههن، وصدورهن حافيات في الأسواق إلى غير ذلك من البدع الشنيعة، والأهواء الفظيعة، والهتائك المخترعة (6).
ج ـ إهانتهم للخلفاء:
تابع البويهيون سياسة الأتراك في إضعاف هيبة الخلافة، وجعلها كأنها غير موجودة، وهم بهذا العمل إنما يدللون على بعدهم عن أي حس حضاري زيادة عما في قلوبهم من حقد على السنة، وكانوا يرون أن العباسيين مغتصبون للخلافة، ولذلكَ فكر معز الدولة بإعادة الخلافة إلى (آل علي) رضي الله عنه، فاستشار خواص أصحابه في إخراج الخلافة عن العباسيين، والبيعة للمعز العبيدي في مصر، ولكن أحد أصحابه؛ قال له: ليس هذا برأي، فإنك اليوم مع خليفة تعتقد أنت وأصحابك أنه ليس من أهل الخلافة، ولو أمرتهم بقتله لقتلوه، ومتى أجلست بعض العلويين خليفة كان معك من يعتقد أنت وأصحابك صحة خلافته، فلو أمرهم بقتلك لفعلوه (7)، واستحسن معز الدولة هذا الرأي، وأعرض عن فكرته (8)، وعندما قلَّت الأموال عند بهاء الدولة حسَّن له وزيره القبض على الخليفة الطائع وأطمعه في ماله، ودخل بهاء الدولة على الخليفة وأنزله عن سريره، وهو يستغيث، ولا يلتفت إليهِ أحد، وأخذ ما في دارهِ من الذخائر، ونهب الناس بعضهم بعضاً (9)، وكان سلفهُ معز الدولة البويهي هو الذي أهان المستكفي وأمر الجنود بشده من عمامته، ثم أمر به إلى السجن ولم يزل فيهِ حتى وفاته (10).
د ـ وزراؤهم:
كما وزر للعبيديين الفاطميين اليهود والنصارى، كذلكَ وزر للبويهيين النصارى، ففي عهد عضد الدولة (فنّاخسرو بن الحسن بن بويه) كان وزيره نصر بن هارون، وقد أذن له عضد الدولة بعمارة البِيَع، والأديرة، وأطلق الأموال لفقراء النصارى (11).
ه ـ الصلة بين البويهيين والقرامطة:
إن الذي يقرأ التاريخ مجزأ مقطعاً قد لا يدرك ولا يتنبّه إلى الصلات التي كانت بين الحركات الباطنية، ولا إلى الصلات بين الدولة الشيعية، وهذه الحركات، ويظن أن كل دولة قائمة بنفسها، ولا تربطها صلات مع الأخرى، وهكذا يظن ـ البعض ـ الان، فلا يرون: أن هناك صلات بين الرافضة والباطنية؛ وإذا كان هناك شيء من هذا فهو يظن أنه للمصلحة السياسية المؤقتة. ولكن من يقرأ التاريخ ويقرأ الحاضر ويقارن بينهما سوف لا يجد فرقاً يذكر في المواقف (12).
وجاء في حوادث (360 هـ) : وفي ذي القعدة أخذت القرامطة دمشق وقتلوا نائبها جعفر بن فلاح، وكان رئيس القرامطة الحسين بن أحمد بن بهرام، وقد أمدّه معز الدولة البويهي من بغداد بالسلاح والعدد الكثير (13).
وكتب الملك البويهي أبو كاليجار إلى المؤيد داعي الدعاة الفاطمي العبيدي عند سفره إلى مصر سنة (438 هـ) ، بعد أن تأثر بدعوته الإسماعيلية؛ يقول: فيجب أن تصور لتلكَ الحضرة الشريفة (المستنصر العبيدي في مصر) ، ما اطلعت عليه من شواهد صفاء عقيدتنا، وتُعلمها أن هؤلاء التركمان (السلاجقة) المسؤولين عن أعمال خراسان، والري لا يقصر خطابهم عن بلادها المحروسة (الشام ومصر) لإثبات عساكرنا المنصورة في وجوههم، وبذلنا الأموال في كف عاديتهم (14).
فهذا الملك البويهي يطلب شهادة حسن سلوك من الدولة العبيدية في مصر، ويشعرهم في نفس الوقت أنه هو المدافع عنهم أمام الزحف التركماني السلجوقي السني (15). ومن هنا يتضح لنا درس مهم وهو حقيقة استعدادهم للتحالف، والتعاون فيما بينهم مع الاختلاف في العقائد، ومع ذلكَ يتحالفون ضد العدو المشترك.
المصادر والمراجع:
أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 48.
المصدر السابق نفسه، ص 48.
أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 48.
الكامل في التاريخ، ابن الأثير، نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 49.
البداية والنهاية، ابن كثير، (11/577).
البداية والنهاية، ابن كثير، (11/577).
الكامل في التاريخ، ابن الأثير، نقلاً عن أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 49.
أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 49.
الكامل في التاريخ ، نقلاً عن أيعيد التاريخ نفسه؟ ، ص 50.
البداية والنهاية، ابن كثير، نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 50.
المصدر السابق نفسه، نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 50.
أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 50.
المصدر السابق نفسه، ص 50، نقلاً عن البداية والنهاية.
دخول الترك الغز إلى الشام، د. شاكر مصطفى، ص 323.
أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبدة، ص 51.
