نويان دوغان حرييت ترجمة وتحرير اخبار تركيا

تتضمن الاشتباكات مخاطر في قطاعي النقل البحري والجوي وكذلك في مجال السفر من منظور التأمين. ارتفعت أقساط مخاطر الحرب للسفن الداخلة إلى الخليج. كما أن خطر إغلاق مضيق هرمز يرفع الأقساط. يُعد إغلاق المجالات الجوية عاملاً آخر يزيد من الأقساط. كما تبدي شركات التأمين قلقًا من تكبدها تعويضات باهظة بسبب إلغاء الرحلات الموجهة إلى المنطقة.

الأسواق العالمية في حالة تأهب
في الوقت الذي تهدد فيه الحرب بين إسرائيل وإيران الاقتصاد العالمي، دخل سوق التأمين العالمي في حالة تأهب. مع دخول الحرب يومها السابع، بدأت شركات التأمين بوضع سيناريوهات في حال امتداد الصراع، كما اتخذت بعض الإجراءات الاستباقية. خلال أيام قليلة، ارتفعت أقساط تأمين الحرب، لكن القلق الأكبر يتمثل في احتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز وتأثير ذلك على تأمينات التجارة.

يُعد قطاع التأمين من أكثر القطاعات تأثرًا بالحرب، والسبب بسيط: يلعب التأمين وشركاته دورًا محوريًا في مجالات واسعة تشمل تأمين التجارة عبر البر والجو والبحر، وإلغاء رحلات شركات الطيران، وخسائر الدخل بسبب الحرب. للتذكير، عندما اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، امتنعت شركات التأمين العالمية عن تغطية السفن، مما أوقف حركة الملاحة في البحر الأسود وأدى إلى أزمة سلع عالمية، خاصة في المواد الغذائية. وما زالت هذه الأزمة غير محلولة حتى اليوم. ويبدو أن الوضع نفسه قد يتكرر مع الحرب الإيرانيةالإسرائيلية.

أقساط الحرب تتضاعف ثلاث مرات
لنتحدث الآن عن تأثير الحرب على سوق التأمين العالمي. كان أول تأثير محسوس على التجارة البحرية وتأميناتها. وفقًا لشركات التأمين التي تحدثت إليها، ارتفعت أقساط تأمين مخاطر الحرب ثلاث مرات بالفعل للشحنات البحرية المتجهة إلى إسرائيل. هناك قلقان رئيسيان هنا: الأول هو ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على طرق النقل في حال استمرار الحرب، والثاني هو إغلاق مضيق هرمز بسبب الحرب. فثلث النفط المنقول بحرًا يوميًا وجزء كبير من الغاز الطبيعي المسال يعبران هذا المضيق.

أشارت شركات التأمين إلى ارتفاع أقساط مخاطر الحرب للسفن الداخلة إلى الخليج، مؤكدة أن تغيير المسارات البحرية أصبح مطروحًا، لكنه عملية مكلفة. للتذكير مرة أخرى، بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، لم يعد هذا المسار مفضلًا، وإذا استُخدم، فإن أقساط التأمين على السفن التي تمر منه تكون مرتفعة جدًا. وحذرت شركات التأمين من أن تحول مضيق هرمز إلى منطقة خطرة بعد البحر الأحمر سيؤدي إلى تعطيل طرق التجارة.

القلق من إغلاق مضيق هرمز
في حال تعرض مضيق هرمز لهجوم بطائرات مسيرة أو صواريخ، قد تدرجه شركات التأمين في القائمة السوداء، مما يعني عدم تغطية السفن العابرة منه، وبالتالي توقف التجارة. إذا استمرت الحرب وتصاعدت حدتها، قد تُراجع شركات تأمين السفن والبضائع شروط التغطية، أو قد توقف تمامًا أنشطة التأمين على الرحلات المتجهة إلى الخليج. وأشارت شركات التأمين إلى أن شركات الشحن البريطانية واليونانية بدأت منذ يومين تحث سفنها على تجنب المياه عالية الخطورة.

مخاوف من مطالبات تعويض في قطاع الطيران
أما جانب الطيران، فهو يثير قلقًا أكبر لدى شركات التأمين. بسبب الحرب، علقت أو ألغيت شركات الطيران رحلاتها في الشرق الأوسط. إذا طالت الحرب، تخشى شركات التأمين من مواجهة مطالبات تعويض بسبب تغطية مخاطر الحرب في الطيران. وإذا أضيفت إليها مطالبات خسائر الدخل، فستتفاقم المشكلة. تتوقع شركات التأمين زيادة كبيرة في أقساط بوالص مخاطر الحرب وانقطاع الأعمال لشركات الطيران إذا استمر الوضع الحالي.

تأثير الحرب على تأمينات السفر
بدأت الحرب بين إسرائيل وإيران تؤثر أيضًا على تأمينات السفر. وأكدت شركات التأمين أن إلغاء آلاف الرحلات الجوية في الشرق الأوسط أو تغيير مساراتها أدى إلى زيادة إلغاءات السفر، مما أثر سلبًا على تأمينات السفر. إذا استمرت الحرب، فسيُضرب موسم السياحة، وستضطر شركات التأمين إلى دفع تعويضات ضخمة بسبب إلغاءات السفر.

الخلاصة
تُظهر هذه التطورات كيف أن الحرب الإسرائيليةالإيرانية لا تقتصر آثارها على الجانب العسكري والسياسي، بل تمتد إلى الاقتصاد العالمي وسوق التأمين، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار ويثير مخاوف من أزمات جديدة في التجارة والطيران والسياحة.

شاركها.