السياحة الدينية في السعودية.. بين الروحانية والاقتصاد (إعلامي تركي)

اخبار تركيا
استعرض الإعلامي التركي طه كلينتش، انطباعاته وتأملاته حول زيارة قام بها إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة برفقة مجموعة من أصدقائه، مشيرًا إلى عدد من النقاط التي لفتت انتباهه وأثرت في وجدانه.
تدفق الزوار والفوائد الاقتصادية
أوضح كلينتش أن الحرمين الشريفين يشهدان تدفقًا هائلًا من الزوار من جميع أنحاء العالم، خاصة في فصل الشتاء حيث يكون الطقس معتدلًا. وأشار إلى أن الأرباح الاقتصادية التي تحققها الحكومة السعودية من “السياحة الدينية” تفوق التوقعات، مما يعكس أهمية هذه الزيارات ليس فقط من الناحية الروحانية ولكن أيضًا من الناحية الاقتصادية.
استخدام التقنيات الحديثة
لفت كلينتش إلى أن الإدارة السعودية تعتمد على التقنيات الحديثة لتنظيم الحشود وإدارتها، مثل نظام تحديد مواعيد زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي. ومع ذلك، أشار إلى أن ضيق الفترة الزمنية التي يقضيها الزوار في المدينة المنورة قد يؤدي إلى صعوبات في الحصول على مواعيد أو حدوث خلل في النظام، مما يتسبب في فوضى أحيانًا.
تشجيع زيارة المواقع التاريخية
أكد كلينتش أن الحكومة السعودية بدأت تشجع بشكل كبير على زيارة المواقع التاريخية في الحجاز، على عكس السياسة التي انتهجتها في العقود الماضية. ومع ذلك، لاحظ أن بعض الأماكن التاريخية فقدت جزءًا من أصالتها بسبب تحولها إلى وجهات سياحية عادية. على سبيل المثال، ذكر أن مدينة الطائف لم تعد كما عهدها سابقًا، حيث تحولت بعض المواقع التاريخية مثل مسجد عبد الله بن عباس وبستان العنب الذي زاره النبي صلى الله عليه وسلم إلى أماكن مزدحمة تفتقر إلى الأجواء الروحانية التي كانت تميزها.
التحديات الروحانية
أشار كلينتش إلى أن بعض الزوار يواجهون صعوبة في قضاء أوقاتهم بشكل مفيد خلال رحلات العمرة الطويلة، خاصة أولئك الذين لا يعتادون على أداء النوافل والأذكار في الأوقات العادية. وأكد أن “إشغال وقت المجموعة” أصبح تحديًا كبيرًا للمرشدين، مما قد يؤدي إلى تراجع المستوى الروحي للزوار.
مسؤولية المرشدين والقادة
لفت كلينتش إلى أن قادة القوافل والمرشدين يتحملون مسؤولية كبيرة في توجيه الحشود، خاصة أن الكثيرين منهم يفتقرون إلى التعليم الكافي. وأشار إلى أن بعض المرشدين أنفسهم بحاجة إلى مزيد من التعليم، مؤكدًا أن على أهل العلم ألا يكتفوا بمجاراة مستوى العامة، بل أن يسعوا إلى الارتقاء بهذا المستوى.
الأمل في المستقبل
رغم التحديات، أعرب كلينتش عن تفاؤله بمستقبل الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن بعض الزوار يدركون جيدًا ما يفعلون ويرسمون لأنفسهم خرائط طريق واضحة من مصادر موثوقة. وأكد أن هؤلاء الأشخاص يتمتعون بالحيوية والنشاط، مما يعكس أن البركة التي كنا نأملها من مكة المكرمة والمدينة المنورة قد بدأت تتحقق.
توصيات للشباب
في ختام مقاله، أوصى كلينتش الشباب بأداء مناسك العمرة بشكل فردي أو مع مجموعات صغيرة متوافقة فكريًا، مما يمكنهم من تنظيم أوقاتهم بحرية والاستفادة بشكل أكبر من الرحلة الروحانية.
هذه الزيارة، كما وصفها كلينتش، كانت مليئة بالتأملات والدروس التي تبرز أهمية الحفاظ على الروحانية وسط التحديات الحديثة التي تواجه الزوار في الحرمين الشريفين.